أمسك أليكسندر بالخارطة التي قدمها لهم توماس، وأشار إلى الطريق الملتف عبر الغابة، والذي سيقودهم إلى الكوخ حيث يحتفظ الطبيب بالأعشاب. نظر إلى روزالين بجانبه؛ كانت هادئة وثابتة، عازمة على المضيّ قُدمًا رغم المخاطر.أليكسندر: "هل أنتِ متأكدة أنكِ تريدين الانضمام لي في هذا؟ إنه طريق طويل ومحفوف بالمخاطر."
ابتسمت روزالين برفق وقالت بثقة، "سأكون بخير. نحن بحاجة إلى هذه الأعشاب، ولن أتركك تواجه هذا وحدك."
استعدّا للرحلة. اختارا التحرك عند الغروب ليحتميا بظلام الليل. وبينما كانا يسيران في الغابة، كان أليكسندر يراقب الطريق بتركيز، لكنه لم يستطع منع نفسه من النظر إلى روزالين بين الحين والآخر، معجبًا بثقتها وإصرارها.
في لحظة، تعثرت روزالين على حجر في الطريق، فأمسكها أليكسندر بسرعة قبل أن تسقط. نظر إلى عينيها مباشرة، وكأن لحظات صامتة من الانجذاب تجمعهما في تلك اللحظة. همس لها بصوت خافت، "كوني حذرة، لا أريدكِ أن تتعرضي لأي أذى."
ابتسمت له بخجل، "شكرًا لك، ولكن أعدك أنني أستطيع التعامل مع هذا."
كلما اقتربا من الكوخ، بدأت الأمطار تتساقط، مما جعل الطريق زلقًا وخطرًا. سار أليكسندر بجانبها، محاولًا أن يحميها من المطر بقدر ما يستطيع. كان قلبه يخفق بشدة؛ لم يكن متأكدًا إن كان السبب هو المطر أم القلق من المخاطر التي قد تواجههم.
عندما وصلا إلى الكوخ، طرق أليكسندر الباب بحذر. فتح الطبيب الباب بنظرة استغراب، لكن أليكسندر شرح له سريعًا عن حاجتهم للأعشاب. بينما كان الطبيب يجهز العلاج، جلست روزالين لتستريح، ورآها أليكسندر وهي تنظر إلى نافذة الكوخ وكأنها غارقة في التفكير.
اقترب منها وقال بنبرة هادئة، "هل أنتِ بخير؟ تبدين مرهقة."
أجابت بابتسامة واثقة، "أنا بخير. فقط أتمنى أن نتمكن من العودة بسلام."
في تلك اللحظة، شعر أليكسندر برغبة قوية في حمايتها، لم يفهم هذا الشعور تمامًا، لكنه أدرك أنه لا يريد أن يتعرض لها أي أذى.
بعد أن حصلوا على الأعشاب، ودّعهم الطبيب، وحذّرهم من ضرورة التحرك بسرعة لتجنب الثوار. انطلقا في رحلة العودة تحت الأمطار، وكان أليكسندر يسير إلى جانب روزالين، يمسك بيدها أحيانًا لتثبيتها على الطريق الزلق.
في لحظة من الصمت، نظر إليها بابتسامة صادقة وقال، "أعلم أن هذه ليست الحياة التي توقعتِها، ولكنني ممتن لأنكِ هنا."
نظرت روزالين إليه بدهشة و ابتسمت بخجل
انطلقوا عائدين، وقلوبهم مليئة بالأمل. لكن في داخلهم، كانوا يعرفون أن الأوقات الصعبة لم تنته بعد. بينما كانت الأجواء تتسارع حولهم، كانوا يتجهون نحو مستقبل غير مؤكد، لكن مع العزم على التغلب على أي صعوبة في طريقهم.
قرروا أن يستقروا هناك لبعض الوقت بينما يجدون طريقة للتواصل مع العالم الخارجي.
بدأوا في تنظيم حياتهم اليومية. كانت روزالين وإيزابيل تتعاونان في إعداد الطعام، بينما أليكسندر تولى مهمة حراسة المزرعة ومراقبة أي تحركات مشبوهة حولها. كان فيكتور، كأب للعائلة، يقدم النصائح ويرشدهم في كيفية الاستفادة من الموارد المتاحة.
في أحد الأيام، بينما كانوا يجلسون معًا في فناء المزرعة، بدأ أليكسندر في الحديث مع روزالين
.
أليكسندر: "لقد كنتِ قوية جدًا طوال هذه الفترة، روزالين. أشعر أنني أستطيع الاعتماد عليك في أي شيء."ردت روزالين بابتسامة ، "وأنت أيضًا، أليكسندر. كلنا نحتاج لبعضنا البعض في هذه الأوقات الصعبة."
في تلك اللحظة، تدخلت إيزابيل، قائلة: "أنا أيضًا أريد أن أكون قوية مثلكما. أريد أن أساعد في كل شيء."
أليكسندر: "سنعمل معًا، وسنجعل هذه المزرعة مكانًا آمنًا لنا. يجب أن نتواصل مع القرى المجاورة لنفهم ما يحدث."
بدأوا بالتواصل مع القرويين في المناطق المحيطة، حيث اكتشفوا أن الثورة لا تزال مستمرة وأن الثوار ينشرون الفوضى.
تحسن الوضع ببطء. بدأ أليكسندر يتحدث مع روزالين أكثر، وكأنهما وجدوا في بعضهما البعض السند الذي يحتاجونه. كانت إيزابيل تشارك في الأنشطة اليومية، مما زاد من روح الفريق بينهم.
لكن في أحد الأيام، بينما كانوا في القرية، سمعوا شائعات عن وصول مجموعة من الثوار إلى المناطق المجاورة. عادت قلوبهم إلى الخفقان، وبدأ القلق يتسلل إليهم مجددًا.
أليكسندر: "يجب أن نكون حذرين. إذا اقتربت هذه المجموعة منا، فقد نكون في خطر."
في تلك اللحظة، قرروا أنهم بحاجة إلى إيجاد طريقة للتواصل مع باقي العائلات المهجرة. قرروا استخدام المزرعة كمكان للتجمع، حيث يمكنهم تبادل المعلومات والموارد.
كانت الأيام تتوالى، وتبدأ الحياة في المزرعة تتخذ طابعها الخاص، حيث كانت هناك ضحكات وأحاديث وأمل. لكن في كل لحظة، كانوا يعلمون أن الثورة لا تزال تهددهم، وأن عليهم الاستعداد لأي طارئ.
في إحدى الليالي، بينما كانوا يجلسون حول نار المخيم، بدأ فيكتور يتحدث عن ذكرياته من قبل الثورة، وكيف كانت الحياة في القصر.
فيكتور: "كنت أظن أن الحياة في القصر آمنة ومستقرة، لكن كل شيء تغير في لحظة. لقد فقدنا الكثير، ولكننا هنا الآن، ويجب علينا أن نكون أقوياء."
أليكسندر: "سنبدأ من جديد. لدينا بعضنا البعض، وهذا هو الأهم."
بينما كانت إيزابيل تستمع إليهم، شعرت بالطمأنينة في عائلتها وبأنهم قادرون على التغلب على الصعوبات معًا. كانت المزرعة ليست مجرد مكان للاختباء، بل أصبحت رمزًا للأمل والتغيير.
أنت تقرأ
فوضى
Narrativa Storicaفي أوج اضطرابات فرنسا، وسط صراع طبقي لا يرحم، تصل روزالين، الشابة الطموحة، إلى قصر دي مونتيني للعمل كمعلمة لابنتهم الصغيرة. هناك، تواجه عائلة تفرقها الخلافات، وأسوارًا من الأسرار والكبرياء، حيث تلتقي بـألكسندر، النبيل الغامض الذي تخفي ملامحه الكثير...