كان اليوم في الجامعة يوماً غير عادي بالنسبة لزينب. لم تكن تعرف أن اللحظة التي كانت تسير فيها في الممرات ستغير مسار يومها بالكامل. بينما كانت تمر بجانب الكافيتيريا، اصطدمت برؤيتها لريوجين وصديقاتها اللاتي كن ينتظرنها بفارغ الصبر. على الرغم من محاولات زينب تجنبهن، إلا أن الحديث بدأ بينهن بشكلٍ مباشر.
"أظن أنكِ قد أخفيتِ شخصيتك الحقيقية لفترة طويلة، أليس كذلك؟" قالت ريوجين بسخرية، ثم أضافت، "لكن الآن أرى أنكِ لا تملكين سوى الكراهية في قلبك."
زينب شعرت بالغضب يشتعل في صدرها. لقد كانت تتوقع هذا النوع من الكلمات، لكن لا شيء يعدّها للتحمل. "إذا كنتِ تعتقدين أنني سأجلس هنا وأستمع لكِ، فأنتِ مخطئة تمامًا." قالت، بينما نظرت إليهن نظرة تحدٍ.
لكن ريوجين لم تتوقف، بل تابعت: "أنتِ لستِ فقط غير جديرة بأن تكوني هنا في كوريا، بل أنكِ تحملين في داخلكِ الكثير من الكراهية. وربما لم تلاحظي، لكن هذا واضح جدًا للجميع."
فجأة، دون أن تعي زينب ما الذي كان يدفعها، اندفعت نحو ريوجين ودفعتها بكل قوتها. ثم بدأت تضرب صديقاتها واحدة تلو الأخرى. لم تكترث بالنظرات المستنكرة التي كانت تتلقاها من الطلاب الذين كانوا يشاهدون الشجار في دهشة. قلبها كان مليئًا بالغضب، وكانت بحاجة إلى أن تفرغ هذا الغضب في شيء ما.
عندئذٍ، سمع الجميع صوت خطوات ثقيلة، ومن ثم ظهر جيون جونكوك فجأة، يقف أمامهم بنظرة شديدة. "ما الذي يحدث هنا؟" سأل بصوت بارد وهادئ، لكن حوافز القوة بدا واضحة في نبرته.
ركضت الفتيات نحو جيون، وبدأت ريوجين بالكلام سريعًا: "أستاذ، هي من بدأت! هي التي ضربتنا!" كانت كلماتها متسارعة، وكأنها لا تريد أن تترك أي مجال للشك.
جيون نظر إلى زينب بعينين باردتين. "زينب، إلى مكتبي الآن."
زينب شعرت بالخوف، لكنها تمسكت بشخصيتها القوية. كانت تعرف أن هذا هو الوقت الذي لا يمكنها فيه السكوت. "ماذا تريد مني؟" قالت بنبرة صارمة، وهي تسير خلفه إلى المكتب.
دخلت المكتب وأغلقت الباب خلفها. كان الجو مشحونًا بالكهرباء. نظر إليها جيون بنظرة حادة، وقال بنبرة منخفضة ولكن قاسية: "أنتِ لا تفهمين شيئًا، أليس كذلك؟"
قالت زينب في محاولة لموازنة مشاعرها: "لا أفهم ماذا؟"
"أنتِ مريضة نفسياً، زينب. فقط من شخص مريض نفسيًا مثلك يمكن أن نرى هذا النوع من السلوك الحقير." قال جيون، وهو يرمقها بنظرة فاحصة.
زاد الألم في قلب زينب، لكنها لم تسمح له بالسيطرة على مشاعرها. "أنت لا تعرفني، ولا تفهم شيئًا عني!" قالت بغضب، وأعصابها مشدودة.
جيون ابتسم بسخرية، ثم قال: "أنتِ حقودة لدرجة أنكِ لا تستطيعين حتى التعامل مع الناس حولكِ بشكل طبيعي. تحاولين دومًا أن تظهري بمظهر الأفضل، لكنكِ مجرد شخص مريض يحاول إخفاء ضعفه خلف جدار من الغرور."
أنت تقرأ
ضلال الرقص و الذكريات
Historical Fictionفتاة تونسية تقرر تغيير نمط حياتها البائسة و ذلك بالعيش في كوريا فماذا سيكون مصيرها؟و هل ستستطيع التأقلم و تكوين صداقات؟