الفصل3:ماوراء الهدوء

7 1 0
                                    

مع بداية يوم جديد في الجامعة، شعرت زينب بثقل أكبر، لكن تلك المكالمة مع والدها أضافت طمأنينة داخلية. دخلت الحرم الجامعي متحلية بوجه هادئ، وعينين تحملان بريقًا خافتًا. كانت تعلم أن عليها مواجهة يوم دراسي جديد وسط أصدقاء وزملاء يملؤون المكان بضحكاتهم وأحاديثهم، بينما يظل ألمها الداخلي سرًا مكتومًا.

في الحصة، دخل الأستاذ جيون جونكوك متأخرًا قليلًا، بدا عليه الإرهاق كأنما قضى ليلة بلا نوم. استهل الدرس سريعًا، يشرح الأدب ويطرح الأسئلة، لكن عيناه أحيانًا تلتقطان زينب، ذلك البريق الغريب في نظرتها والذي بدا محيرًا بالنسبة له.

"أنتِ، زينب… لديكِ رأي في هذه الفقرة؟" سألها جيون فجأة، موجّهًا إليها سؤالًا حول النص الأدبي الذي كان يشرحه. انتبهت زينب سريعًا، وبدأت تتحدث بعمق وهدوء، مما أثار اهتمام الأستاذ وزملائها.

كان هذا التفاعل البسيط بمثابة تذكير جديد لجونكوك بأن زينب ليست طالبة عادية، فهناك سر ما يجذب انتباهه إليها. بعد انتهاء الحصة، وبينما كانت زينب تهم بالخروج من القاعة، وجد جيون نفسه يقف عند الباب، وكأن القدر فرض عليهما لحظة حديث خاص.

"أحسنتِ اليوم، طريقة تحليلِك للنص كانت مميزة." قال جيون بنبرة مشجعة، مظهرًا احترامه لرأيها وأسلوبها.

ابتسمت زينب بخجل، لكنها ردت بشجاعة: "أحاول دائمًا أن أعبر عما أراه في النصوص، الأدب يشبه الحياة، أحيانًا لا نفهمه بالكامل."

كان لكلماتها وقعٌ خاص على جيون، وكأنها لامست جزءًا من ماضيه وذكرياته، لكنه أخفى تأثره، وقال بلطف: "لا تخافي من التعبير، هذا ما يجعل الأدب رائعًا."

انتهى الحديث، وغادرت زينب بابتسامة خفيفة، تشعر بأنها وجدت لحظات صغيرة من الدعم في مكان لم تتوقعه.
بينما كانت زينب تبتعد بخطوات هادئة عن القاعة، شعرت بتغير طفيف في روحها، كأن كلمات الأستاذ جيون قد حملت معها دفئًا، رغم أنها لم تكن تعرف بعد كيف تفسر ذلك.

في طريقها للقاء صديقتها كيم يورا في مقهى الجامعة، كانت أفكارها ما زالت عالقة في تلك اللحظات الصغيرة مع جونكوك، والتي منحتها جرعة من الطمأنينة، وكأن أحدًا أخيرًا استمع لما في داخلها.

وصلت إلى المقهى، حيث كانت يورا تجلس منتظرة وبيدها كوب من القهوة. "أوه، أخيرًا ظهرتِ! ظننت أنكِ نسيتِ أن لديكِ صديقة هنا!" قالت يورا بابتسامة عريضة.

جلست زينب وابتسامة خفيفة ترتسم على شفتيها. "أحتاج لهذه الجلسة، هذا اليوم كان طويلًا بالفعل."

بدأت الصديقتان في الحديث، تناقشان يومهما وتجاربهم، لكن زينب لم تستطع منع نفسها من ذكر الأستاذ جيون، وتلك الكلمات التي قالها لها في نهاية الحصة. "يورا، إنه… يبدو مختلفًا عن أي أستاذ آخر. هناك شيء في طريقته، كأن لديه قصته الخاصة التي لا يشاركها مع أحد."

ضلال الرقص و الذكرياتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن