أصبحت الأيام التي تمر مع أنطون ثقيلة. بدأت كاتيا تشعر بأن هناك شيئًا غريبًا يحدث، شيئًا غير طبيعي. كان يطاردها بنظراته في كل مكان. أحيانًا كان يظهر فجأة في الأماكن التي تذهب إليها، رغم أنها لم تخبره عن وجهتها. وفي كل مرة، كان يصر على أن تكون هي في كل تفاصيل حياته، في أوقات فراغه، وفي أعماله. كانت هناك لحظات تساءلت فيها: "هل هذا هو الحب الحقيقي، أم أنني أسير في دائرة مغلقة من الشكوك والرقابة؟"
كان أنطون يشتعل غيرة عندما كانت تتحدث مع أي شخص آخر، سواء كان زميل عمل أو حتى صديقًا قديمًا. كان يعترض طريقها ويطلب منها أن تبتعد عنهم. "أنتِ لا تحتاجين إلى أحد غيري. أنا فقط من يحق له أن يكون في حياتك."
كان يؤذيها نفسيًا بشكل مستمر، يجعلها تشعر بأنها عاجزة عن اتخاذ قراراتها. لا يترك لها مساحة للتنفس، ولا فرصة للحديث بحرية مع أي شخص آخر. وكلما كانت تحاول أن تبتعد قليلًا، كان يزداد تمسكًا بها حتى أصبح ذلك أشبه بالهوس المدمر.