الفصل 05

49 16 7
                                    

الفصل 05

قبل أسبوع من ذكرى زواجنا، وصلنا أنا وجي يان شي إلى فرنسا، حيث كنَّا نخطط لقضاء بضعة أيام هنا قبل التوجه إلى النرويج. هذه الرحلة شعرتُ وكأنها حلم، كانت تجربة لم أمر بها من قبل في حياتي.

بدأ جي يان شي سعيدًا حقًا. فقد تخلى عن بدلته الرسمية المعتادة المصممة خصيصًا وأرتدى ملابس متطابقة معي كل يوم.

قبل مجيئنا، كان قد أعد الملابس بالفعل. لا أعرف من أين وجد كل هذه المجموعات من الملابس المتطابقة.

لم تكن فقط الأنماط مختلفة تمامًا، بل كان كل قطعة من الملابس تحمل أسماءنا.

كانت تلك الملابس عصرية نوعًا ما، ولكنها كانت أيضًا مبتذلة بعض الشيء.

لكنني كنتُ سعيدة حقًا.

حتى وإن كنتُ قد حققتُ رغبتي بالزواج من جي يان شي في هذه الحياة، إلا أنني لم أخض علاقة حقيقية.

عندما كنتُ في المدرسة، كان الكثيرون يحاولون التقرب مني، لكنني لم أكن مهتمة بمواعدة أحد غير جي يان شي.

مع ذلك، لم أتمكن من مواعدة جي يان شي أيضًا، لأنهُ لم يكن يحبني.

لكن خلال هذه الرحلة، شعرتُ وكأننا في علاقة رومانسية.

كنَّا نتجول يدًا بيد في الشوارع، نتوقف عندما نشعر بالتعب. أحيانًا، يمدحنا الأجانب قائلين إننا نبدو مثاليين معًا.

لطالما أعتقدتُ أن جي يان شي شخص صارم وجاد. منذُ أن قابلتُه، كان دائمًا بهذه الجدية والانضباط.

حتى خلال السنوات الخمس من زواجنا، كان دائمًا يحافظ على مسافة مهذبة مني.

لكن الأيام القليلة الماضية كشفتُ جانبًا آخر منه.

لقد كان مصورًا بارعًا، وكل صورة التقطها ليّ كانت رائعة.

كان يجيد العديد من اللغات، وكان صوته جميلًا عند الغناء. ذات مرة، عندما صادفنا عازفًا في الشارع، تطوع للعزف والغناء.

لقد أبتسمَ طوال الوقت.

كانت شمس باريس تغرب على جبينه، والنظرة التي كان يوجهها إليّ شعرتُ وكأنها دفء نسمة ربيع في شهر أبريل تحتضنني.

قال ليّ، "يان يان، سأحبكِ إلى الأبد."

(أرجوك كفاية تقولها مره ثانية.)

لا أعرف لماذا، لكن في تلك اللحظة شعرتُ برغبة شديدة في البكاء.

رغم أنني لم أكن أرغب في الكلام، لم أتمكن من مقاومة سؤاله، "هل أنتَ سعيد، آه شي؟"

في لحظة وجيزة، تجمدت ابتسامته. في عينيه كانت هناك مشاعر مختلطة من الفرح والحزن والذهول في نفس الوقت.

تسللت الدموع من زوايا عيني، وأمسكتُ ياقة قميصه وقبلته.

ارتجفت يداه وهو يحتضنني، وصوته كان مبحوحًا وهو يقول، "يان يان، أنتِ......."

لم أتمكن من سماع ما قاله بعد ذلك، لأن صوت طلقات نارية أخترق الأجواء فجأةً.

الشارع الهادئ والمليء بالسلام تحول على الفور إلى فوضى، وبدأت الصرخات والنداءات لطلب المساعدة تملأ المكان.

تم فصلنا بسبب تدافع الحشود.

وسط الفوضى، رأيته يركض نحوي، وخلفه كان هناك مسدس موجه نحوه.

في تلك اللحظة، أنفجرت طاقة هائلة داخلي، دفعتني للركض نحوه دون تردد.

عندما أحترقت الرصاصة صدري، مرت أمامي آلاف الذكريات.

لم أستطع سماع ما كان يقوله جي يان شي، ولم أستطع سماع الضجيج حولنا. كل ما تذكرتُه كان همساته المتكررة في أذني، 'أنا أحبكِ.'

لقد قالها مرارًا وتكرارًا لسنوات عديدة.

(شكلها كانت فاقدة الذاكرة وتذكرت توها....)

مددتُ يديّ ولمستُ صدره الأيسر، كما لو أنني كنتُ أشعر بشكلٍ الندبة من خلال قميصه.

ابتسمت له وقلتُ، "آه شي، هذه المرة، جاء دوري أخيرًا لأحميك."

يُتبع....

فراشةٌ في النخيلِ | مُكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن