في صباح باكر من يوم صيفي، حيث كانت الأجواء معتدلة وطبيعية، فتح **شهاب** عينيه على صوت رنين هاتفه. كان الاتصال من صديقه في المدرسة، وهو ما أثار استغرابه؛ لأنهم عادة لا يتواصلون في هذا الوقت المبكر. رفع السماعة وعندما سمع تلك الكلمات، شعر قلبه يتوقف للحظة. الكلمات كانت قصيرة لكنها ثقيلة، وكأنها رصاصة في قلبه:
"شهاب، حبيبتك تخونك."
تملكه الذهول، ارتدى ثيابه بسرعة، وعيناه مشدوهتان وهو يركض في اتجاه وسط بلدتهم. كان قلبه ينبض بسرعة، وكان يردد في نفسه: "مهذا؟ لا أريد رؤية ما يحدث... لماذا أنا ذاهب؟ هل هذا كثير علي؟ لماذا أتأكد بعيني؟" كانت تلك الأسئلة تتردد في ذهنه بينما يركض دون توقف، وكأن شيئًا ما في أعماقه كان يصرخ له بأن يذهب ليعرف الحقيقة بنفسه.
وعندما وصل إلى زاوية الشارع، توقفت خطواته فجأة. قلبه كان يلهث من السرعة والخوف، بينما كان يراه بعينيه، أمامه، بشكل لا يُصدق. كان أمام منزل **فريحة**، في الزاوية حيث كانت شجرة عنب كبيرة تغطي جزءًا من الباب. تحت الشجرة، كان هناك شخص متكئ على عامود خشبي، وكان يتحدث مع **فريحة**، يضحكان معًا، والابتسامة العريضة على وجهها جعلته يتجمد في مكانه. كانت **فريحة** تبدو سعيدة، حتى أن حديثها وضحكتها بدت وكأنها لا تهتم بشيء.
شعور غريب اجتاح **شهاب** في تلك اللحظة. قلبه كان مليئًا بالألم والشكوك، وكان عقله يحاول تفسير ما يراه. لم يكن في حاجة للمزيد من الأدلة، فالصورة التي أمامه كانت كافية لتدمير كل شيء. لكن ما زال هناك شيء ما داخل قلبه يقول له: "هل هذه هي الحقيقة؟" كان يحترق من الداخل. **فريحة** كانت شخصًا لا يمكن أن يتخيله بهذه الطريقة. كيف يمكن له أن يراها مع شخص آخر؟ **هل هذه هي الطريقة التي كانت تخفي بها مشاعرها عنه؟**
في تلك اللحظة، شعر **شهاب** بأنه تلاعب به طوال الوقت. لم يكن يتخيل أن حبًا نقيًا، خاليًا من أي خبث أو أغراض، يمكن أن يتحول إلى هذا. لم يلمسها يومًا، لم يحاول الاقتراب منها بطريقة غير لائقة. كان يحترمها، وكان يحبها من قلبه، لكن الآن، كانت تلك المشاعر تبدو وكأنها شيء آخر... وكأنها لم تكن أبدًا كما كان يظن.
مرت لحظات صمت طويلة، كانت أصوات قلبه تملأ أذنه، والدماء تغلي في عروقه. لكنه تذكر شيئًا مهمًا: **هل هذا حقًا ما تريده؟** هل كان يريد أن يقنع نفسه بأن هذا ما يحدث؟ كان عليه أن يتأكد. كان عليه أن يعرف الحقيقة، حتى وإن كانت مؤلمة.
كانت تلك اللحظة بداية **لرحلة شهاب** للبحث عن نفسه، والبحث عن الحقيقة وراء كل هذا الألم. ماذا سيحدث بعد ذلك؟
كانت **الصدمة** التي تعرض لها **شهاب** أكبر من أن يتحملها جسده وعقله. بعد أن رآى **فريحة** في تلك اللحظة المدمرة، لم يكن لديه شيء ليقوم به سوى أن يفرغ غضبه بطريقة غريبة لا يستطيع أحد تفسيرها. ذهب إلى **أبناء حيهم** الذين يعرفهم جيدًا، وبدأ يتصرف وكأنما فقد عقله، متصرفًا بعنف غريب، كان يضرب نفسه بيديه بكل قوة وكأنه يحاول أن يطرد الألم الذي يسكن قلبه. حتى أبناء حيهم، الذين كانوا يعرفونه بشخصيته الهادئة والمسالمة، كانوا مذهولين من هذا التحول المفاجئ.كان **شهاب** يتحرك بلا وعي، وكأن شيئًا داخله قد انفجر، وكان يصرخ في وجه الجميع، يهاجمهم بدون سبب، محاولًا الهروب من حقيقة ما رآه. كان قلبه ينبض بغضب شديد، وعقله لا يستطيع استيعاب ما يحدث. تحولت لحظاته إلى نوع من **الانفجار العاطفي**. **ابناء الحي** شعروا بالخوف من هذا الشاب الذي عرفوه بشخصيته الهادئة، ولا يمكنهم السيطرة عليه. كانوا ينظرون إليه وكأنهم يرون **شخصًا آخر**، ليس هو **شهاب** الذي كانوا يعرفونه.
استمر في هجومه الجنوني، وكأنما كل لحظة تضغط على قلبه أكثر، ولا يمكنه التوقف. كانت ضرباته أكثر عنفًا، وحركته أكثر تهورًا. لم يستطع أحد إيقافه. حتى عندما سقط على الأرض أخيرًا، لم يستطع أحد أن يمسكه أو أن يهدئه. كانت تلك اللحظة وكأن **شهاب** قد دخل في غيبوبة عقلية، فحتى عندما سقط، لم يكن هناك أي تأثير على تصرفاته المتهورة.
عندما **استفاق** أخيرًا، كان في **المستشفى**، حيث كان **أنابيب السيروم** تغذي جسده، وكان هناك **جراح وخيوط** في أماكن مختلفة من جسده. حاول أن يتحرك، لكن جسده كان ثقيلًا، وكأنه لا يملك القوة على النهوض. كان عقله مملوءًا بالغموض، وهو يتساءل في نفسه: "ماذا حدث لي؟ كيف وصلت إلى هنا؟" كانت الأجواء حوله مظلمة، ولم يكن يعرف كيف بدأ وما الذي دفعه إلى هذا الحد من الجنون.
مرت اللحظات بصمت مؤلم، وكل شيء كان مشوشًا بالنسبة له. لم يكن يعرف كيف يواجه ما حدث، ولم يكن يملك أي إجابة على أسئلته. كان يشعر أن كل شيء حوله كان يتدمر، وأنه لم يعد يملك **التحكم في حياته** بعد الآن.
لكن في أعماقه كان هناك شعور واحد يصرخ في وجهه: "هل هذا هو النهاية؟ أم أن هذا مجرد بداية لشيء أكبر من ذلك؟"
YOU ARE READING
༒ظـلال علـى الطـريق༒
Narrativa generale**"شهاب"** هو شاب في العاشرة من عمره، نشأ في حي مليء بالعنف والمشاكل، لكنه قرر أن يواجه الحياة بشكل مختلف. بعد انتقاله إلى المدرسة المتوسطة، يبدأ فصلاً جديدًا في حياته مليئًا بالتحديات، الصداقات، والمغامرات التي لا تُنسى. --- **#شهاب #قصة_درامية #...