𝐗𝐈𝐗

230 32 49
                                    

...

من مذكرات دون جيون:

هناك ثلاثة أمور علّمتني أن الحياة لا تعرف للرحمة معنى، ولا تحتفظ في جعبتها بشيء يدعى العدل. كلمة بلا معنى، مجرد وهم نلوكه بين ألسنتنا لنخدع أنفسنا.

أول تلك الدروس كان وفاة أبي. ذلك الرجل... ذلك الرجل الذي باركه القدر بيد، وسلب منه حياته بالأخرى.

كنت في السابعة عشرة من عمري حين قرر أبي، بكل بساطة، أن ينحني ويستسلم في إحدى المعارك. تركني أقف وحدي أمام ذئاب لا تعرف سوى نهش اللحم والدماء.

أصبح مصيري بين أيدي رجال لم يأخذوني بعين الاعتبار، وكأنني ظلٌ بلا قيمة. ربما لهذا السبب تعلمت أن أرفع صوتي، أن أكون شرسًا، أن أحكم قبضتي على كل شيء حولي حتى لا أنكسر.

تلك الأيام... كانت كالجحيم. لا، بل أسوأ. من ذا الذي يطلب من صبي لم يبلغ الرشد أن يدير عصابة من المجرمين؟ لم تكن بداياتي سهلة. لم أحبها قط. لكنها صنعتني. مع الوقت، لم أعد "جونغكوك". صار اسمي "دون جيون". اسمٌ يرتعد منه الأعداء، واسمي أنا به.

لكنّ هذا التحول لم يكن وليد الصدفة. خلف اسمي كان يقف "باراك"، الرجل الذي لازمني كظل منذ لحظة موت أبي. علّمني كيف أنحني، كيف أرفع رأسي، وكيف أُخفِضه عندما أُضطَر.

أحببت باراك، نعم. لكنني كرهته أكثر مما أحببته. قراراته كانت دائمًا سببًا في إغراقي. وآخر تلك القرارات؟ عندما جاءني ذات يوم وأخبرني، بكل بساطة الموقف أن إحدى العصابات المنافسة على استعداد لمنحنا صفقة من ثلاث وسبعين عملة تهريب مدفوعة الأجر. لم أفكر. لم أتمعن. وافقت. ليتني لم أفعل.

المقابل؟ حماية الابن الأصغر للرئيس كيم. "تايهيونغ".

آه، "تايهيونغ". ذلك الاسم وحده يعصر قلبي الآن. كم أشعر بالندم. لو تعلمون كم... ذلك الفتى، كان يبدو وكأنه قطعة قطن هشة.

وكأن نسمة هواء كفيلة بجعله ينزف. أو هكذا ظننت. الحقيقة؟ لم يكن هشًا. كان متغطرسًا، لئيمًا، لا يعرف للحياء معنى، ولا للمحبة طعمًا.

كنت أحمقًا. بدل أن أتركه بعيدًا عني، قررت إحضاره إلى قصر جيون، المكان الأكثر أمانًا. فما شأني إن احترق؟، أو إن قُتل؟.
كان علي ان امسك قلبي بيدي الاثنان و احتفظ به سالمًا فحسب

لكن يا لسخرية القدر، أنا الذي احترقت.

لوم؟، أوه نعم، ألقي اللوم على الجميع. على باراك، سونغهان، وجونغهيون. ألقي اللوم على كل من رآني أقبل يد "تايهيونغ" بدل أن أوبخه.

Deceived | Jikook حيث تعيش القصص. اكتشف الآن