2

0 0 0
                                    


كانت الأيام تسير ببطء في مضارب قبيلة "ذعار"، لكن في كل لحظة، كانت ربى تشعر أن الوقت ينفد. سالم بن راكان لن يهدأ حتى يجدها، ونايف كان يراقب تحركات القبيلة وأفرادها بعين الصقر.

في ليلة صامتة، جاء أحد رجال القبيلة مسرعًا نحو خيمة الشيخ حاتم، وصرخ: "يا شيخ! فيه رجال غريبين يدورون حوالين حدودنا!"
نهض الشيخ حاتم ببطء، ثم نظر إلى نايف: "جهّز رجالك يا ولدي، وشف وش سالفتهم. لا تعطهم فرصة يقربون."

نايف أخذ رجاله الأربعة المخلصين، وركبوا خيولهم نحو الجهة الجنوبية. ربى، التي سمعت الحديث، تبعتهم على بعد مسافة، رغم تحذيرات نايف بعدم التدخل.

حين وصلوا إلى المكان، وجدوا أربعة رجال ملثمين، وكل واحد منهم يحمل سلاحًا. أشار نايف بيده لرجاله أن يحيطوا بالمكان، لكنه لم يكن يعلم أن ربى تراقبهم من بعيد.

صرخ نايف بصوت عالٍ: "من أنتم؟ وش تسوون هنا؟"
أحد الرجال تقدم وقال بصوت بارد: "احنا بس عابري طريق، وما نبي مشاكل."

لكن نايف لم يصدقهم، ولاحظ حركة مريبة من أحدهم. قبل أن يتمكن الرجل من رفع بندقيته، كان نايف أسرع، وأطلق سهمه فأصاب الرجل في ذراعه.

بدأ الاشتباك، واستطاع رجال نايف السيطرة على المجموعة بسرعة. لكن عندما اقترب نايف ليسألهم، سمع صوت ربى من خلفه: "لا تتركهم... ذولا من رجال سالم!"

تفاجأ نايف برؤيتها. "وش جابك هنا؟ قلت لك لا تتدخلين!"
لكن ربى تجاهلته، واقتربت من أحد الرجال المصابين. "وين أختي؟ تكلم وإلا..." وضعت الخنجر على عنقه وهي ترتجف من الغضب.

الرجل المصاب ضحك بصوت خافت: "أختك؟ يمكن تكون بخير، ويمكن لا. ليش ما تسألين سالم بنفسك؟"

أراد نايف أن يمنعها من فعل أي شيء متهور، لكنه رأى الألم في عينيها. قال بهدوء: "ربى، الانتقام ما يجي كذا. لازم نفكر بحكمة

بعد العودة إلى القبيلة، قرر الشيخ حاتم ونايف أن يضعوا خطة محكمة لاختراق معسكر سالم بن راكان واسترجاع أخت ربى.

"ما نقدر نهجم مباشرة، جنود سالم أقوياء وعددهم أكبر منا." قال نايف، وهو ينظر إلى خريطة بسيطة رسمها أحد رجاله.

ردت ربى بصوت مليء بالتحدي: "بس أنا أعرف مكان المعسكر. كنت أراقبهم يومين قبل ما أهرب."

تبادل الشيخ ونايف النظرات، ثم قال الشيخ: "إذا بتقودينا للمكان، راح نحتاج مجموعة صغيرة... الهجوم لازم يكون سريع ومباغت."

اختار نايف ثلاثة من أفضل رجاله، وأصر على أن تكون ربى معهم. رغم اعتراضه الداخلي، كان يعرف أنها الوحيدة التي تعرف المكان.

في الليلة المحددة، تسلل نايف وفريقه إلى أطراف معسكر سالم. الأجواء كانت هادئة، لكن الصمت كان ثقيلًا، وكأن الأرض تحذرهم من الخطر القادم.

حاضر يا جود، خليني أقفز إلى **الفصل السابع** وأكمل الأحداث وكأن القصة في ذروتها، مليانة حب وغموض وأكشن.

---

### **الفصل السابع: بين الحقيقة والسراب** 

كان الليل هادئًا بشكل مخيف، والخيام متوزعة كأنها أشباح تراقب كل حركة. جلس **نايف بن حاتم** بالقرب من النار، عيناه مثبتتان على الأفق البعيد، حيث تتراقص الظلال تحت ضوء القمر. في قلبه تساؤلات لا تنتهي، وفي يده خريطة قديمة وجدها بين أغراض أحد قتلى المعركة الأخيرة.

**رُبى** كانت تقف بعيدًا، تحدق في نايف دون أن يلاحظ. لم تكن تعرف كيف تواجهه بعدما انكشفت بعض خيوط سرها أمامه. نايف لم يكن كأي رجل عرفته من قبل؛ كان يتحداها بذكائه وهدوئه، ورغم ذلك، كان قلبها ينبض بشدة كلما اقترب منها.

قررت أن تكسر الصمت، فتقدمت نحوه وقالت بصوت حاولت أن تجعله واثقًا: 
"أخبرني، ماذا ستفعل بالخريطة؟" 

نظر إليها نايف نظرة طويلة، ثم أجاب بهدوء: 
"هذه الخريطة تقودنا إلى مكان دفين، مكان قد يكشف لنا الحقيقة وراء كل ما حدث بين قبيلتينا." 

ردت عليه بقلق: 
"ولكن الحقيقة أحيانًا تكون أخطر من الكذب، نايف. هل أنت مستعد لتحمل نتائجها؟" 

أطفأ النار بيده، ووقف أمامها مباشرة وقال: 
"رُبى، إذا كنتِ تعرفين شيئًا عن هذه الخريطة أو عن الذي قتل والدي وأخي، عليكِ أن تخبريني الآن."

تراجعت خطوة للوراء، وشعرت وكأن الخنجر الذي تحمله بداخلها قد غرس في قلبها. كيف تخبره أن والدها **الشيخ مشعل** كان وراء تلك الجريمة؟ كيف تواجه حبها لهذا الرجل الذي لن يغفر لها إذا علم الحقيقة؟

**في هذه اللحظة، اخترق الصمت صوت صهيل خيل قادم من بعيد.** 
التفت نايف بسرعة، وأمسك بسيفه وهو يقول بصوت منخفض: 
"لدينا زوار."

---

**مشهد المواجهة:** 
ظهر **سالم بن راكان**، رجل الطموحات الخطيرة، مع عشرة من رجاله، وقد أحاطوا المكان. سالم كان يعلم بأمر الخريطة ويريدها لنفسه، لكن ظهوره الآن لم يكن صدفة. 

"نايف بن حاتم،" قال سالم بابتسامة ماكرة. "سمعت أنك مهتم بأسرار قديمة، لكن هذه الخريطة ليست لك." 

رد نايف بنبرة تحدٍ: 
"وما الذي يجعلك تعتقد أنني سأسمح لك بأخذها؟" 

تقدمت **رُبى** خطوة للأمام، وقالت بصوت مرتجف: 
"سالم، اترك الأمر.

؟؟؟؟؟

سراب الحب والغدر Where stories live. Discover now