كان شهاب شابًا في العاشرة من عمره، قد انتقل لتوه من المدرسة الابتدائية إلى المتوسطة. لم يكن دخوله إلى هذا العالم الجديد شيئًا عاديًا بالنسبة له. فقد كانت سنواته الماضية مليئة بالتحديات والصعاب، إذ نشأ في حي تعج به المشاكل والعنف، حيث كانت الحياة في الشوارع جزءًا من يومه. ابناء عمه كان لهم سمعة مشوهة، فقد تورطوا في أمور غير قانونية، ولكن شهاب كان مختلفًا. كان يريد أن يعيش حياة أفضل، بعيدًا عن تلك الفوضى.
الحي الذي نشأ فيه كان مكانًا يعج بالمشاكل، وكان شهاب دائمًا يحاول الابتعاد عن تلك الأجواء. كان أبوه رجلاً محترمًا، يحرص على أن يعيش أبناءه حياة أفضل، بعيدًا عن تلك المشاكل. لكن على الرغم من حرص والده، كان شهاب يشعر بثقل العالم الذي يحيط به. كان يحاول جاهدًا أن يكون في مكان بعيد عن كل ما يمكن أن يؤذيه.
دخل شهاب المدرسة المتوسطة، وكان يراها فرصة لبدء حياة جديدة، لكن في البداية كان الوضع صعبًا عليه. فالتكيف مع بيئة جديدة مليئة بالطلاب الجدد والمعلمين كان أمرًا صعبًا، خاصةً أن شخصيته كانت غير مرحة. كان يجيب عن الأسئلة في الفصل دون استئذان، مما جذب انتباه الأساتذة والتلاميذ.
لكن، رغم صعوبة التكيف، كان شهاب مميزًا في شيء واحد: الذكاء. من أول يوم له في المدرسة، تفوق في اللغات الأجنبية، مما جعله يبرز بين زملائه. لم يكن يجيب بداعي التفاخر، لكنه كان شخصًا لا يحب الخسارة. كان لا يزال يشعر بالضغط النفسي من عائلته، خصوصًا من والده الذي كان يعامله بحرص زائد.
###: صداقة غير متوقعة
في المدرسة، لم يكن شهاب يظن أن صديقًا حقيقيًا قد يظهر في حياته. لكن، كما الحياة دائمًا مفاجئة، قابل علاء. كان علاء يشارك شهاب نفس الصفات: العصبية، الضغط النفسي، وعدم الاهتمام بآراء الآخرين. كان كلاهما يواجه تحديات شخصية، لذلك سرعان ما أصبحت بينهما صداقة غير متوقعة. تفهما بعضهما البعض بشكل عميق، وكانا يتهربان من العالم الخارجي معًا.
في البداية، كانت علاقتهما تقتصر على الأوقات التي يقضيانها معًا في المدرسة، حيث أصبح الجميع يعرف أنهما لا يفترقان. كانا يتشاجران أحيانًا ولكن بشكل فكاهي، وكانا يحبان إزعاج المعلمين. أصبحا مصدر فكاهة للطلاب، حتى أنهم أضحكوا معظم زملائهم.
لكن في يوم من الأيام، حدث ما لم يكن في الحسبان. فقد وجدا شهاب وعلاء نفسيهما أمام اختيار سيئ: سجائر. كان الدافع ليس أكثر من رغبة في التباهي أمام زملائهما، خاصة أن أبناء حيهم كانوا معروفين بتصرفاتهم غير الجيدة. قررا أن يتهربا من حياتهما ويشعرا بالتغيير ولو للحظات، فبدأوا في التدخين.
في البداية، كانا يدخنان في الخفاء، بعد المدرسة. كانا يفعلان ذلك للتباهي، ليشعروا بأنهما يعيشان تجربة "مختلفة". لكن في أعماقهما، كانا يعرفان أن ما يفعلانه ليس صحيحًا. كان كل شيء بالنسبة لهما مجرد هروب. الهروب من الواقع، الهروب من مشاكل الحياة، حتى الهروب من الأب الذي كان يعتبر كل تصرف غير سليم مصدرًا للضغط عليه.
في إحدى الأمسيات بعد المدرسة، قررا شهاب وعلاء الهروب من المسؤوليات والضغط الذي يعيشان فيه. تسللا من خلال الأزقة الضيقة في حيهم، حيث كانا يحبان الابتعاد عن الأنظار. كان شهاب يحاول دومًا تجنب المشاكل، لكنه بدأ يشعر بشيء من الراحة لمجرد الابتعاد عن منزلهم ووالده القاسي.
YOU ARE READING
༒ظـلال علـى الطـريق༒
Fiction générale**"شهاب"** هو شاب في العاشرة من عمره، نشأ في حي مليء بالعنف والمشاكل، لكنه قرر أن يواجه الحياة بشكل مختلف. بعد انتقاله إلى المدرسة المتوسطة، يبدأ فصلاً جديدًا في حياته مليئًا بالتحديات، الصداقات، والمغامرات التي لا تُنسى. --- **#شهاب #قصة_درامية #...