بينما كانت عبير منهمكة في ترتيب باقات الزهور قرب النافذة، لفت انتباهها شيء غريب. كان هناك رجل يقف تحت ظل شجرة بعيدة على الجانب الآخر من الطريق، يراقب المحل بصمت. كان يرتدي ملابس سوداء بالكامل، وقبعة دائرية سوداء تخفي معظم وجهه. شعرت عبير باضطراب داخلي. لم تكن ترى ملامحه بوضوح بسبب المسافة والظل الذي يغطيه، لكن وجوده، واللون الأسود العميق لملابسه، جعلاها تشعر بشيء غريب، خليط من القلق والفضول.
كانت معتادة على الألوان الزاهية التي تملأ حياتها في المحل، لكن هذا الرجل، بلون لباسه الداكن، بدا وكأنه يتحدى كل ما تعرفه عن الجمال والحياة. وقفت عبير تتأمله من وراء النافذة، مترددة بين مواصلة مراقبته أو تجاهل الأمر. لماذا يقف هناك؟ ولماذا ينظر إلى المحل بهذه الطريقة؟
بينما كان ليونارد يقف أمام محل الزهور، عيناه تراقبان كل التفاصيل، تملّؤُه الأفكار المتضاربة حول المهمة التي كلفه بها والده. كان أول ما فكر فيه هو تغيير مظهره ليبدو كالبشر. ألقى نظرة على معصمه، وفجأة توهج الوشم الذي يضيء باللون الأحمر. في لحظات، تحوّل ليونارد إلى هيئة بشرية جذابة، لكنه لم يفقد تلك الجاذبية الغامضة التي تميزه كمصاص دماء.تقدم بخطوات هادئة نحو المحل، وهو يستعيد كلمات والده في ذهنه: "العقد... القوة... الملك." عند الباب، توقف ليونارد ونظره يقع على باقة من الزهور البيضاء التي كانت معروضة. تأمل لونها الناصع وشكلها المتناسق، بينما الرائحة العطرة التي فاحت منها تغلغلت في كيانه، فشعر بشيء غريب يتسلل إلى أعماقه، إحساس لم يعرفه من قبل.في تلك اللحظة، خرجت عبير من المحل وهي تشعر ببعض التوتر. لقد لاحظت من بعيد كيف كان يحدق بالمحل بطريقة غريبة، والآن ها هو يقف أمامها، ظهره إليها. تمالكت نفسها وسألته بلطف، بصوت خافت يكاد يكون همساً: "مرحباً، بماذا يمكنني مساعدتك؟"
توقف تفكير ليونارد فجأة عندما سمع صوتها. كان أشبه بلحن هادئ ينساب إلى روحه، تمامًا مثل هدوء الليل الذي يعشقه. التفت إليها ببطء، وعندما التقت أعينهما، شعر وكأن الزمن توقف. غرق في عينيها الزرقاوين اللتين كانتا تلمعان تحت أشعة الشمس،وشعرها الاسود الطويل المنسدل حتى خصرها اضافة لهذا كانت ترتدي فستانا اصفرا يصل لركبتيها.تأمل جمالها البريء وصمت للحظات طويلة، مندهشاً كيف يمكن لبشرية أن تكون بهذا الجمال الساحر. كانت هذه المرة الأولى التي يراها، ومع ذلك، شعر وكأنها تنتمي إلى عالم آخر، عالم لا يعرفه مليء بالضياء والحياة، بينما هو يعرف فقط الظلام.ومازاد انتباهه اكتر هو لون فستانها كان كأنها ترتدي سحرا زادها اللون جاذبية وصفاء احس في وقتها انه احب اللون الاصفر من بعد الاسود الذي يملئ حياته.
ابتسامتها الرقيقة أشعلت في داخله مشاعر لم يعشها من قبل، نبضات قلبه تسارعت بطريقة غير مألوفة، وشعر بشيء غريب يتملكه، شيء يشبه السحر. نسي تماماً سبب وجوده هنا، وكأن نظرة واحدة من عينيها كانت كافية لتنسى كل ما يتعلق بالمهمة التي أوكلت إليه.
من جانبها، عبير وقفت تنظر إليه بدهشة. كان ظهره إليها عندما خرجت من المحل، وكانت مترددة في أن تسأله عن سبب تحديقه الغريب بالمحل. لكنها في النهاية تمالكت نفسها وسألته بلطف إن كان يحتاج إلى مساعدة. وعندما استدار ليواجهها، التقت عيناهما، وشعرت كأنها تغرق في عمق عينيه السوداويتن. كان فيهما شيء ساحر، غامض، يأسر الروح ويجعلها تريد اكتشاف المزيد.
وسامته لم تكن هي ما لفت انتباهها فقط، بل تلك النظرة العميقة التي تحمل وراءها أسراراً غير مفهومة. للحظة، شعرت بشيء غريب يتسلل إلى قلبها، لكنها سرعان ما استعادت نفسها من تلك السهوة، وسألته مرة أخرى، بصوت أكثر ثباتاً:
-"كيف يمكنني مساعدتك؟"
استفاق ليونارد من سهوته ونضر لها ببرود كأنه لم يكن سيغرق في جمالها واجابها قائلا*
-'ابحت عن فتاة تدعى عبير*'
قالها بصوت هادئ مما زاد توتر عبير وخوفها لماذا يبحت عنها ماذا يريد العديد من التساؤلات قالت في صوت يكسوه التوتر:
-' انا عبير لماذا تبحت عني؟*''
هنا توقف عقل ليونارد عن التفكير واخرج عينيه فيها لم يصدق لوهلة انها هي اجل هي التي جاء بمهمة لقتلها نضر لعنقها ليجدها تضع العقد بالفعل لم ينتبه له فالاول كان عقدا بسيطا تتوسطه حجرة حمراء، عاد لينظر في وجهها الذي يبدو عليه الخوف والتوتر تم قال في نفسه:
*'' لماذا هي بين كل الفتياة *''
تم رد بصوت بارد ليهدئ من خوفها:
*'' انا جديد هنا وسمعت انك افضل من يصنع باقات الزهور لهذا ابحت عنك هل من الممكن ان تصنعي لي واحدة؟!
نضرة له عبير بكل ارتياح بعد هذا الكلام وابتسمت تم أردفت *" بكل سرور سأعود حالا ".
نضر لها ليونارد وهي تذهب من امامه ولا يعرف ماذا سيفعل لماذا شعر بكل تلك الاحاسيس؟ لماذا هو عاجز ان يقتلها بكل سهولة يرمي عليها سحر ويأخذ قوتها والعقد ويعود؟ لماذا عجز امامها؟ لم يكن هكذا لقد عُرف وتميز بمصاص دماء الخالي من أي مشاعر ولا يعرف الرحمة ابدا.لاكنه هنا في هذا العالم الذي يختلف عن عالمه والبضبط امام عبير يشعر انه شخص اخر لا يعرف ماهيته.ظل يفكر حتى قاطعت عبير تفكيره احضرت معها سلة لوضع زهور تم سألته عن الوان الزهور التي يحب أن تزين هذه السلة ، نضر لها ليونارد مطولا تم اجابها بأن تتكلف هي بالأمر بعدما هو يشاهدها وهي تختار الزهور بكل عناية والبسمة لا تفارقها.اكملت تم قدمتها له سألها عن تمن ووضع يده ببنطاله مجرد ان سمع تمن السلة وجد النقود هناك، دفع لها وحمل السلة وغادر المحل وهو كله تساؤلات وحيرة. بينما عبير ظلت تراقبه حتى اختفى بين الازقة وهي تتساءل عن غموض هذا الشخص وعن تصرفاته التي لم تفهمها والشعور الذي احست به عند اول لقاء به ولا تنكر انه جذاب بشكل لا يصدق.
أنت تقرأ
بين العتمة وزهور .
Mystery / Thrillerقلبان وسط الظلام.. فهل ينتصر النور؟ تدور احدات الرواية عن شخصيتان مختلفتان احدهما مصاص دماء والاخرى بشرية.لنتعرف معا ما الذي سيقع.