Ch°03

5 1 0
                                    

بقيت أنظر اليها دون أن أنطق بكلمة واحدة
ـ لماذا تنظرين إلي، هل أنا مخطئة.. فلنتوقف هنا سوف تبدئين عملك اليوم وتخضعين للمراقبة حتى يتم تحسين مستواك  !
أخرجت من درج المكتب مستندا ووضعته أمامي وقالت وهي تشدد في نبرة كلامها:
ـ هذا عملك الأول سلميه غدا في مثل هذا الوقت، ولنرى بعد ذلك!
نادت  "سكرتيرة يون"، دخلت السكرتيرة..
ـ أرشديها الى مكتبها!
ـيمكنكما الانصراف الآن _أضافت
وهكذا انتهى لقائي الأول مع مسؤولة عملي أشعر أن كلماتها اخترقت أحشائي وزرعت الرعب بداخلي هنالك بعض الأسئلة التي لازالت تحيرني مسألة قبولي ومسألة العرفان، اريد أن أعرف ماذا حدث بحق الجحيم!!
بعد أن أرشدتني السكرتيرة يون لمكتبي جلست ووضعت المستند ثم نظرت قليلا حولي لقد كان الكل منغمسا في عمله بجدية، والصمت يعم المكان، يمكنني فقط أن أسمع النقرات على لوحة المفاتيح
بدأت أطلع على المستند بعناية ثم بدأت أجمع المعلومات لأبدأ في إنشاء الواجهة الالكترونية لأحد المنتوجات الطبية
مرت بضع ساعات ولم يتحرك أحد من مكانه حتى أنا قد انغمست في عملي، لكني أحسست ببعض الفراغ في معدتي..
لقد كنت جائعة، في هذه الأثناء سمعنا صراخا من مكتب المسؤولة تونغ لقد كانت تزمجر حتى أفزعتنا
ـ ماهذا؟؟؟ هل تمزح معي، سوف نسلم المشروع غدا، هذا عمل مبتدئ.....
كان الجميع ينظر نحو مكتبها ثم اقتربت الفتاة التي كانت تجلس بجانبي مني وقالت:
ـ مرحبا" انا دانا" أنت الموظفة الجديدة؟
ـ نعم، ادعى نانا سررت بمعرفتك!!
لقد كانت فتاة لطيفة أظنها تفوقني في العمر كما كان من الواضح أنها ذات خبرة تفوقني أيضا،  اقتربت منها وقلت بصوت خافت:ـ ماذا يحدث؟؟!
ابتسمت وقالت: ـ اذا كنت تريدين الابتعاد عن المشاكل أنجزي عملك في وقته،  فالمسؤولة صعبة الارضاء!!
ابتسمت لأرد عليها قائلة:  ـ اوه، حسنا فهمت!!
لقد انتهى هذا اليوم أخيرا. كانت اطرافي مبترة بعد ان وقفت، توجهت الى المنزل وماان دخلت حتى رميت بجسدي المرهق على السرير...
لقد كان يوما متعبا حقا..
                                 ••••••••
                          الساعة تشير الى منتصف الليل،  السكون يعم الطرقات، في قصر الرئيس ليانغ داخل غرفته الشخصية تتعالى أصوات الآهات والبكاء
ـ مابك عزيزتي هل هو كابوس؟؟!
ردت السيدة سونغ وهي تستعيد أنفاسها بعدما أفاقت أخيرا:
ـ أنا أنا أنا أظنه كابوسا!!!
اقترب الرئيس ليانغ من زوجته وأعطاها كأسا من الماء ليخفف من توترها..
ـ هل لازال نفس الكابوس؟!
ـ نعم الكابوس نفسه، لقد رأيتها لكنني لم أستطع تمييز ملامحها لقد كانت قريبة مني جدا هاته المرة!!؟
ـ لابأس، عزيزتي انه مجرد كابوس لاتتوتري!
كانت السيدة سونغ تتعرق بشدة وتتزايد ضربات قلبها بغزارة..
ـ هل يمكن أن تكون حية، لازلت أشتاق اليها-قالت بحزن..
اتسعت حدقات الرئيس ليانغ وكأن سهما قد اخترقه بعد أن أخرجت السيدة سانغ تلك الكلمات
اقترب منها وبدأ يربت على كتفها ويقول محاولا تخفيض درجات توترها:
ـ عزيزتي لقد قلت لك مرارا لا تتوتري سوف نذهب غدا الى الطبيب النفسي لتعديل مزاجك، ارتاحي الان فالوقت متأخر!!
بدأ الهدوء يتخللها بعد أن سمعت هاته الكلمات المهدئة منه وعادت لنومها تحاول نسيان تلك المشاهد التي لاتزال تعرض أمام أعينها بالرغم من مرور 21عاما على الحادثة!!
                                  •••••••
                            /قبل 21عاما/
كان الجو ممطرا بعد ركام العاصفة التي حدثت بالأمس، تساقطت كل أوراق الأشجار في الحديقة، ماان دقت الساعة 8صباحا حتى بدأت بعد الأصوات تتخلل القصر..
  بدأ الخدم بالنزول لتجهيز مائدة الإفطار
من وضع للصحون والأطباق والعيدان والا ما ذلك
ما هي الا دقائق معدودة حتى نزل الرئيس وهو يحمل سترته في يده وجلس بالمائدة
لحقته السيدة سانغ وهي تحمل بين يديها ابنتها المدللة والتي تبلغ من العمر مايقارب عامين الآن
توجهت الى المطبخ وهي تسارع خطاها، لقد كانت البهجة والسرور يملآن القصر بأصوات تلك الصغيرة الجميلة..
اقتربت السيدة من الشيف وقالت:
ـ "هل جهزت حساء "تشويه"
ـ نعم سيدتي سوف ٱحضره لك في الحين
خرجت السيدة وهي تداعب ابنتها بين ذراعيها وتوجهت هي الاخرى الى المائدة لتجلس على كرسيها...
كانت رائحة تلك الأطباق الشهية تشم من عدة أميال فطبخ الشيف كان رائعا خاصة قطع التوفو المنقوعة في الحساء..
كان السيد ليانغ منغمسا في تناول فطوره يأكل بلهفة كي لايتأخر عن عمله
نظرت اليه السيدة وقالت:  الجو عاصف بشدة اليوم كان بإمكانك تأجيل الإجتماع!
رد عليها بفمه المملوء بالطعام: ـ الاجتماع مهم لا يمكن تأجيله.
ـ انتبه في الطريق وقد ببطئ-أضافت
ـ حسنا اطمئني!! سوف أذهب الآن!!
خرج السيد مهرولا وهو يرتدي سترته بعد أن قام بتوديع عصفورته الصغيرة التي بدأت بنطق: ماما... بابا.. مؤخرا•
لقد كان صوتها رقيقا وعذبا كأنه لحن الطبيعة بضحكتها الطفولية يمكنك أن تسرح بجمالها الملكي
                            مرت 4ساعات
بدأت العاصفة تشتد كانت الصغيرة بجانب ٱمها في الفراش حتى سمعت السيدة سانغ صوتا غريبا داخل القصر!!
شعرت بالرهبة وحضنت ابنتها وأغلقت الباب بإحكام فهذا القصر الكبير يمكنه أن يكون مخيفا في مثل هذا الجو العاصف!!
لقد بدأت تهدئ ببطئ  بعد ان اختفى الصوت، لكنها سرعان ما سمعت صوتا يطرق الباب..
طق طق طق...
في البداية كان خافتا لكنه سرعان مابدأ يشتد..
لقد كان اليوم هو اجازة لأغلب الخدم ما جعل السيدة تهلع أكثر ، وترتبك أكثر، من يمكن ان يكون فزوجها يعود في المساء..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                  the end of the ch°03
حقوق الكتابة والملكية محفوظة©
Written by me

The scary truth الحقيقة المرعبةWhere stories live. Discover now