مرحبًا، هنا سوبين...
يخالجني الخوف، الحزن، الرعب.
حين أسرّ لي يونجون بحبه، حاولت أن أتماسك، أن أُبقي مشاعري مكبوتة خلف قناعٍ واهن... كنا نرقص أمام الملايين، وأي اهتزاز في نبضي كان كفيلًا بفضحي. قربه كان مؤلمًا، لكنه ألمٌ عذب، كأنه لهيبٌ يتراقص على أطراف الروح دون أن يحرقها تمامًا.
كابدتُ كي لا أخطو تلك الخطوة الفاصلة بين الحذر والتهور، كي لا تضلّ شفتاي طريقهما نحوه، لكن أنفاسنا كانت تتداخل، تذوب في بعضها بصمت، وكأنها تعترف بدلًا عنّا. عندها، فهمتُ أخيرًا لماذا أبعدنا يونجون عن التدرّب معًا... لقد أدرك مسبقًا أنني لن أستطيع مقاومته.
كنتُ أرقص، أحاول أن أروض قلبي حتى لا يُفصح عن هوانه أمامه، حتى لا يكشف ضعفي، حتى لا ينكسر الصمت الذي يفصلني عن اعترافٍ يربكني.
"لم أتصور يومًا أن أقع في حب البجعة السوداء بدلًا من الأمير."
حين تسللت كلماته إلى مسامعي، كان صوته هادئًا، رقيقًا، لكني كنتُ أذوب داخليًا، أسكر بسعادتي المرتعشة.
"كنتُ أنا ابن تشوي، وأنتَ الفرنسي... أما الآن، فأنتَ بجعتي البيضاء."
همستُ بها ردًا عليه، قبل أن أُكمل الرقص حتى المحطة الأخيرة، حيث سقط بين ذراعيّ تمامًا كما تدربتُ مع فيلكس.
لحظات تمضي... ناديتُه همسًا، ثم بصوتٍ أعلى، ثم برجاءٍ يائس، لكنه لم يستجب.
حاولتُ إيقافه، سحبته برفق... ثم شعرتُ بها.
الدماء.
دماء يونجون.
تجمدتُ، جفَّ الهواء في رئتي، قبل أن ينفجر صراخي مُدويًا، ممزقًا سكون اللحظة.
ضجّ المكان بالصراخ، شهقات متلاحقة، خطوات راكضة، أيدٍ تلتقطه من بين يديّ، سريرٌ متحرك يُدفع بسرعة، والباب يُغلق عليه... بينما كنتُ أقف هناك، عاجزًا، أحدق في الدماء التي لوّثت ثيابه البيضاء، في يديّ المرتعشتين، في الفراغ الذي خلّفه سقوطه.
دموعٌ تتساقط، شهقاتٌ من حولي، صراخُ الممرضات، فيلكس يصرخ، هيونجين يضجّ غضبًا حين أدرك أن تلك العاهرة كانت السبب... وأنا؟ أنا لم أكن سوى ظلٍّ منهار، أرتجف بصمتٍ مريع.
دماؤه ما زالت على يدي، بل أصبحت على وجهي حين مسحتُ دموعي المرتعشة بكفيّ الملطّختين.
أنت تقرأ
Mon cygne noir ||YB
Romance✦"كنت انا ابن تشوي وانت الفرنسي، أما الان انت بجعتي البيضاء " تشوي سوبين. ✦" ولم اتخيل وقوعي في حب البجعة السوداء بدلا من الامير. " ...
