فلا القُربُ يُبدي مِن هَواها مَلالةً،
ولا حُبُّها -إنْ تَنزحِ الدَّارُ- يَنزحُ!- ذو الرمة.
في المشفى كانت ليلى ولليوم العاشر على التوالي تجلس قرب نور مُمسكة بقطعة من القماش المبتل، وتمسح وجهه وذراعيه بها،
وعقب انتهائها أمسكت بكفه تُربِّت عليها في حنو وهي تناديه:- نور يا حبيبي وحشتني.
تلألأت الدموع في عينيها وهي تحدثه:
- هتصحى امتى طيب؟
متسيبنيش لوحدي.عانقت كفه وهي تذرف الدموع، ولم تمضي دقائق حتى أتاها إلياس حاملًا بين يديه بعض الطعام ووضعه أمامها يطلب منها:
- لتأكلي شيئًا يا ليلى!
- مش قادرة.
- لا ترهقي نفسكِ وترهقيني، تناولي طعامكِ.
قال بحزم يشوبه تنهيدة مرهقة فاستسلمت له وأمسكت بالملعقة تتناول طعامها أمّا هو فقد جلس مقابلًا لها وصمت يراقبها وهي تأكل، ثم وجَّه إليها حديثه:
- من الطبيعي أنا ينام لفترة بعد إجراء عملية كتلك، كُفي عن القلق.
- يا إلياس.. اليوم اللي عرفت فيه إنه أخويا..
اليوم دا.. يوم ما كان بيموت!
أنا عايزاه يصحى،
عايزة أقوله إني أخته بجد!
نفسي يفوق يا إلياس!انهمرت الدموع مِن عينيها فما كان منه سوى أن يخبرها بقلة حيلة:
- ليس الأمر بالتمني يا ليلى ولكن..
إنه بالدعاء.- الدعاء؟
- ارفعي يديكِ إلى اللّٰه واطلبي منه، توسلي إليه فهو مُچيب الدعاء.
- حتى لو أنا مش مسلمة؟
- أنتِ تؤمنين به، وحتى إن لم تكوني مسلمة فأنتِ ما زلتِ عبدة له.. حاشاه أن يرد الدعاء.
علمها إلياس كيف ترفع يديها بالدعاء، فأخفضت رأسها وتساقطت دموعها وهي تناجي اللّٰه دون أن تقدر على صياغة ما تُريد:
- يا رب.. يا رب.
وقف إلياس يخبرها في هدوء:

أنت تقرأ
الأَرَاضِي المَنْسِيَّة.
Приключенияبينَ طيَّات الزمان والمكان، بينَ الحقيقة والأسطورة، وبينَ أعماق المُحيطات وأعالي السماوات، تقع هي في ذلك المكان حيثُ لم يُخلق مَن هو قادر على إيجادها، هي فقط مَن تصنع الطريق نحوها، سامحة لقلة بالوصول إليها، فإن كُنت مِن «المنوَّرين» انتظر بصبر؛ فبال...