3

0 0 0
                                    


رد نايف بنبرة تحدٍ:
"وما الذي يجعلك تعتقد أنني سأسمح لك بأخذها؟"

تقدمت رُبى خطوة للأمام، وقالت بصوت مرتجف:
"سالم، اترك الأمر. أنت لا تعرف ما الذي تلعب به."

لكن سالم ضحك ببرود:
"أوه، أعرف أكثر مما تتصورين، يا ابنة الشيخ مشعل."

الأحداث تتصاعد:
بينما يتبادل الجميع النظرات الحادة، تبدأ المواجهة بين رجال نايف ورجال سالم. السيوف تلمع تحت ضوء القمر، ورُبى تجد نفسها ممزقة بين إنقاذ نايف أو مواجهة حقيقة والدها.

لكن في خضم المعركة، يصيب سهم غادر نايف في كتفه. يسقط على ركبتيه، بينما تركض رُبى نحوه، تحاول إيقاف النزيف، وتقول بصوت مليء بالدموع:
"لا يمكنك أن تموت الآن! لا يمكنك أن تترك هذه الحرب تنتهي بدون أن تعرف الحقيقة."

يرد نايف بصوت خافت:
"أي حقيقة، رُبى؟ هل ستخبرينني الآن؟"

توقف الزمن للحظة، وكان كل شيء حول **نايف بن حاتم** يدور بسرعة، لكنه شعر كأن العالم كله صمت في تلك اللحظة. **رُبى** كانت تجلس إلى جانبه، يديها ترتجفان بينما تحاول الضغط على جرحه لوقف النزيف.

"نايف، يجب أن تتحمل قليلاً... سأعالجك." قالت بصوت متقطع، وعينيها مليئة بالدموع. لكن في داخلها، كان قلبها يغلي بالشكوك والمخاوف.

"لا... رُبى، لا تهربي من الحقيقة بعد الآن." همس نايف، وكأن صوته كان يتلاشى مع الرياح. "أنتِ تعرفين شيئًا... شيئًا عن مقتل والدي وأخي."

توقفت رُبى عن الحركة للحظة، كانت كأنها صُدِمت بالكلمات التي خرجت من فمه. لم تستطع أن تخفي الحقيقة أكثر، كانت الحوافز والضغوط قد وصلت إلى ذروتها، وكانت تلك اللحظة قد حانت.

"أبي هو من كان وراء... وراء مقتل أخيك." قالت بصوت منخفض، وكأن الكلمات ثقيلة على لسانها.

صدم نايف، وعيناه تجمدتا في مكانهما. كانت تلك الحقيقة أكثر قسوة من أي شيء كان قد توقعه. أغمض عينيه للحظة، ثم قال بصوت منخفض:
"كيف؟ ولماذا؟"

نظرت إليه رُبى بشعور من الحزن العميق وقالت:
"أبي كان يريد السيطرة على كل شيء... أراد فرض نفوذه على القبائل الأخرى. وأنت كنت العقبة الكبرى في طريقه، لذلك أرسل رجاله لقتل أخيك... لتدميرك."

كان الكلام كالصاعقة على قلبه، لكن قبل أن يتمكن من الرد، استمع إلى حركة خفيفة في الرمال. نظر حوله، ليكتشف أن **سالم بن راكان** ورجاله قد بدأوا في التقدم نحوهم مرة أخرى، محيطين بهما من كل جهة.

---

"لم يكن هدفنا قتلك، نايف،" قال سالم بابتسامة خبيثة، "لكن الحقيقة دائمًا ما تكون مريرة." ثم أشار إلى رجاله بأن يهاجموا.

في لحظة واحدة، بدأ القتال بين الطرفين، وكانت سيوفهم تتصادم بعنف، والدماء تتناثر في الرمال. **رُبى** حاولت الابتعاد عن ساحة المعركة، لكنها كانت غير قادرة على ترك **نايف** وحده في تلك اللحظة المصيرية.

**سالم** لم يكن ينتظر سوى تلك الفرصة ليغتنمها. اقترب من **نايف** بينما كان يواجه ثلاثة من رجاله، وعيناه تتألق


مشغوله كثير

سراب الحب والغدر Where stories live. Discover now