---
في عمق الصحراء
كانت الرمال تلفح قدمي ليليان مع كل خطوة، ورغم تعبها، لم تتوقف. لاح لها أخيرًا رجل يقود عربة خشبية تجرها دابة بطيئة. شعرت ببارقة أمل، فتقدمت نحوه مسرعة، ونادت بصوت مبحوح:
"سيد... هل يمكنك إيصالني إلى وادي الساعات؟"نظر إليها الرجل بتمعن، ثم قال بحذر:
"وادي الساعات؟ رحلة طويلة، ولماذا أساعدك؟"أخرجت ليليان مجموعة من الجنيهات من حقيبتها ومدتها له بثقة:
"يمكنني الدفع، خذ هذه النقود."تطلع الرجل إلى الجنيهات في يدها، ثم ضحك ضحكة ساخرة مليئة بالسخرية:
"ما هذا؟ هل تظنين أن هذه الأوراق لها قيمة؟ هنا ندفع بالساعات، من عمركِ! أليس لديكِ أي فكرة عن كيف تسير الأمور هنا؟"شعرت ليليان بالارتباك، لكنها حاولت التظاهر بالثبات:
"أوه... بالطبع، أنا فقط... نسيت!"هز الرجل رأسه بازدراء وقال:
"أنتِ تبدين غريبة، وليس لدي وقت لأمثالك. ابحثي عن طريقة أخرى."ومع ذلك، لم تستسلم ليليان. انتظرت حتى تحرك بالعربة، ثم تسللت بسرعة وقفزت إلى الجزء الخلفي، مختبئة بين أكياس القش والصناديق.
كانت العربة تهتز ببطء، بينما ليليان تحبس أنفاسها، تحاول ألا يصدر منها أي صوت. فجأة، توقفت العربة بشكل مفاجئ، وسمعت الرجل يتحدث مع أشخاص آخرين بصوت خائف:
"أرجوكم... لا تأخذوا مني شيئًا، أنا فقير ولا أملك إلا هذه العربة!"رد صوت خشن:
"هذا الطريق له ثمن، ادفع من ساعات عمرك أو ارحل بدون حياتك."شعرت ليليان بالذعر. فهمت الآن أن "الدفع بالساعات" يعني حرفيًا تقديم ساعات من حياة الشخص. وبينما كان الرجل يحاول المساومة مع قطاع الطرق، اقترب أحدهم من الخلف وبدأ يفتش العربة.
رآها بسرعة، وعيناه تضيئان بدهشة:
"ماذا لدينا هنا؟ فتاة مختبئة!"أمسكها بقوة وسحبها للخارج، مما جعلها تصرخ:
"اتركني! أنا لا أعرف شيئًا!"ابتسم قائد العصابة بسخرية وقال:
"من تكونين؟ ولماذا تختبئين هنا؟"قبل أن تتمكن ليليان من الرد، قُطع الحديث بصوت حازم وواضح قادم من بعيد:
"دعوا الفتاة وشأنها، وإلا ستندمون."التفت الجميع ليجدوا فتاة ترتدي وشاح لايظهر منها سوى عينيها ممسكة بسيف و على أتم الإستعداد للقتال ..
قال قائد العصابة بتردد:
"أميرة؟! نحن لا نقصد الإساءة، فقط نبحث عن حقنا في الطريق."ردت أميرة بصوت صارم:
"حقكم؟ قطع الطرق وسرقة حياة الناس؟ دعوا العربة فورًا، أو ستكون هذه آخر مرة تطئون فيها الرمال."
أنت تقرأ
وادي الساعات
Fantasy"ظنت أنها ذاهبة إلى "دهليز الظلام" في محاولة لتجد أختها العمياء، ولكن عزيزي القارئ، قد عاشت الكثير من الأحداث والمغامرات التي تستحق عينيك الجميلتين قراءتها. تلك الرحلة التي كانت مليئة بالغموض والتحديات، ستأخذك إلى عوالم لم تتخيلها. لن أطيل عليك مقدم...