الجزء الثالث : بين الظلال

5 1 0
                                    


"في كل عتمة، يكمن سرٌ ينتظر من يجرؤ على اكتشافه، فالحقيقة أحيانًا تكون أكثر رعبًا من الخيانة."

........

في قصرٍ يحيط به الغموض، كان السلطان عثمان يتأمل خريطة مملكته، وأفكاره تتقلب بين الاستراتيجيات والحذر من الخيانة. كانت التقارير تتوالى عن تحركات مشبوهة بالقرب من الحدود، مما جعله يشعر بأن خطرًا يقترب.

بينما كان يناقش مع مستشاريه، قُدِّم إليه إنذار عاجل. "متمردون يهاجمون القصر!" صرخ أحد الجنود. تسارع نبض قلبه، ولم يتردد. أمر جنوده بالاستعداد للدفاع عن مملكته، عازمًا على حماية عرشه مهما كلف الأمر.

عندما اندلعت المعركة في الفناء، ارتفعت الأصوات وتداخلت مع صرخات الجنود. كان السلطان يقاتل بشجاعة، لكنه لمح شيئًا غريبًا في خضم الفوضى: شخصًا يتنكر في زي أحد الجنود، يتسلل نحو القصر. أحس بأن هناك شيئًا أكبر من مجرد هجوم، شيئًا يخص ولاء من حوله.

..............................................

في مكانٍ آخر، كانت نيلوفر تجلس في مكتبها، تغمر نفسها في قصص الماضي. الأوراق القديمة كانت تحكي عن خيانات ومؤامرات، مما جعل قلبها ينبض بفضولٍ لا يُحتمل. كانت تضع قطع اللغز في مكانها، وتربط ما بينها وبين الأحداث الجارية.

عندما تذكرت الرسالة الغامضة: "ابحثي عن الحقيقة في العتمة"، شعرت بشيء يشتعل داخلها. كان هناك اتصال غامض بين ما تدرسه وما يحدث في عالمها. بينما كانت تغادر مكتبها، كان لديها إحساس بأن هناك شيئًا مفقودًا، شيء يمكن أن يغير مجرى الأحداث.

بينما كانت تسير في شوارع المدينة، تلاشت أفكارها، وفجأةً، لمحت ضجة في الأفق. كانت تتجه نحو القصر، وبدا لها أن شيئًا كبيرًا يحدث. انطلقت بخطوات سريعة، وشعور قوي يسيطر عليها بأنها ستكون جزءًا من تلك الأحداث.

في داخل القصر، كان السلطان يقاتل ببسالة، وعندما لمح الشخص المتنكر، قرر أن يتبعه. كان يشعر بأن تلك اللحظة هي المفصل في مصيره. في تلك اللحظة، تداخلت خيوط قصتيهما، وأحس كلاهما بوجود الآخر، كأن الأقدار تجمعهما في نقطة واحدة.

مع كل خطوة، كان قلب نيلوفر ينبض بشغفٍ، وكأنها كانت تُدرك أن هناك أسرارًا على وشك أن تُكتشف، وأن الحقيقة المخفية ستغير كل شيء.





بين سيفين وعصرينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن