الفصل السابع و الثلاثون _ أتشبثُ بك _ :

2.6K 316 24
                                    


في أعقاب الحفل الذي اجتمع فيه الأقارب و الأصدقاء.. كان الهدوء سائدًا في القصر.. قبل أن يتناثر فجأة دوي طلقة رصاص من الحديقة الخلفية ..

صوت الطلقة كان مدويًا و مفزعًا.. فغرق الجميع في حالة من الصمت.. أعينهم مشدوهة.. ثم تحولت النظرات نحو الخارج في حالة ذعرٍ ..

"رحمة".. التي كانت تقف بين الحضور.. شعرت بشيءٍ غريب يجذبها نحو الحديقة.. قلبها بدأ ينبض بشدة.. و عقلها يُنذرها بشيءٍ لا تحب أن تراه ..

-شمس.. بنتي شمس ! .. همست لنفسها.. بينما تجري خطواتها بسرعة نحو الحديقة.. و لم يكن في رأسها إلا "شمس" ..

وصلت إلى الحديقة بسرعة.. لترى المشهد أمامها الممتد على مسافةٍ بعيدة عنها ..

كان "عثمان" يحاول جاهدًا أن يمسك بـ"شمس" التي كانت على وشك إنهاء حياتها.. كان هناك ألم في عينيها.. و فقدان للأمل في ملامحها.. حاول "عثمان" بكل قوته أن يوقفها.. لكنه كان في صراع مع قدره ..

______________

-اهدي يا شمس ! .. هتف بها "عثمان" و هو يضغط على يديها كي يمنعها من إلحاق الأذى بنفسها :

-أرجوكي اهديِ... انا معاكي.. انتي مش لوحدك... ده مش الحل.. افتكري كل حاجة بتحبيها.

أخيرًا من تمكن من انتزاع السلاح من يدها.. ألقاه نحو أحد أفراد الحراسة و تنفس الصعداء قليلًا ..

لكن "شمس" كانت في حالة من الانهيار التام.. نظراتها فارغة.. و كأنها فقدت كل شيء.. كل كلمة من "عثمان" كانت تذهب في الهواء دون أن تلامس قلبها المتألم ..

هزت رأسها بشكلٍ يائس.. و عينيها تتساقط منها دموعٍ ثقيلة.. و كأنها تريد الهروب من هذا العالم كله.. في لحظةٍ.. نظرت إلى عثمان بنظرةٍ مليئة بالحزن.. ثم همست بصوت مرتجف :

-انا مش قادرة اتحمل.. كل حاجة بتنهار من حواليا.. و انا مش قادرة اعيش كده !

"عثمان".. الذي كان يحاول إظهار قوته.. امتلأ قلبه بالأسى.. هو يعلم أن هذا ليس مجرد ألمٌ نفسي.. بل هو صراعٌ بين قلبه و عقله.. لم تكن "شمس" أخته فحسب.. إنها وصيّة أبيه.. و لا يمكنه أن يقبل فكرة أن حياتها تتوقف بسبب شخصٌ آخر ..

كان "رامز" لا يزال في قبضة الحراس.. لكنه كان يصرخ باسم شمس و كأن عقله قد انفجر بسبب الأحداث الأخيرة التي جرت أمام عينيه و هو مسلوب الإرادة بهذا الشكل المزرٍ ..

-شمـس ! .. نادى "رامز" بصوتٍ يملؤه الخوف

نقل عينيه نحو "عثمان" ينظر له بحقدٍ.. و قد ابتسم ابتسامةٍ مريرة وهو يهتف :

-ده اللي انت عايزه يا عثمـان ؟ لا انا و لا هي نقدر نعيش منغير بعض.. عايز تموتها.. شمس كانت احسن معايا.. معايا انا سـااامع ؟؟؟؟

كانت "شمس" قد إلتفتت إليه حين سمعت صوته.. عينيها مليئة بالتساؤل.. و حبها المكبوت إليه يضغط على قلبها.. رغم كل شيء ...

كُرْسِيِّيٍّ لَا يَتَّسِعُ لِسُلْطَانكَ _ سلسلة "عزلاء أمام سطوة ماله"ج٤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن