الفصل3ضياع صديقين

3 0 0
                                    

     بعد قطع شوطا طويلا في السنة الثانية من التعليم المتوسط، كان **شهاب** و **علاء** قد يطمحا اكمال مسيرتهما الدراسية. بعد النجاح الكبير في السنة الأولى،عل  نفس الخطة بدا المستقبل مشرقًا بالنسبة لهما. كانا يتعهدان دومًا بأن يتجاوزا كل الصعاب معًا، لكن **القدر** كان له رأي آخر.

فاجأ **علاء** الجميع عندما رسب في **السنة الثانية**. كان الأمر غير متوقع، حيث كان من المفترض أن يواصل تحصيله الدراسي بنجاح، كما فعل في السابق. بينما كان **شهاب** يشعر بالفخر لأنه اجتاز الامتحانات بنجاح، كان **علاء** يعيش **صراعًا داخليًا**. لم يتقبل الفشل بسهولة. كان يغرق في أفكار الهزيمة والضياع. شعر بأن حلمه في النجاح قد تبخر، وأنه أصبح عارًا على نفسه وعلى من حوله.

بدأ **علاء** في الانعزال عن **شهاب**. كان يظن أن بقاءه بالقرب منه سيجعل **شهاب** يتأثر ويتبع نفس الطريق الذي سلكه. كما بدأ في قضاء وقت أكبر مع **أبناء حيهم**، الذين لا يعرفون شيئًا عن **النجاح** أو **التفوق**، بل كانوا يعيشون في عالم مختلف تمامًا، عالم مليء بالمشاكل والمخاطر.

مع مرور الوقت، أصبحت **علاقات علاء** مع رفاقه في الحي تأخذ منحى مظلمًا. بدأ **يتعاطى المخدرات** بكميات هائلة كوسيلة للهروب من مشاعر الفشل والحزن التي اجتاحت حياته. بدأ هذا السلوك يعزله تمامًا عن كل شيء؛ عن دراسته، عن عائلته، وحتى عن **شهاب**، الذي كان لا يزال متمسكًا بأمل التغيير.

كان **شهاب** يشعر بتغيرات واضحة في شخصية **علاء**. كان صديقه القديم يظهر بملامح غريبة، أكثر انطواءً، وعيناه مليئتان بالتوتر. كان يراه يفقد **الشرارة** التي كانت تميز شخصيته، ويبدأ في الوقوع في **دوامة الإدمان**.
في يوم من الأيام، وصل الوضع إلى نقطة **اللاعودة**. بعد فترة طويلة من **السهر** والتصرفات الغريبة، تم اكتشاف ما كان يفعله **علاء**. كانت **الشرطة** قد ألقت القبض عليه بسبب تورطه في قضايا مخدرات، مما أدى إلى **طرده من المدرسة** نهائيًا. كانت **الصدمة** قوية على **شهاب**، الذي لم يكن يصدق أن صديقه المقرّب قد وصل إلى هذه المرحلة.

في تلك اللحظة، شعر **شهاب** وكأن العالم كله قد انهار. لم يكن **علاء** فقط قد خسر مستقبله، بل أصبح **مُدرَجًا** في قائمة المتورطين في الجرائم، وهو ما كان يراه شهاب أسوأ ما قد يحدث. كانت الضغوط النفسية التي يعاني منها **شهاب** كبيرة جدًا. فهو الآن يواجه **الذنب** والقلق بشأن ما كان يمكن أن يفعله من أجل **إنقاذ** صديقه.
**صراع شهاب الداخلي**
على الرغم من أن **شهاب** كان قد نجح في الامتحانات، إلا أنه شعر بأنه **خسر جزءًا كبيرًا** من نفسه. كان يلوم نفسه لأنه لم يستطيع **إنقاذ** **علاء** من هذا الطريق المظلم. أصبح الآن **شهاب** بين **صراع داخلي** كبير، بين رغبته في **مواصلة الدراسة** والنجاح، وبين **حزنه العميق** على صديقه الذي بات غريبًا عن الحياة التي كانا يحلمان بها معًا.

قرر **شهاب** أن يواجه **والده**، ليحكي له عن القلق الذي يعيشه. فقد كان يعلم أن والده سيكون **داعمًا له** كما كان دائمًا، وأنه سيشجعه على **الاستمرار** وعدم الانجرار وراء **المشاكل** التي أدمنها البعض.
في الأيام التي تلت طرد **علاء** من المدرسة، بدأ **شهاب** يذهب إلى المدرسة بمفرده، لكنه لم يتوقف عن التفكير في **صديقه**. كانت تلك اللحظات بمثابة **اختبار حقيقي** له. كان يعلم أنه عليه أن يختار: إما أن يظل غارقًا في ماضيه مع **علاء**، أو أن يواصل طريقه ويحقق **طموحاته**.

قرر **شهاب** أن يبتعد عن **عالم المخدرات** والمشاكل التي غرقت فيها **علاء**. وفي نفس الوقت، قرر أنه لا يستطيع ترك صديقه في تلك الحالة. بدأ يزور **علاء** في بيته، محاولًا **إقناعه** بأن هناك فرصة للعودة إلى الحياة، وأنه يجب عليه أن **يواجه نفسه** ويختار **الطريق الصحيح**. كان يعلم أن **علاء** يحتاج إلى **دعم حقيقي** كي يبدأ **من جديد**.
مرت الأشهر، وبدأ **شهاب** يعود إلى حياته الطبيعية. لكن **علاء** كان لا يزال في حالة من الإنكار. رغم محاولات شهاب، **علاء** بقي في مكانه، غارقًا في عالمه المظلم. وفي النهاية، بدأ **شهاب** يدرك أنه لا يستطيع **إنقاذ** الجميع، وأنه يجب أن يركز على **مستقبله**.
هذه القصة كانت بداية **رحلة جديدة** لشهاب، كانت مليئة بالدروس **المؤلمة**، لكنه عرف من خلالها أنه رغم الألم، يمكن للإنسان أن  يكمل طريقه في الحياة ولو باعتم الوانها

༒ظـلال علـى الطـريق༒Where stories live. Discover now