'
خرج وهو مثقل المشاعر اتجه للدرج فهو دائماً عندما يختنق يفضل ان يستعين بالدرج بدل المصعد
وصل لدوره الخاص فيه دخل مكتبه وصدره يعلو ويهبط بسرعه جنونيه فتح أزّره ثوبه العلويه خلع شماغه ورماه عالكنبه اصبح يدور فالمكتب وهو متوتر ويشعر بالخطر الشديد من قربها بِ هذا الشكل لأنه لا يعلم مدى حدود صبره فهو في النهايه بشر مهما بلغ من الصبّر وعدم اللامبالاة
كايد بغضب من نفسه : اهجد يا ولد قايد لا بارك الله في عدوينك زي ما قدرت تنسى السنين اللي قبل تقدر تنسى وتعيش ايش يعني موظفه مثلها مثل أي موظف ثاني
« متأكد يا كايد من كلامك انها مثل أي أحد ثاني ؟!! »
جلس عالكنبه وذهنه مشوش ولم يشعر بدخول بتّال مرت عده دقائق بعدها انتبه بوجوده
كايد بحده وهو يرفع إصبعه عند فمه : اص ولا كلمة
بتال وهو مبتسم : ولا حتى تبي تعرف متى عرفت انها أم سيف !!
سكت وهو ينظر إليه أن يكمل حديثه جلس بتّال بالكنبة المقابلة له :
عرفت من يومين سمعت فرات وهي تناديها وقرات اسمها الرباعي واتأكدت
اخذ كايد القلم الذي في جيب ثوبه العلوي ورماه على بتّال بقهر
تفادى القلم وهو يضحك : كنت بقولك بس ما لقيت الفرصه المناسبه ودام اليوم كان فيه اجتماع قلت خلاص تعرف من نفسك
تنهد كايد وبغيض : ما قصرت الصراحه
ثم وقف وبهدوء : بروح اقنص تخاويني ؟!
بتّال بتعجب : الحين ؟! واحنا تونا مخلصين اجتماع وبثيابنا
زفر بضيق : اي الحين شعور الغضب اللي فيني ابي افرغه بالقنص
بتّال بإستسلام : اخاويك يا ولد العم
وقف ومسك كتفه وضغط عليه وبرجولة ونخوه معتاده فيه والتي هي جزء كبير من شخصيته وشيء أساسي : أنا على يمينك وقت ما تبيني يا أبو غيث لو دربك وين ما كان
ابتسم كايد وقبّل كتف بتّال فمحبته مختلفه تماماً عن باقي عيال عمومته
بتّال بمودة صافيه : الله يرفع شانك يلا مشينا عشان يمدينا على الطريق ناخذ لنا غداء
اخذ كايد شماغه وهاتفه وخرجا متجهين للبر
-
في مكان يضّح بالثراء إلا أن طابعه يطغى عليه الكآبه والكثير من الظلم والظلمة « كصاحبه »
تمّ تفتيشه بدّقه وأمن عالي أنه خالي من السلاح ثم دخل عسّاف الغرفه المعتاده التي يلتقي فيها دائماً مع آسر الذي رآه جالساً ببدلته الرسميه وخلفه عدّه من الرجال
جلس عساف وبريبه : ليش استدعيتني ؟! وايش جو العصابات ذا !
آسر وهو ينفث من السيجاره التي بيديه : ما إنت من ضمن العصابه ذي وليش استدعيتك سمعت انه عمّك زايد بعدك مده عن الشركة صحيح اللي سمعته ؟!
عساف ببرود : اي نعم صحيح
آسر بغضب : انت عارف ان وجودك بالشركة مهم عشان تزودني بكل المعلومات والثغرات الموجوده فيها ليش تخليه يبعدك ويوديك مره وحده معرض الصقور !!
عساف بنفس غضبه : مو انت اللي تخليني اسلم واستلم البضايع من الصباح طبيعي اني بتأخر لا تلومني ابداً
تقدم آسر بحده : انا اعلّي صوتي واقول اللي ابي انت تكون مجرد مستمع ومطيع لأوامري بمشيها لك هالمره
رجع للخلف هدأ ثم هتف : وموضوعنا المهم شيء ثاني
عساف وهو يهز رجله بغضب وتوتر : ايش هو !!
آسر : اخطب رتيل
عساف بصدمه : اخطب رتيل !! من جدك تتكلم انت ناسي انها مازالت تحت ذمه ماجد !!
آسر بخبث : وهذا هو مربط الفرس ان خبر خطبتك لرتيل يوصله له أيّن من كان والأكيد انه بيكون كايد وبعدها بيفقد رباطه جأشه وما بيتحمل وينجن وبيجي السعوديه
عساف بتوجس : وليش تبيه يرجع من الأساس!ايش نيّتك
آسر بحقد على ماجد وبتقليل من عسّاف وهو يقلد كلامه : ليش تبيه يرجع ! ايش نيتك ، وبجدية : هذا شيء ما يخصك نفذ اللي قلته لك ولا تتكلم كثير
وبمكر خبيث همس له : وبعدين مو انت تحبها
نظر عساف إليه وهو مقهور من خبثه وتسلطه
عساف بحدّه : آسر لعد تجيب هالطاري كنت احبها قبل ما تتزوج لكن الحين لا
آسر ببرود حقير : طيب علمني ايش الدافع الكبير اللي خلاك توافق انك ت*قتل رعد وتنحط التهمه على ماجد !
تلعب على مين يا حبيبي ! على آسر تراك غلطان لأنه ما يخفى عليّ شيء خلي هالشيء في بالك دايم
اغمض عينيه بشدّه وهو قابض على يديه بقوه وممسك نفسه ان لا يقوم ويحطم وجهه الوسيم الخبيث
آسر وهو يتلذذ بإستفزازه : ها متى بتخطب حبيبه القلب؟
فتح عينيه وهي محمره من الغضب : بعد زواج جسّار وحور
آسر وهو يحرك يده في الهواء بلا مبالاة : اللي هوا المهم ما تطول عن شهر وبتساؤل : متى زواجهم ؟!
عساف بحنق : بعد اقل من اسبوعين
آسر وهو يلتف على رجاله وهو يضحك بخبث : يبيلنا نتجهّز للزواج جيبوا لنا مصمم يسويلنا بدّل فخمه جديدة لازم نوجب عيلة آل كايد ، التّف مره اخرى على عساف : صح وإلالا يا عساف !
زفر بقهر شديد وهو راص على اسنانه تكاد ان تتحطم :
لا يا آسر ما نبي توجيبك
آسر وهو يمثل انه حزين : جرحت مشاعري افا عليك بس
عاد لملامحه الحاده : بعدين انا صديق ولدهم ولازم اوجب
التف لجهه سكرتيره وهتف بالE : ديفيد اعطني كأساً
التف على عساف وبسخرية : تبي يحسبك بكاس معاي
عساف بإحتقار : لا ما أبي ما وصلنا لذي المرحله
ضحك آسر بصوت عالي وهو يأخذ الكاس الذي ناوله إيّاه ديفيد : وليش الق*تل والمخد*رات مو من ذي المرحله !!
سكت عساف وهو يهز رجله بتوتر وغضب عالي
اخذ آسر نفس من سيجارته ونفثها بإحتقار جهه عسّاف : دامك ما تبي تشاركني تقدر تتفضل لأن النقاش انتهى
وقف عساف وخرج ركب سيّارته فتح أزرّه ثوبه العلويه بقوه ممّا جعل الثوب ينشق من الأعلى قليلاً ضرب مقود السواقه عده مرات بغضب وقهر صرخ بصوت مكتوم وهو محتقر نفسه بشّده انه خائن لأهله ، قا*تل ، تاجر مخد*رات والأسوء من ذلك أنه مشارك أساسي في الظلم ليتورط ماجد بأنه هو من قت*ل
« رعد بن ذيب آل غيّاث » نزلت دمعه حارقه من عينيه مسحها بحده ومشى بسرعه جنونيه يريد ان يبتعد عن القصر المظلم الذي يحمل من الظلم والحقد والإنتقام الشيء الكثير
-
الرابعه عصراً عند « قصر ذيب بن مطلق آل غيّاث »
دخلت إيلين وهي تخلع حجابها وتحرر شعرها الذي انسدل لمنتصف ظهرها ثم هتفت بدلع أنثوي يليق بها : ايش ذا يا ربي حر حر وين اللي يقولون في الأخبار إنّنا الحين فالربيع والشتاء قرّب
علقت عبائتها عالشمّاعه ووضعت اغراضها الشخصيه عند الطاوله التي بالإستقبال ثم سمعت صوت والدتها الحنون : إيلين حبيبتي جيتي ؟
إيلين : ايوا يا ماما جايه الحين بس أعدّل نفسي
رأت نفسها بالمرآه وهي تتغنج : ما يجي مثل زيني والله إني عسل
ورمت قبله بالهواء لنفسها تقدمت لجهه الصاله ورأت حاتم يجلس بجوار والدتها بهيبه وثقل حاتمي صرخت بفرحه : حاتمي رجعت
تقدمت بسرعه واتجهت لهم وقبلت والدتها وحاتم ثم جلست بجواره وامسكت عضده واسندت راسها على كتفه وبحب : الحمد لله على سلامتك يالعقيد وحشتني
ابتسم وهو يبعثر شعرها الناعم الكيرلي :
كلها يومين يالدلوعه
رفعت راسها ورمشت عينيها : ادّلع على اخوي عندك مشكله يا سياده العقيد ! وبعدين هي يومين بالنسبه لك بس بالنسبه لي سنتين
ضحك حاتم بحب لدلعها وشقاوتها :
لا ما عندي وهو من له العقيد غيرك فتدللي وتدلعي كثر ما تبين
أم حاتم كانت تنظر لوحيديّها بحب كبير مبتسمه ومرتاحة البال من بعد سنينٍ عجاف مرّت فهم للتو عادوا يعيشون الحياه بشكل روتيني وطبيعي من بعد فقدانهم رعد ولكن هيَ ما زالت على أمل انه سيدخل من الباب يوماً ما ولكن الموت لا يجعل الغائب يعود
ابتعدت إلين عنه : ماما جوعانه الغدا جاهز؟
وقفت أم حاتم وبحنيّه : اي يا حبيبتي جاهز كنا ننتظرك
حاتم وهو يأخذ مسبحته وهاتفه ويقف : المعذره منك يا يمه بس مواعد هتان على الغدا
إيلين بزعل : الحين هتان احسن مننا تتغدا معاه
قرص خدها بِ لطف : لا يا دلوعتي بس من فتره ما شفنا بعض لان اوقات دواماتنا ما تتصادف والحين جت فرصه
عبست إيلين بعدم رضا من كلامه
جلس بجوارها وحاوط كتفها وبحنيّه : آمريني ، تدللي ايش اللي يرضيك
إيلين بإستغلال الفرصه التفت عليه وبخفوت : ابي اروح السينما انا وملك من فتره وامي رافضه ابيك تقنعها
سمعت ام حاتم حديثها وبإعتراض حاني : تروحين سينما ليش يا يمه وعندنا شاشه طول الجدار جيبي ملك واللي تبين من صديقاتك واتفرجوا هنا
حاتم بإقناع : صح كلامك يا يمه بس برضوا هي بعد نفسها تخرج تغير شوي مو مشكله وتطمني انا بكون معاها وبتكون تحت عيني وجناحي
تنهدت ام حاتم بإستسلام كل شيء ولا ان ترى إيلين حزينه فهي وحيدتها وعينها اليمنى التفت لها : اتغدي وبعدها كلمي ملك
اقتربت من والدتها وحضنتها وقبلتها عده قبلات وبفرحة : احبك يا احلى ام في الدنيا كلها
ابتسم حاتم وهو يراها سعيده محلقه بِ هذا الشكل : بعد العشاء نمركم يلا استأذنكم ، وخرج
اتجهت ام حاتم وإيلين لطاولة الطعام وبعدها بعدّه دقائق اتى ابو حاتم
جلس ابو حاتم في مقدمه الطاوله وبتساؤل : وين حاتم ؟
ام حاتم وهي تضع له من الرز في صحنه : متواعد مع هتان
هز راسه بهدوء وبدأ بالأكل وكذلك البقيه
-
في « المطعم »
وصل حاتم وكان هتان ينتظره في احد الطاولات الخارجيه من المطعم وقف هتان عندما رأى حاتم يمشي بمحاذاته سلم عليه بحراره ومودّة ثم جلسوا
هتان رفع نظارته الشمسيه فوق رأسه : يا هلا ومرحباً فيك يالعقيد الحمد لله ان الأيام رست و شفناك
حاتم بموده : والله ما غيرك يالطيار اللي رسى وركد شوي ونزل من الطياره
ضحك هتان : مو بيدي والله الرحلات كثيره وانا خلاص اتعودت ما اقدر اقعد بدون ما اطير حتى بعد اقل من اسبوع باخذ اجازه عشان زواج جسّار وانا ما ودي
حاتم : ماشاء الله الله يتممله على خير سكت ثم هتف بترقب : علمني ايش الأخبار
الجديده عرفت شيء عنه !
فهم هتان عليه وبهدوء : عايش في لندن مع واحد اسمه فيصل هم مع بعض دايم بس تدري ايش اللي مستغرب منه !
حاتم بتوجس : ايش !!
هتان وهو يقترب قليلاً من حاتم : مغيرين اساميهم لأسامي أجنبيه وانهم اخوان وعيلتهم « ألكسندر »
حاتم بقهر موحش : القا*تل الحقير اكيد بيغير اسمه ويتخبى بين ظلام الليالي وخايف من انه ينعدم مهو خايف من عقابه عند ربي
هتان في محاوله تهدأته : حاتم ترا في شيء مريب في الموضوع
حاتم بغيض : ما المريب الا ولد خالك اللي ساكت عن خاله
هتان : ركز يا حاتم معاي لما كلنا رحنا المستشفى كان متواجد معانا ماجد وكايد وبتّال وقالنا الدكتور انه الطع*نه مو قا*تله وحالته مستقره رجعنا بيوتنا نرتاح صحينا إلا رعد متوفي من تضاعفات العمليه
حاتم بعدم صبر : هتان كل ذا أنا اعرفه اختصر اللي تبي تقوله
هتان بمنطقيه : انا بقول الحق واللي شفته واللي اعرفه
ماجد انسان ما يأذي احد فما بالك في انه بي*قتل روح
انا عن نفسي كهتّان اشوف انه مو*ت رعد مدبر له من قِبَل شخص يعرفنا ويعرف تحركاتنا
حاتم بذهول : كيف كيف مو*ت رعد مدبر ! ومن مين وايش مصلحته إذا رعد ما*ت هتّان المعذره منك بس شكله الطيران الكثير طيّر عقلك
-
« فلاش باك قبل ثلاث سنين » ليله الزواج
كان الكل مجتمع من الشباب واللي يعزّ على ماجد
يحتفلون فيه لتوديع العزوبيه
ماجد بإحراج : والله يا شباب ما كان يحتاج تكلفون على نفسكم وبكره الزواج
مشعل مسك كتف ماجد وبمحبه : ما تكلفنا ولاشيء يالنسيب وهذا قليل في حقك كلها تُرته « يعني كيكة »
على قوله البنات
ضحكوا الشباب على نطق مشعل للكلمة
في هاللحظه غمز عساف لرعد هز راسه وهتف بصوت جهوري ليسمعه الكل : يا جماعه الخير
التفت الكل له اكمل حديثه : بما اننا كلنا الليله مجتمعين ابي طلب من ماجد
ماجد ابتسم : اطلب يا ولد ذيب
رعد بخبث : نبي نعرف اسم زوجتك يا ماجد
ماجد بإستخفاف : وليش خلصت السوالف عشان اقول اسم زوجتي
هز رعد كتفيه وبمكر : بس كذا فضول وبعدين كلها اسم وانت قلت اطلب يا ولد ذيب
بدأ ماجد يغضب : رعد اقصر الشر ماهي من عادات مجالسنا اننا نذكر فيها اسم حريمنا
حاتم وهو يضرب كتف رعد بخفيف وبخفوت : الله يفشلك انت وطلبك بالله عليك ذا طلب
رعد وعينيه على ماجد : لا تتدخل يا حاتم _
-
لاتنسوا ان تدلوا إعجابكم بتعليق ونجمه⭐️وشكراً..
أنت تقرأ
الشّوق نضج يا عجاف السنين
غموض / إثارةبعد مرور ثلاثين سنه من العجاف تتبعثر الأوراق القديمه ❤️🔥 . للكايد وخوله✨ . الكاتبة : يارا