الفصل الخامس: "أرض العاصفة

1 0 0
                                    

عندما استعاد أرين وعيه، وجد نفسه واقفًا على أرض غريبة لم يشهد مثلها من قبل. السماء فوقه كانت تموج بصواعق حمراء وبرق لا يتوقف، والأرض تحت قدميه كانت متشققة، ينبعث منها ضوء برتقالي كما لو أن العالم يغلي من الداخل. على بعد خطوات قليلة، كانت إيلين تقف بثبات، تنظر إليه بعينين باردتين يتوهجان باللون الأزرق.

"مرحبًا بك في أرض العاصفة،" قالت بصوت هادئ لكن مفعم بالهيبة. "هذا هو العالم الذي أُخفي عن البشرية. هنا بدأت النبوءة، وهنا ستنتهي."

شعر أرين بارتعاش في داخله، لكنه تمسك بشجاعته. "إيلين، هذا جنون. أوقفِي هذا. يمكننا إنقاذ إيلاريا معًا."

لكن إيلين ابتسمت ابتسامة خفيفة، وأجابت: "إيلاريا لا تحتاج إلى الإنقاذ، أرين. بل تحتاج إلى التحرر. العالم كله يحتاج إلى أن يتحرر من القواعد الزائفة التي وضعتها الآلهة القديمة."

قبل أن يتمكن من الرد، سمع صوت خطوات خلفه. التفت ليرى أستاروس، الذي بدت عليه علامات الإرهاق. "أرين، هذه الأرض ليست كما تبدو. إنها ليست فقط مكانًا. إنها اختبار. إنها ستكشف حقيقتك وتكشف نواياها الحقيقية."

"اختبار؟" سأل أرين، وهو ينظر بين إيلين وأستاروس.

رد الساحر: "في قلب هذه الأرض يكمن ما يُسمى بـعين العاصفة، وهي مصدر القوة التي تتحكم في مصير الختم الأزلي. من يصل إليها أولًا، سيكون له الحق في اختيار المستقبل. لكن الأمر لن يكون سهلًا. كل خطوة في هذه الأرض تعني مواجهة مخاوفك وأعظم نقاط ضعفك."

قاطعت إيلين: "وهذا بالضبط ما سأفعله، يا أرين. هذه القوة لي. وإذا حاولت الوقوف في طريقي، فلن أتردد في تدميرك."

اندفعت الرياح من حولهم فجأة، وكأن الأرض استجابت لغضب إيلين. بدأت الصواعق تتساقط بشكل عشوائي، والأرض تهتز بعنف.

"لا وقت للنقاش!" صرخ أستاروس. "علينا التحرك نحو عين العاصفة قبل أن تصل إليها. وإلا، فإن كل شيء سينتهي."

بدأ السباق نحو عين العاصفة. الأرض من حولهم كانت تعج بالفوضى. كل خطوة تأخذهم عبر تحديات غامضة: أشجار تتحرك لتحاصرهم، وحوش مظلمة تخرج من الأرض، وأصوات قديمة تهمس بأسرار مرعبة عن ماضيهم ومستقبلهم.

في إحدى اللحظات، وجد أرين نفسه محاصرًا بين مواجهة وحش مظلم يشبه الظل المتجسد، وبين إنقاذ أستاروس الذي كان على وشك السقوط في صدع هائل. اختار إنقاذ الساحر، لكنه لم يستطع تجاهل صوت إيلين وهي تضحك من بعيد.

"أنت ضعيف كما كنت دائمًا، أرين!" صرخت وهي تختفي في الأفق، مقتربة أكثر من عين العاصفة.

عندما وصلوا أخيرًا إلى قمة تل شاهق، رأوا عين العاصفة: كرة متوهجة من الضوء والبرق، محاطة بهالة من القوة الخام. كانت إيلين قد وصلت إليها تقريبًا، ويدها ممدودة نحوها.

"أوقفها!" صرخ أستاروس. "إذا أخذت القوة، لن تكون هناك عودة."

ركض أرين بكل قوته، لكنه كان يعلم أن المواجهة الحقيقية مع شقيقته باتت وشيكة. لم يكن الأمر مجرد سباق نحو القوة، بل صراع على مصير العالم بأكمله، وعلى ما إذا كان الظلام سيبتلع كل شيء أم ستبقى هناك فرصة للنجاة.

أنين الممالكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن