في المستودع المهجور، كانت كاتيا في وضعها المعهود: مقيدة، ومحاطة بالظلام، والضغط النفسي يعصف بكل شيء حولها. كانت تفكر في كل شيء، وفي كل لحظة من تلك الأيام التي مرت، كانت تزداد يقينًا بأنها على حافة الهاوية. منذ أن اختطفها أنطون، أصبح لديها شعور متزايد بأن حياتها قد تكون قد انتهت. كان يراقبها عن كثب، وكانت خطواته الثقيلة تدوي في أرجاء المكان، مما يزيد من عزلتها النفسية.
كان أنطون يظهر بين الحين والآخر، محدثًا إياها بنبرة متقلبة. تارة يوبخها، وتارة يحاول أن يهدئها بكلمات معسولة. لكن لم تكن هناك أي كلمات يمكن أن تعيد إليها أملها.
"أنتِ تعرفين أنني أفعل هذا من أجلنا، كاتيا. لماذا ترفضينني؟ لماذا لا تفهمين أن هذا هو ما نحتاجه؟" قالها بنبرة دافئة، لكنه كان يحاول في الحقيقة إجبارها على القبول بواقع جديد يفرضه عليها.
كاتيا، التي أصبحت في حالة ذهول تام، لم تستطع الرد. كانت الكلمات تختنق في حلقها. أنطون، الذي كان يبدو في البداية كحبيب رومانسي، تحول إلى شخص آخر تمامًا، مهووس، مدمر. أصبح قلبها يتفتت ببطء تحت وطأة معاملة لا إنسانية.
ثم، في تلك اللحظة، ووسط عتمة الزنزانة، قررت كاتيا أن تُجرب الاتصال مجددًا بالرقم العشوائي. كانت تعلم أنها لا تملك شيئًا لتخسره. ربما، فقط ربما، هذا الرقم سيكون بوابتها إلى الحرية