كان اليوم هادئًا في منزل زينب، حيث كانت قد قررت البقاء في المنزل بعد أيام من الغياب عن الجامعة. كان ذهنها مشتتًا، لا تعرف كيف تتعامل مع مشاعرها التي لا تزال مرتبكة بعد كل ما حدث. في تلك اللحظة، كان صوت جرس الباب يقطع صمت المنزل، مما جعل زينب تتساءل من قد يكون.
عندما فتحت الباب، فوجئت برؤية جيون جنكوك يقف أمامها. كان يبدو هادئًا كما هو معتاد، لكن عينيه كانتا تحملان شيئًا مختلفًا. لم يكن مجرد فضول، بل كان هناك اهتمام، وتحديدا حول قراره لمقابلتها.
"هل يمكنني التحدث معك؟" قال بصوت هادئ. كانت زينب مترددة في البداية، ولكن بعد لحظة من التفكير، فتحت له الباب ودعته بالدخول.
جلسا في غرفة المعيشة، وكانت زينب تراقب جيون بهدوء بينما هو يراقبها بصمت. لم يكن هناك أي حديث بينهما في البداية، وكأن كل واحد منهما ينتظر الآخر ليبدأ.
قال جيون أخيرًا: "سمعت أنك غبتِ عن الجامعة لمدة شهر. هل هناك شيء يحدث؟"
لم تكن زينب قادرة على إيجاد الكلمات المناسبة للرد عليه في البداية. كان السؤال بسيطًا، ولكن كان هناك الكثير من الأشياء غير المعلنة بينهما.
"لم أعد أرغب في العودة إلى هناك، وخاصة بعد ما حدث"، قالت زينب وهي تحاول عدم إظهار أي ضعف في صوتها.
كانت الكلمات ثقيلة على لسانها، ولم يكن لديها أي رغبة في الحديث عن كل ما عانته. لكنها شعرت في نفس الوقت أنها بحاجة لتوضيح موقفها.
تبادل الاثنان نظرات صامتة، قبل أن يكمل جيون قائلاً: "أنتِ لا يجب أن تتعاملي مع الأمور بهذا الشكل. الجامعة ليست فقط عن المحاضرات، بل عن الأشخاص الذين يمكن أن يساعدوك ويتفهموك."
لم يكن كلامه ليشفي جراحها، لكنه كان يشير إلى أنه يهتم، بطريقة ما. بعد لحظة من الصمت، تابع قائلاً: "أنا هنا لأنني أريد أن أفهم ما يحدث. هل يمكنني مساعدتك؟"
زينب التي كانت تظن أنه سيبدأ بإلقاء المزيد من اللوم عليها، تفاجأت بأنه يحاول أن يكون متفهمًا. لكن مع ذلك، كانت مشاعرها لا تزال مشوشة، ولم يكن لديها إجابة واضحة.
في تلك اللحظة، تدخلت والدتها في الغرفة، وعينيها مليئة بالتساؤلات حول زيارة جيون. "أنت هنا؟" قالت بصوتٍ هادئ.
نظر جيون إلى الأم وأجاب: "أردت التأكد من أن زينب بخير، ولا أريد أن تشعر بأنها مضطرة للتعامل مع كل شيء بمفردها."
ردت الأم بهدوء: "أنا أقدر ذلك، لكنني أعتقد أن زينب تحتاج إلى بعض الوقت لتجد نفسها. علينا أن نكون هنا لدعمها."
كانت كلمات الأم محترمة، ولم تظهر أي نوع من التوتر أو العداء تجاه جيون. رغم قلقها على ابنتها، كانت تعرف أن الوقت قد حان لترك زينب تتخذ قراراتها بنفسها.
أنت تقرأ
ضلال الرقص و الذكريات
Historical Fictionفتاة تونسية تقرر تغيير نمط حياتها البائسة و ذلك بالعيش في كوريا فماذا سيكون مصيرها؟و هل ستستطيع التأقلم و تكوين صداقات؟