أصوات صامتة و أيادٍ مميتة

تفاصيل القضية 2

التفت خالد إلى الجثة لاحظ ملامح المرأة  بشرتها الداكنة ، والاختلافات الدقيقة ولكن الواضحة عن سكان هذا البلد

تمتم خالد بصوت خافت: "أجنبية"، وهو يخط الكلمة في دفتر ملاحظاته.

توقف عمر، الذي كان يناقش عدم وجود أدلة مع أمير، عند ذكرها. وجه الرجلان انتباههما إلى خالد، وقد أثار فضولهما. تحدث أمير، الذي كان صامتًا إلى حد كبير حتى هذه النقطة، أولاً، وكانت نبرته جادة للغاية.

قال: "هذا صحيح"، وهو يهز رأسه ببطء.  "وهذا ما يجعل الموقف أسوأ. أجنبية وتم إغتيالها في دولة آخرى وأيضا لا نعلم أهي لوحدها أم أسرتها موجودة في هذا البلد "
تحدث عمر قائلا " ليس هناك تسجيلات شكاوي على اختفاء فتاة ما في مراكز الشرطة صحيح ؟ هذا يعني أنها موجودة لوحدها ... احتمال كبير "

لم يستجب خالد على الفور. ظلت عيناه على الجثة، يدرس كل التفاصيل، رغم أنه كان من الواضح أن عقله كان يحسب بالفعل، ويعمل من خلال الدوافع المحتملة، وينسج معًا أصغر القرائن.

نظر إليه عمر قبل أن يستدير نحو الباب، مشيرًا إلى أنه حان وقت التحرك. "دعنا نترك المصورين يقومون بعملهم. لا يمكننا تحمل إضاعة الوقت. نحتاج إلى التفكير في هذا الأمر خطوة بخطوة."

خرج الرجال الثلاثة من الغرفة، تاركين فريق التحقيق لمعالجة المشهد. بينما كانوا يسيرون في  سطح المبنى، كسر عمر الصمت "لا بد أن يكون هناك شيء هنا - شيء يشير إلى القاتل، بطريقة أو بأخرى. من النادر أن يختفي شخص ما بعد جريمة كهذه دون أن يترك أثراً."

تجولت عينا خالد الحادتان في المنطقة، وكان عقله يعمل بالفعل على عدة سيناريوهات محتملة. كان دقيقًا، ومخططًا بطبيعته، وكانت هذه القضية قد أصبحت بالفعل لغزًا، وكانت الألغاز مجاله.

ألقى عمر، الذي كان يسير بجانبه، نظرة خاطفة من  فوق حافة السطح. "لا يمكننا أن نسمح بتفويت أي شيء. دع الفريق يبحث حول المحيط،  عن حقيبة أو قطعة ورق أو أي شيء يمكن أن يمنحنا المزيد من المعلومات. لم يترك القاتل أي شيء على الجثة، ولكن ربما تركوا شيئًا في المحيط "

نظر أمير الذي كان يتبعهم وكان تعبيره متوترًا "من فعل هذا خطط له بعناية. ولكن حتى المجرمين الأكثر حرصًا يخطئون."

ارتعشت شفتا عمر في ابتسامة، لكن عينيه ظلتا مركزتين. "وهذا ما يجب أن نجده - ما تركه وراءه.  كل قاتل يترك شيئًا، حتى لو لم يدرك ذلك."