7

304 18 8
                                    




خذ
تكلم بيدري وهو يمد الصندوق الصغير امام وجه جافي الذي عاود لإبتسامته اللعوبة مجدداً، انا سوف اتغاضى عن فعلتلك المفاجأة ليلة امس وسأقبل فقط باقة الزهور كإعتذار ودي منك، دفع جافي لسانه داخله فمه وكأنه يقوم بالتفكير داخل عقله قبل ان يرد

بيدري كان ينظر الى منتصف عينيه بجرأة، يحاول دراسة ملامح الفتى امامه، صحيح انه ذكي للغاية ويستطيع قراءة اوجه الناس، لكنه لا يستطيع فهم هذا الوجه بالتحديد، نظرة جافي الثاقبة، كان فقط يتلاعب بكيان بيدري، يعرف تماماً تأثير عينيه البنيه وسحرها للأشخاص حوله

اليس من الوقح رفض هدية صديق لك بيدري
تكلم جافي اخيرا بصوت يميل اكثر للهدوء، ذلك النوع من الهدوء المثير، ابتلع بيدري ما بفمه عند اقتراب جافي منه بضع خطوات، هذه الخطوات اصبحت اسرع واقرب بكثير حيث اصبح جافي قريب... قريب للغاية منه

شد بيدري كف يده حول الصندوق بقوة كبيره، اطراف اصابعه اصبحت بيضاء اللون لشدة قوة توتره والضغط، وقعت عينيه الى هيكتور الذي كان ينظر بكل برود الى ما يحصل، وكأن الجميع يمر بهدوء ما قبل العاصفة

تلك الرائحة

عاود عبق رائحة جافي بغزو بيدري الذي اغمض عينيه بدون وعي منه، لا يعلم كيف اصبح يستطيع تخمينها وشمها حتى لو اصبحت تبعد عنه مسافة بعيدة، هو فقط حفضها جيداً بين جدران عقله و حواسه، يعرف جيدا الان من صاحبها

انت لست صديق، ابتعد
همس بيدري اخيراً، ومع ذلك هو لم يكن واعي تماماً، بدون رؤية وجه جافي هو يعلم تعابير وجهه دون النظر اليها، جافي كانت تعتلي ملامحهه التكبر، الغرور، والرضى ايضا، حقا؟، هل تريد مني الابتعاد؟، بيدري، همس بشفتيه ضد اذن بيدري

قشعريرة قوية اصابت جسد بيدري، نبض قلبه بحرج شديد عندما شعر بضعف نفسه امام الفتى الذي احس بالفعل بتلك الرعشة الخفيفه ضد جسده، فقربه كان خطير و كافي للغاية، عندها افاق بيدري من نشوته المليئة بعطر جافي المغري

قلت لك، ابتعد!
صرخ بيدري دافعاً جافي الى الخلف بعنف، اه، تأوه جافي متألم، ليس وكأنه لم يكن يتوقع ذلك ولكن الشيء الذي صدمه، انه الان واقع ارضا، نظاراته التي طارت بالهواء جاعلاً منها تقع هي كذلك على الارض بعنف

ولأنها من علامة تجارية باهضه الثمن لم تنكسر، فقط بعض الخدوش السطحية على العدسة، دائما ما كانت هذه النظرة المفضلة عند جافي لذلك هو لم يهتم لألم جسده، فقط قام بإمساكها وتفحصها

Hard to reachحيث تعيش القصص. اكتشف الآن