الفصل 10

63 19 4
                                    

الفصل 10

لم أكن أعلم كم مضى من الوقت وأنا نائمة.

شعرتُ فقط أن جسدي وعقلي كانا ثقيلين.

أتضح أن ما يُقال عن رؤية شريط الذكريات قبل الموت حقيقي، مثل فانوس يدور.

رأيتُ العديد من الأشخاص.

تشاو وان التي سكبت ماءًا متسخًا على سريري، لكنها أنتهت بالبكاء بعد أن لدغتها الأفعى التي أمسكتُ بها.

زوجة أبي التي كانت تبكي وتشكو، لكنها قرصت فخذي بعد ذلك.

أبي الذي يراقب دائمًا بعيون باردة.

رأيتُ أيضًا أمي.

كانت ترتدي نفس الفستان القطني الذي أذكره، تبتسم ليّ.

كاحلاها كانا ناعمين وبيضاوين، خاليين من القيود أو الندوب.

ربتت برفق على رأسي وقالت، "ألم أخبركِ من قبلِ، يا صغيرتي؟ الأشخاص الذين لديهم أصدقاء حقيقيون لا يُمكنهم القدوم إلى هنا."

مددتُ يديّ الصغيرة لأمسك بفستانها.

"لا أريد أصدقاء، أريد الذهاب معكِ، يا أمي."

ركعت أمامي وقالت، "يان يان طفلة جيدة، والأطفال الجيدون لا يُمكنهم التخلي عن أصدقائهم بسهولة."

"تعلم أمي أن سعادتي تكمن في وجودي بجانبه، وتتمنى ليّ أن أظل سعيدة دائمًا."

تمسكتُ بفستانها، رافضةً تركه.

"لكنني أريد أن أكون معكِ، يا أمي."

ابتسمت أمي بلطف وهي تبتعد عن قبضتي، ودفعتني برفق للأمام.

"اذهبي، يا صغيرتي. هو يناديكِ."

التفتتُ للخلف، لكن صورة أمي المبتسمة بدأت تتلاشى شيئًا فشيئًا حتى أختفت تمامًا.

بكيتُ وحاولتُ البحث عنها، لكن أحدهم كان ينادي أسمي.

كان صوته مختنقًا بالعاطفة، مليئًا بألم عميق يمزق القلب.

"قلتِ إنكِ ستكونين دائمًا بجانبي ما دمتُ أحبكِ."

"لا يُمكنكِ تركي."

"تشاو يان يي!"

كان جي يان شي.

جي يان شي، كان لا يزال ينتظرني، ينتظرني لأتذكره.

* * *

عندما استيقظتُ في ذلك اليوم، كان الطقس جميلًا.

كانت النافذة نصف مفتوحة، وتمكنتُ من رؤية السماء الزرقاء الصافية والسحب البيضاء المتراكمة.

لقد كانت أغصان الأشجار تتمايل برفق.

بين الحين والآخر، تهب نسمة خفيفة إلى الغرفة، فتعبث بشعر جي يان شي.

كان مستلقيًا بجانب سريري، متجعد الحاجبين حتى وهو نائم.

مددتُ يديّ ولمستُ صدغه، وفي لحظة، أمسك بيدي.

عندما جلس، كانت عيناه مشوشتين للحظة.

ابتسمت له وقلتُ، "آه شي، اليوم جميل، هل ترغب بالخروج لتشعر بالنسيم؟"

تركزت نظرته عليّ تدريجيًا، وفي لحظة احمرّت عيناه.

"يان يان، أخيرًا عدتِ."

احتضنني جي يان شي بقوة. دفن وجهه في عنقي، ودموعه الحارة تسيل من عظام الترقوة إلى قلبي، لتجعل مشاعري ترتعش.

أخيرًا، أستطعتُ أن أرد على حبه بكل كياني.

"جي يان شي، أنا أحبك."

بعد رحلة طويلة ومظلمة عبر الصقيع والرياح، أخيرًا تذكرتُ حارسي مرة أخرى.

كان متألقًا وساطعًا كما كان في ذكرياتي، ينير الطريق الموحش أمامي.

لحُسنِ الحظِّ، انقشع الصقيع، ورغم أن الطريق أمامنا طويل، إلا أننا نستطيع الآن أن نسير فيه معًا.

『 النهايةُ 』
《 نهايةُ القصةِ الرئيسيةِ 》

فراشةٌ في النخيلِ | مُكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن