بينما كانت زينب وجيون يجلسان معًا في الصالة الهادئة في منزل جيون، كان الحوار بينهما يسير بشكل طبيعي. جيون كان يراقب زينب بعينيه الثاقبتين، ويفكر في ما يمكن أن يحدث إذا استمرت الأمور بينهما على هذا النحو. لكن في لحظة من الصمت، قرر أن يغير نبرة الحديث.
قال جيون، وهو يتكئ على الأريكة: "Sai, la vita non è mai facile, vero?" (أنتِ تعرفين، الحياة ليست أبدًا سهلة، أليس كذلك؟)
زينب كانت تنظر أمامها، غير مكترثة قليلاً لما قاله. لكن فجأة، وبنبرة هادئة، ردت عليه وهي تبتسم بخفة: "Sì, ma ogni sfida porta con sé una lezione." (نعم، ولكن كل تحدٍ يحمل معه درسًا.)
تفاجأ جيون لثوانٍ قليلة، فكما كان يتوقع، لم تكن زينب تتحدث بأي لغة غير الكورية أو الإنجليزية. ومع ذلك، كانت ردتها بالإيطالية تثير اهتمامه. تلمس ذقنه وهو ينظر إليها بدهشة.
قال جيون وهو يرفع حاجبيه: "Tu parli italiano?" (هل تتحدثين الإيطالية؟)
ابتسمت زينب في سخرية، وأضافت: "Un po', abbastanza per sorprenderti." (قليلًا، لكن كافيًا لأفاجئك.)
جيون، الذي لم يتوقع أبدًا أن تكون زينب قادرة على التحدث بهذه اللغة، وجد نفسه مشدوهًا أمام ردها. كان هذا لحظة غير متوقعة تمامًا، وأحدث في قلبه شعورًا من الغرابة والتساؤل. كان يتساءل من أين جاءت هذه القدرة اللغوية.
"Non ti aspettavo di sorprendermi così," قال جيون وهو يهز رأسه في دهشة. (لم أتوقع أن تفاجئيني هكذا.)
ابتسمت زينب ابتسامة خفيفة وقالت: "La vita è piena di sorprese, non è vero?" (الحياة مليئة بالمفاجآت، أليس كذلك؟)
هذه الكلمات تركت جيون في حالة من التأمل. لم يكن يتخيل أن زينب، التي كانت تبدو هادئة وصامتة في معظم الأحيان، تخفي وراءها الكثير من المفاجآت والقدرات التي لم يكن يعلم عنها شيئًا. ربما كانت شخصيتها أكثر تعقيدًا مما كان يعتقد.
بهذا الشكل، يتفاجأ جيون من معرفة زينب للغة الإيطالية، مما يضيف مزيدًا من الغموض والتحدي في علاقتهما.
جيون جلس مسترخيًا على الأريكة، بينما كانت زينب تراقب ردود أفعاله بتمعن. شعر بشيء من الحيرة والدهشة، وكان من الواضح أنه كان يتساءل عن المزيد من تفاصيل حياة زينب التي لم يكشفها له بعد. ابتسم ابتسامة خفيفة، لكنه كان يحاول أن يُظهر أنه لا يزال في موقع القوة."Non so se dovrei essere sorpreso o impressionato," قال جيون بنبرة مائلة إلى السخرية. (لا أعرف إذا كان يجب أن أكون مفاجئًا أو معجبًا.)
ردت زينب بثقة، وهي تبتسم بابتسامة واثقة: "Forse entrambe le cose." (ربما كلاهما.)
ثم نظر جيون إليها، وهو يحاول فهم ما يحدث. كانت زينب تتحدث بثقة، وهي تدرك تمامًا تأثير كلماتها عليه. كانت تلك اللحظات تكشف له شيئًا عن شخصيتها التي كان يجهلها من قبل. كان يراها فتاة هادئة، لكن الآن بدأ يرى جانبًا آخر، جانبًا قويًا ومستقلًا.
أنت تقرأ
ضلال الرقص و الذكريات
Historical Fictionفتاة تونسية تقرر تغيير نمط حياتها البائسة و ذلك بالعيش في كوريا فماذا سيكون مصيرها؟و هل ستستطيع التأقلم و تكوين صداقات؟