في صباح هادئ ومع ضوء الشمس الباكر الذي تسلل عبر نوافذ العيادة الصغيرة، كان بيكهيون ينظف أدواته بعناية ودقة، مرتّبًا إياها بلمسات حساسة تشبهه. بين يديه كانت بعض الأدوات الحديدية التي صنعها له تشانيول بنفسه، أدوات تتسم بالقوة والمتانة، لكنها الآن بين يدي بيكهيون تبدو وكأنها تمتزج برقة وعناية.في لحظة تأمل خافتة، توقف، ونظر للأدوات بنظرة تتأرجح بين الشكر والإعجاب. لحظات سريعة مرّت في ذاكرته، صور مشوشة عن تشانيول، ابتسامته الخجولة ، نظراته الحادة، وملامحه الصارمة، مما جعله يبتسم بخجل قبل أن يكمل تنظيفه.
بعد أن أنهى مهمته، جلس بيكهيون برفقة الممرضة باتي، شريكته الصامتة في هذه الصباحات الباكرة. كانا يحتسيان القهوة معًا في هدوء، وكانت تلك الجلسات جزءًا من طقوسه اليومية، حيث يشعر ببعض الراحة. باتي لم تكن مجرد ممرضة، بل كانت بمثابة صديقة قريبة، شخصًا يستطيع التحدث معه بحرية دون خوف من الحكم.
في الحقيقة، بيكهيون لم يكن يملك أحدًا يفهمه كما تفعل باتي. هو دائمًا ما كان يشعر براحة أكبر في التحدث مع النساء منذ طفولته، وهي سمة لم تُفهم أبدًا في بيته الذي كان يضج بصخب إخوة لا يشاركونه نفس الحساسية والعاطفة. والدته وحدها كانت من تفهمه، بينما والده كان ينهره أحيانًا ليكون أكثر "رجولة"، لكنه بقي كما هو؛ رقيقًا، حساسًا، يحمل قلبًا مليئًا بالمشاعر.
كان بيكهيون يعلم منذ زمن بعيد أنه مختلف، ليس فقط برقة طباعه، بل بانجذابه أيضًا للرجال. كان يجد الراحة مع الفتيات اللواتي لم يتوقعن منه أن يخفي عواطفه أو يتنكر لحساسيته. بينهن كان يشعر بحرية في الحديث عن إعجابه بشخص.
وفي هذه اللحظة كان موضوع حديثه هو .. تشانيول.
الحداد الصارم والصامت. باتي، بفهمها العميق وابتسامتها المتقبلة، كانت أفضل مستمعة وأقرب شريكة لأسراره.
جلس بيكهيون يتأمل قهوته بهدوء، يحدّق في السائل الداكن وكأنما يبحث فيه عن إجابة لمشاعره المشتعلة. همس بصوت منخفض، بالكاد يُسمع، "لا أعلم يا باتي... عندما رأيته لأول مرة، كان الأمر إنسانيًا بحتًا. صُدمت بكمية الجروح التي تغطي جسده، ولكن... مع الوقت، بدأت أشعر أن تشانيول أعمق بكثير من مجرد حداد قوي ومتهور."
كانت باتي تراقبه بعينين مرفوعتي الحاجبين، وابتسامة خفيفة على شفتيها. بدت مستمتعة بمراقبة الطبيب الخجول، متيقنة تمامًا مما يدور في قلبه. سألت بخبث خفيف، "إذًا، أنت معجب به؟"
رفع بيكهيون عينيه بسرعة نحوها، عاقدًا حاجبيه في ارتباك طفيف، لكنه سرعان ما أدار عينيه بخجل منفضح، وابتسم ابتسامة صغيرة حاول إخفاءها. قال، محاولاً تخفيف توتره، "أنا فقط أشعر بالفضول نحوه." لكن عقله كان يفيض بصور تشانيول؛ الحداد القوي الذي جذب اهتمامه على نحو غير متوقع.
أنت تقرأ
Strong arms | أذرع قويه
RomanceChanbaek +18 الحداد تشانيول الذي يتعرض لجروح متكررة بسبب عمله الشاق. يلجأ دائماً للطبيب بيكهيون لتلقي العلاج، ويعتني بيكهيون بجروحه بعناية. لكن ما لا يعرفه بيكهيون هو أن تشانيول أحياناً يتعمد إصابة نفسه، فقط ليجد سببًا لرؤية الطبيب من جديد.