بالطبع، نكمل القصة:
---
مواجهة مع الذات (تكملة)**كانت الرمال تحت قدميه تحترق، والسماء فوقه تبدو أكثر ظلامًا من أي وقت مضى. **نايف** وقف ساكنًا، كأن الوقت قد توقف من حوله. المعركة انتهت، و**سالم** أصبح في عداد الموتى، لكن داخله كان هناك صراع أكبر، صراع مع نفسه ومع مشاعره تجاه **رُبى**.
**رُبى** كانت تقف إلى جانبه، والدموع تملأ عينيها. كانت تعلم أن كل شيء قد انتهى، لكن قلبها لا يزال مليئًا بالندم والقلق. "أنا آسفة، نايف." همست، بينما كانت تتجنب النظر في عينيه.
**نايف** نظر إليها بصمت، ثم تنهد بعمق. كان يعلم أنها لم تكن مسؤولة عن كل ما حدث، لكنه لا يستطيع أن ينكر الألم الذي شعر به جراء كل الكذب والخداع. "أنا مش عارف إيش أقول لك، رُبى. مش قادر أصدق أن كل شيء كان كذا... وكأن كل شيء بينا كان كذبة."
قالت **رُبى** بحزن: "أنا لم أكن أريد أن أكون جزءًا من هذه اللعبة، نايف. كنت في مأزق بين حب والدي وبين حبي لك، وكان هذا أكبر اختبار لي. لكن ما حصل اليوم كان النهاية، ولا أستطيع أن أعيش في ظل الأكاذيب بعد الآن."
مرت لحظات من الصمت بينهما، وكان الهواء ثقيلًا بالأسئلة غير المجابة. **نايف** شعر بمزيج من الغضب والخذلان، لكن قلبه كان يصر على أن يسامحها، ربما لأنه أحبها أكثر من أي وقت مضى، رغم كل شيء.
"أنتِ ما كنتِ تقدرِ على التغيير، وكان والدك هو اللي يتحكم بكل شيء. لكن فيه أشياء لازم نتعايش معها، ونبدأ من جديد." قال **نايف**، بينما كان يلتفت نحو **رُبى**.
ولكن لم يكن لديهم وقت طويل للتفكير في الماضي. كان هناك شيء أكثر أهمية ينتظرهم. في الأفق، كان هناك صوت محركات تتحرك بسرعة. **سالم** قد لا يكون الرجل الوحيد الذي يسعى للانتقام.
**نايف** تراجع خطوة، واستعد للقتال مرة أخرى. "يبدو أن عدوًا آخر قادم، رُبى. نحن في أرض العدو، وما في وقت للندم."
**رُبى** نظرت إلى الأفق بعينيها اللامعتين، ثم قالت: "إذا كان هذا هو مصيرنا، فلنواجهه معًا."
---
المواجهة الأخيرة**
بينما كانت **نايف** و**رُبى** يتحركان بين صخور الصحراء، كانت الرياح تعصف بهم، ويحاولون الوصول إلى مكان أكثر أمانًا. لكن قبل أن يتمكنوا من الوصول إلى ملاذهم، ظهرت مجموعة أخرى من الرجال، يقودهم شخص غريب. كان يبدو أنه لا يقل عن **سالم بن راكان** في قوته وشره.
"الآن، يَا نايف بن حاتم، حان وقت الحساب!" صرخ الرجل وهو يقترب منهم. كانت ملامحه قاسية، وعيناه تتوهجان بغضب. يبدو أنه كان أحد أتباع **سالم**.
**نايف** رفع سيفه بقوة، وقال: "لن يكون لكم مكان في هذه الأرض بعد الآن. انتهت كل لعبة."
في تلك اللحظة، كان القتال لا مفر منه. كانت **رُبى** تقف إلى جانبه، وأيديهما مغطاة بالدماء، لكن إرادتهم كانت أكبر من أي شيء آخر. لم يكن لديهم ما يخسرونه بعد الآن.
YOU ARE READING
سراب الحب والغدر
Science Fictionبين كثبان الصحراء التي تحتضنها رياح الغروب، وحيث النجوم تُشعل سماء الليل، كان لكل قبيلة قانونها الذي لا يُكسر. لكن هناك من تحدى كل الحدود، بين الحب والولاء، وبين الغدر والطمع. رواية عن قلوب تاهت وسط الرمال، وأسرار دفنتها العواصف.