4

0 0 0
                                    



القتال على شرف القبيلة (تكملة)**

**سالم بن راكان** لم ينتظر سوى تلك الفرصة ليغتنمها.
اقترب من **نايف بن حاتم** الذي كان يواجه ثلاثة من رجاله، وهو يقتنص اللحظة التي يكون فيها نايف مشتتًا تمامًا في القتال. كانت عيناه تتألقان بالشر، وكان يستعد للانقضاض عليه في اللحظة التي يظن فيها نايف أنه أصبح في مأمن.

في حركة سريعة، رفع **سالم** سيفه واندفع نحوه، بينما كان **نايف** مشغولًا بمواجهة أحد خصومه. لكن في اللحظة التي بدأ فيها سيف **سالم** في النزول نحو قلب **نايف**، حدث ما لم يتوقعه الجميع.

**رُبى** كانت على مسافة قريبة، تراقب الموقف، وفي اللحظة الحاسمة، اندفعت بقوة وسرعة غير متوقعة. كانت تحمل خنجرها الذي كانت تخفيه دائمًا تحت عباءتها، وطعنت **سالم** في جنبه، مما جعله يصرخ من الألم ويسقط على الأرض.

**سالم** حاول أن يتراجع، لكنه كان قد فقد قوته بسرعة بسبب الطعنة العميقة. نظر إلى **رُبى** بدهشة وغضب، وقال بصوت مبحوح:
"غدرتِ بي، رُبى! أنتِ... أنتِ خنتِني!"

لكن **رُبى** لم ترد عليه. كانت تعرف أن الخيار الوحيد كان إنقاذ **نايف** مهما كلفها ذلك. كان قلبها يكاد ينفطر، لكنها كانت تعلم أنه لا مجال للهرب من هذه المعركة.

في تلك اللحظة، **نايف** لاحظ ما حدث، وكان مذهولًا من تصرف **رُبى**. لم يكن يتوقع أن تقوم بذلك، خاصة بعد كل ما كشفته له من أسرار.
"رُبى... لماذا؟"

قال، وهو يحدق بها بعينين مليئتين بالدهشة.

لكن قبل أن تجيب، كان سالم قد بدأ ينهض على نحو متوتر، رغم أن جروحه كانت عميقة.
"لن تظلا على قيد الحياة بعد اليوم، كل ما فعلتموه اليوم لن يمر بسلام." قال سالم، وهو يحاول أن يقاوم الألم في جسده.

بينما كان نايف يخطو نحوه بخطوات حاسمة، قال بصوت هادئ:
"لن تستطيع أن تهددنا بعد الآن، سالم. لقد انتهى كل شيء."

رفعت رُبى رأسها وأخذت نفسًا عميقًا، ثم توجهت نحو نايف وقالت بصوت حزين:
"هذا ليس ما كنت أريد، ولكنني لم أكن أملك خيارًا. كنت مضطرة لفعل ذلك."

كانت الكلمة الأخيرة، التي أسقطت كل الحواجز بينهما. نايف نظر إليها لفترة طويلة، وابتسم ابتسامة مليئة بالمرارة، لكنه في قلبه كان يقدر ما فعلته. كان يعلم أنه مهما كانت الأسباب، كانت قد أنقذت حياته.

الفصل العاشر: مواجهة مع الذات

انتهت المعركة تقريبًا، وسالم كان قد سقط أرضًا، لكنه ظل يتحرك بصعوبة وهو يحاول الهروب. نايف اقترب منه بحذر، وكان وجهه مشدودًا بعاطفة معقدة. في تلك اللحظة، كان كل شيء في حياته يقترب من الانفجار. قد تكون المعركة قد انتهت، لكن الحقيقة التي اكتشفها كانت أصعب من أي معركة خاضها.

رُبى كانت تقف إلى جانبه، تقاوم دموعها بينما تراقب النهاية التي لم ترغب فيها، نهاية مأساوية.

"
"لم يكن يجب أن يكون هذا، رُبى. لماذا لم تخبريني من البداية؟" همس نايف بينما كانت عيناه تتنقل بين سالم وبين رُبى. "هل كانت حياتك كلها أكاذيب؟"

رُبى ابتسمت ابتسامة حزينة، وقالت:
"لا، نايف. لم تكن أكاذيب. كنت أعيش في عالم مليء بالظلام والخوف، وكان من الصعب أن أواجه الحقيقة. لكنك الآن تعرف كل شيء، وهذا كل ما كان يمكنني فعله."

وفي تلك اللحظة، نايف شعر بارتياح غريب. كان جزءًا منه يود ان يتخلص من كل هذه الخيبات لكنه شعر ايضاً بشيء آخر— شيء اعمق

سراب الحب والغدر Where stories live. Discover now