« ١١ »

5.3K 170 7
                                        

'

رعد وعينيه على ماجد : لا تتدخل يا حاتم
حاتم بغضب خافت : لو اننا فمكان ثاني كان كسرت اسنانك واخليك تثمن كلمتك يوم تقول لأخوك الكبير لا تتدخل
تجاهل كلام حاتم وبإصرار : ها يا ماجد بيجيني طلبي !
ماجد يطالع حاتم : امسك مجنونك يا حاتم
توتر الجو وخفت الابتسامه من وجيههم
رعد بإصرار حقير : اذا ما بتقوله انت انا بقوله
ماجد بجديه : رعد والله واللي ما ينحلف في اسمه باطل لو تقول اسمها وانا ادري انك تعرفه ليجيك شيء مني ما يسّرك
والتف على الكل : وقدامكم كلكم احذره
رعد بأعلى مستويات الحقاره : اسمها رتيل
بلمح البصر اخذ ماجد ال*سكينه التي كانت بجوار الكيكة وتقدم بسرعه في غفله من الكل وط*عن رعد بقوه في بطنه صرخ رعد بألم شديد وفي لحظتها استوعب الكل ماذا فعل ماجد واعتلت وجيههم الصدمه
تعالت الأصوات ، التهديدات من قِبَل حاتم تقدّم عزيز بما انه دكتور وبصراخ : ابعدوا عنه كلكم عشان ما ينكتم ابعدوا
تقدم منه وفتح ازره ثوبه العلويه لكِيّ لا يختنق
امسك بطنه وبدأ يتحسس موضع ال*سكينه وبإرتياح قلق : الحمد لله مكانها مو قا*تل
اتحركوا احد فيكم يتصل على الإسعاف
ابعد حاتم عزيز بحدّه وبغضب كاسح : اسعاف ايش واخوي ينزف ابعد عن وجهي انا باخذه بنفسي
وقف عزيز وساعد حاتم في حمل رعد بطريقه سليمه غير مؤذيه رغم اصرار حاتم ان يبتعد ولكن عزيز لم يأبه له
بعد عدّه ساعات وهم امام غرفه العمليات
كان حاتم بحاله فوضى عارمه من الخوف ، القلق ، الغضب ، الحقد والأهم هو الإنتقام وكلما رأى ثوبه الملطخ بدم رعد يلتف على ماجد ويصرخ فيه بجنون وبحده عاليه
ماجد وهو يتقدم بحذر لحاتم : حاتم انت عارف اني ما كنت ابي هذا الشيء يصير وحذرته قدامكم هو اللي استفزني خليك حقاني
حاتم وهو يدفعه بقوه من صدره : حتى لو استفزك ما توصل لكذا يا ماجد ما توصل انك تط*عنه
سكت ثم اكمل بصوت تخنقه العبره : انا الحين ايش اقول لأمي وأبوي ايش ابرر لهم تأخرنا للصباح ايش الفجيعه اللي بتّحل على قلوبهم
كان ماجد سيرد عليه ولكن خرج عزيز الذي اشرف على العمليه بنفسه وبوجه مبشر : الحمد لله يا جماعه الخير العمليه نجحت وحالته الحين مستقره بدون مضاعفات
سجد حاتم والبقيه سجده شكر
قبّل ماجد رأس حاتم وبصدق : والله اول ما يطلع رعد على خير لأسوي له عزيمه يجي فيها الأول والتالي
سكت حاتم وهو مازال في قلبه يشكر الله اللذي أنجى رعد وردّ روحه إليه بعدها توجهه الكل لبيته ليبدلوا ثيابهم ويرتاحوا بعد اليوم الطويل الذي لم يشئ ان ينتهي
بعد مرور عده ساعات صحى حاتم على اتصالات عديده انهالت على هاتفه فزّ كالملسوع وضغط على اسم آخر شخص اتصل عليه والأكثريه كانت منه
« عزيز آل كايد » اصبح يدور ينتظره ان يرد و القلق يهزّ اركانه ويعصف به من كل صوب ثواني وفتح الخط عزيز
حاتم بِ لهفه : هلا عزيز اتصلت كم مرا وكنت نايم صاير شيء ؟!
عزيز بصوت مريب : تعال المستشفى ضروري
حاتم بخوف : قولي طيب صاير شيء رعد صارله شيء
تنهد عزيز وهو يشعر بحمل المسؤوليه الكبيره التي حُمّلت إليه هتف بكذب : ما صار الا كل خير بس فيه إجراءات لازم ننهيها ونحتاج توقيعك
حاتم بإستعجال : عشر دقايق وانا عندكم
اقفل منه على عجل وقلبه يخبره ان هناك امراً جَلل قد حدث فصوت عزيز كان لا يبشر بخير ابداً لا يعلم كيف لبس ثوبه وكيف وصِل للمستشفى بِ هذا الوقت القياسي بسرعته الجنونيه ترجل من السياره بسرعه واتجه للعنايه المركزه رأى عزيز وزايد وبرّاك واقفين واعتلت ملامحهم الأسى والألم
تقدم إليهم والخوف ينهش قلبه بلا رحمه : عزيز
إلتفتوا إليه تولى زايد مهمه اخباره بوفاه رعد
اقترب منه وبصوت حاني حزين : تعرف يا ولدي أنّ الله اذا أحب عبداً ابتلاه
اغمض عينيه حاتم وقد فطن رسالته ان اخيه قد رحل
زايد بأسى : عظم الله أجرك يا ولدي
ابعد حاتم يد زايد عنه بحده قويه مما جعل زايد يختل توازنه اقترب عزيز وهو غاضب ولكن توقف عندما رفع يده زايد ان لا يقترب
حاتم وهو يحترق حتى كاد يترمد : والله ثم والله دم رعد ما يبقى على الأرض بدون ما اخذ حقه واني لأخذ روح ماجد بيدي
نزلت دمعه حارقه من عين حاتم مسحها بطرف شماغه
ولف ظهره ليذهب ويبدا بإجراءات الدفن والشيء الذي يصعب عليه اكثر ويجعل لوعته تكبر كيف سيواجه والديه ويخبرهم ان ابنهم توفى بغضب لحظي !!
بعد مرور عده ساعات
وصل الخبر لكايد وبدأ فوراً بتجهيز السفر لخاله خوفاً عليه رغم رفض ماجد في بدايه الأمر ولكن مع اصرار كايد رضخ للواقع المر والغصه تخنقه انه سيترك محبوبته في ليله زفافها مجبراً
-
نعود « للحاضر »
هتان بتغيير لدفّه الموضوع : طيب تسمح نطلب لنا شيء ناكله لأني جوعان
هز رأسه بهدوء وانشغلوا بمنيو الطعام
-
في « البر عند بتّال وكايد »
اقبل كايد على بتّال وهو ممسك بيده صقره « جراح »
وضع الغطا على عينيه ثم وضعه فوق العامود المخصص له جلس بمحاذاه بتّال وبسكون كسكون الليل : احسها ليله شاعريه من كثر ما أن الجو بارد يخليك تهوجس
بتّال وهو مرتخي على المسنده : طيب اطرب مسمعي من قصايدك
كايد بشبه ابتسامه : تدري انه محد غيرك يعرف اني اكتب قصايد
بتّال بتباهي : لأني بتّال والمميز في قلبك
كايد بمحبه عميقه : هذا شيء اكيد يا ابو زايد و ما نختلف عليه
بتّال بروقان : يلا تفضل انا والصقر والجو منصتين لك
تنحنح كايد ثم هتف بصوت رجولي فخم فيه من البحه التي تميزه هو وحده :
-
«  أبيني فيك، ولا تذكرين البعد
قلبي يصرخ بألم، والشوق يزيد
في كل لحظة، يذوب الصمت والوجد
والحنين إليك ما له أيَّ عنيد.

الشّوق نضج يا عجاف السنينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن