كانت الساعة تشير إلى الخامسة مساءً عندما جلست ماري في المقهى الصغير الذي اعتادت أن تلتقي فيه مع لورا. الطاولات مزينة بالأزهار الصغيرة، وأصوات الملاعق والأكواب تنسجم مع همسات الزبائن الهادئة. ماري كانت تحدق في نافذة المقهى، تراقب الناس يمرون في الشارع بخطى متسارعة، بينما تحاول السيطرة على الأفكار التي تراودها منذ أيام.
لقد مرت ماري بالكثير مؤخرًا. مشاعر مختلطة بين الحيرة والغضب والخوف، ولم تكن تعرف كيف تتعامل مع كل ما يجري. لقد كانت تنتظر هذه اللحظة منذ فترة، لتجلس مع صديقتها المقربة وتخرج كل ما يثقل على قلبها.
دخلت لورا المقهى بابتسامة على وجهها. كانت ترتدي فستانًا أزرقًا بسيطًا، وتبدو أكثر هدوءًا مما كانت ماري تشعر به في تلك اللحظة. ابتسمت لورا بمجرد أن رأت ماري، وسرعان ما تقدمت نحوها، وضعت حقيبتها على المقعد وجلست مقابلة لها.
"مرحبًا، ماري!" قالت لورا بحماس وهي ترفع يدها لتطلب قهوة. "كيف حالك؟ تبدين متعبة بعض الشيء."
ابتسمت ماري ابتسامة باهتة وأخذت نفسًا عميقًا. "أوه، لورا... لدي الكثير لأخبرك به."
نظرت لورا إليها بقلق وأمالت رأسها قليلاً. "هل كل شيء على ما يرام؟ يبدو أن هناك شيئًا ثقيلًا على قلبك."
أومأت ماري برأسها، وأخذت رشفة من قهوتها. "لا أدري من أين أبدأ... الأمور تزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم. أحيانًا أشعر أنني لا أستطيع التنفس من كل الضغوطات."
تركت لورا فنجانها جانبًا وتقدمت قليلاً إلى الأمام، مستعدة لسماع كل شيء. "ما الذي حدث؟ هل هو عنكِ وكلاوس؟"
أومأت ماري بهدوء. "نعم، كلاوس... وكل شيء آخر." أخذت لحظة لتنظم أفكارها قبل أن تبدأ بسرد ما حدث. "لقد كنت أخيرًا أستعيد بعض الهدوء بعد كل تلك المشاكل و أقضي أجمل أيامي مع زوجي. لكن فجأة بدأت الأمور تسوء من جديد. اختفت قلادة ثمينة تملكها والدته، ووجدتها إحدى الخادمات في معطفي."
اتسعت عيناها بالصدمة. "ماذا؟ هل يعتقدون أنكِ سرقتها؟"
هزت ماري رأسها ببطء بالنفي. "الأمر لا يبدو كذلك. والدته، لوسي، أكدت أنها لا تعتقد أنني فعلت ذلك، بل بالعكس، قالت إنها تثق بي تمامًا و أهدتني القلادة لكنها ما زالت حادثة غريبة ومقلقة."
نظرت لورا إلى ماري بتركيز وقلق واضحين. "ماري، هذا كثير جدًا ليكون مجرد صدفة. أشياء كهذه لا تحدث بدون سبب."
أغمضت ماري عينيها للحظة وهي تفكر في كلمات لورا. "أعلم، لقد فكرت في هذا. الأمور تتكرر بشكل غريب، وكأن هناك شيئًا ما خلف كل هذا، لكنني لا أستطيع وضع يدي على السبب."
تنهدت لورا وهي تضع يدها على يد ماري داعمة "أشعر أن هناك أحدًا يحاول أن يثير المشاكل بينكِ وكلاوس. يجب أن تكوني حذرة جدًا في هذه الفترة."

أنت تقرأ
مؤامرة زهرة الربيع || The Primrose Conspiracy
عاطفيةلم تكن الحياة رحيمة بماري، فقد عانت من ماضٍ مليء بالعنف والإساءة، تاركة وراءها جروحًا عميقة في قلبها وروحها. تعيش ماري أيامها باردة، خالية من الأمل، حتى تلتقي بكلاوس، الملياردير الوسيم الذي يملك كل شيء ما عدا الحب الحقيقي. كلاوس، الرجل الذي يعيش في...