الفصل الرابع: "خيانة القدر

1 0 0
                                    

بينما كان أرين يقف أمام اللوح الحجري، متأملًا الرموز الغامضة التي تحكي قصة النبوءة، بدأ الضوء المتوهج في الغرفة يتلاشى تدريجيًا، حتى تحول إلى ظلام دامس. سمع صوتًا مألوفًا، لكنه لم يكن متوقعًا أبدًا.

"يا أخي... هل حقًا تعتقد أنك الوحيد الذي يسعى لإنقاذ المملكة؟"

استدار أرين بذهول، ليجد نفسه وجهًا لوجه مع إيلين، شقيقته الكبرى التي كان يظن أنها قتلت خلال الفوضى التي تلت مقتل والدهما. لكنها لم تكن كما يتذكرها: كانت عيناها تتوهجان بلون أزرق بارد، وابتسامتها كانت تحمل مزيجًا من الحزن والتهديد.

"إيلين؟ كيف... كيف هذا ممكن؟"
ردت بصوت منخفض، لكنه مليء بالقوة: "لقد كنا مخدوعين طوال الوقت، يا أرين. الختم الأزلي لم يكن ليحمي المملكة، بل ليقيدنا نحن. نحن الدم الملكي لسلالة اختارت الآلهة أن تكون حراس العالم. لكن والدنا، وجميع من سبقوه، كانوا جبناء. لقد حبسوا قوتنا، واختاروا العيش في سلام زائف."

شعر أرين بالارتباك، وكأن الأرض تحت قدميه تنهار. "لكن هذا مستحيل! نحن بشر، لسنا آلهة!"
اقتربت إيلين، وصوتها يزداد حدة: "أوه، نحن أكثر من مجرد بشر، يا أخي. وأنا هنا الآن لأستعيد ما سُلب منا. لقد تحالفت مع القوى القديمة، وهم منحوني القوة التي احتجتها لفهم الحقيقة."

بينما كان الحديث يدور بينهما، صرخ أستاروس: "لا تستمع لها، أرين! إنها لعبة الظلال! لقد أخذوا عقلها، ويريدون استخدامك لإكمال خطتهم!"

لكن إيلين ضحكت بصوت ساخر، وقالت: "لعبة الظلال؟ أهذا ما أخبروك به؟ الساحر القديم الذي يقف بجانبك كان جزءًا من هذه الخدعة منذ البداية. إنه يعلم الحقيقة، لكنه يريد أن يبقيك ضعيفًا، مجرد أداة لاستعادة التوازن، حتى لو كان ذلك يعني التضحية بك."

في تلك اللحظة، بدأ كل شيء يتغير. الجدران الحجرية حولهم بدأت تتحطم، والرموز على اللوح الحجري اشتعلت بضوء أحمر مخيف. كانت هناك قوة هائلة تنهض من أعماق المعبد، وكأن العالم نفسه كان يستجيب للصراع بين الأشقاء.

صرخت إيلين: "اختر، أرين! انضم إلي، وسنحرر أنفسنا ونحكم العالم كما كنا مقدرين. أو قاومني، وستدمر كل شيء تحاول حمايته."

وقف أرين بين شقيقته والساحر، قلبه يمزقه الشك. لمن يمكن أن يثق؟ إيلين التي كانت أقرب الناس إليه؟ أم أستاروس الذي قاده إلى هذا المكان المظلم؟

قبل أن يتمكن من اتخاذ قراره، انفجر الضوء من اللوح الحجري، وسحبه هو وإيلين إلى عالم آخر، مكان مليء بالعواصف والرماد، حيث كانت السماء تمزقها صواعق حمراء. وهنا، أدرك أرين أن اللعبة كانت أكبر بكثير مما تخيل. لم يكن الأمر يتعلق بمملكة واحدة فقط... بل بمصير العالم بأسره.

أنين الممالكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن