انتبه الشاب الذي كان يقف على مقربة لهما إلى علامات الاستنكار التي غمرت وجه ليليان. تحمحم بخفة، وكأن صوته يريد شق الصمت الحاد الذي أحاط بهما، وقال:
"إحم... أعتذر إن كنت أزعجتكما، لم أقصد التدخل بهذه الطريقة، لكن... شدني حواركما."رفعت ليليان نظرها إليه بتردد، ولم تخفِ الدهشة التي ظهرت في عينيها، بينما أكمل الشاب:
"أنا ريان. عمري ثلاثون عاماً... أعمل كمهندس معماري، لكنني هنا لأسباب بعيدة تماماً عن عملي. أعتذر مرة أخرى إن بدا تدخلي غير لائق."تمتمت ليليان بارتباك وهي تحاول استجماع كلماتها:
"ولا يهمك..." ثم أضافت، محاولة أن تستعيد توازنها: "لكن... كيف وصلت إلى هنا؟"ابتسم ريان ابتسامة خفيفة، فيها مزيج من الغموض والأسف:
"قصتي طويلة، وأظن أنها ستتداخل مع قصتكما، لكن هذا ليس الوقت المناسب لسردها. سؤالي الآن لكِ يا ليليان..." توقف للحظة ليزيد من وقع كلماته، ثم أضاف بنبرة هادئة لكنها حادة كالسيف:
"هل أنتِ مستعدة أن تخاطري؟ أم أنكِ ستنصاعين لهذه القوانين الغريبة التي تحكم بوابة وادي الساعات؟"شعرت ليليان برجفة تسري في جسدها. كانت عيناه تخترقانها وكأنهما تبحثان عن إجابة دفينة داخلها. صمتت للحظة، ثم نظرت نحو أميرة، التي كانت تراقب الحوار بصمت، وبدت وكأنها تنتظر القرار الذي سيتحدد بناءً عليه كل شيء.
"حياتي بأكملها كانت مخاطرة..." أجابت ليليان أخيرًا، ثم أضافت بنبرة ساخرة تحاول إخفاء قلقها:
"لذا، لا أرى سبباً للتوقف الآن."أجابها قائلاً:
إذن، علينا الإنتظار إلى السنة المقبلة حتى يأتي هذا اليوم مرة أخرى
أضافت أميرة مكملة "لاتفتح بوابة وادي الساعات سوا يوم إعدام الذين تنفذ ساعاتهم ....---------------
نظرت ليليان بدهشة، وكأن كلمات أميرة صفعتها بواقع لم تكن مستعدة له. اتسعت عيناها، وكادت أن تفقد توازنها للحظة. "ماذا تقصدين؟!" همست بصوت خافت، وكأنها تخشى أن يتردد صدى سؤالها في المكان.
تقدمت أميرة بخطوة نحوها، ملامحها جمّدت أي بقايا للاستهزاء أو العبث في الجو. "بوابة وادي الساعات ليست مجرد ممرٍ للعابرين. إنها مسارٌ للمنتهين، لأولئك الذين وصلت ساعاتهم للنهاية... ولن تُفتح إلا في ذلك اليوم."
ازدادت البرودة في الغرفة، وكأن الكلمات نفسها جلبت معها شتاءً مفاجئاً. حاولت ليليان التماسك، لكنها شعرت وكأن العالم من حولها بدأ ينهار. "وهل يعني هذا أننا...؟" توقف صوتها، لكن عينيها الناطقتين بالخوف أكملتا الجملة.
قاطعتها أميرة بنبرةٍ هادئة لكنها تحمل عمقاً مريباً: "ليس بعد. لدينا عامٌ كامل قبل أن يتحقق المصير." نظرت إليها بابتسامة باهتة تحمل خليطاً من العزاء والتهكم. "عامٌ واحدٌ لنخاطر بكل شيء، أو لا شيء."
أنت تقرأ
وادي الساعات
Fantasía"ظنت أنها ذاهبة إلى "دهليز الظلام" في محاولة لتجد أختها العمياء، ولكن عزيزي القارئ، قد عاشت الكثير من الأحداث والمغامرات التي تستحق عينيك الجميلتين قراءتها. تلك الرحلة التي كانت مليئة بالغموض والتحديات، ستأخذك إلى عوالم لم تتخيلها. لن أطيل عليك مقدم...