جزء بلا عنوان 1

71 0 1
                                    

1977-4-11

بيت مكون من غرفة واحده يمكننا وصف حالة من يسكن به بالفقر المدقع ...احيانا يحصلان على المال..و احيان اخرى يكون عليهم ان يعتادوا على الصيام عن  الطعام ... بمنتصف الليل جلس الزوجان رامي و سعاد و امامهما احد التواؤم الثلاث الذي بقي عندهم من اطفالهم و كان يبلغ من العمر فقط اربع سنوات ...و اخته الصغيره التي لا تبلغ من العمر سوى سنه واحد فقط..كان رامي يمسك عود السجائر بيده و ينظر للطفلان و هما نائمان لم يكن بجيبه الا فلس ...فقد خرج اليوم من السجن بعد ان القي القبض عليه و سجن لفتره و بقيت زوجته سعاد مع الطفلان....ففكر بالتخلي عن هذان الطفلان مثلما تخلى عن باقي اطفاله الاربعه...فهو ما زال لم يستطع الحصول على الاموال فقد فقام بوضع احد التواؤم المسمى باسم سامي امام منزل عائله متوسطة الحال عرف عنها بالاحترام و محبة الناس لها...و التوؤم الاخر امام منزل وجد انه من الخارج يوحي ان صاحبة يملك الملايين ...اما الطفلان المتبقيان فوضع احدهما امام قصر لاغا غني جدا.....و الاخر قد وضعه امام منزل ضابط شرطه عرف بنزاهته ....في كل مره كان يتخلى عن احد ابنائه كان يضع حول رقبتهم عقد يحمل الصليب و كانت جميع العقود متشابه ....و كان يضع ورقه مكتوب بها فقط اسم الطفل سامي ،و التوؤم الاخر عيسى، اما الاخ الكبير فاسماه نزار ، و الاخر لؤي...) فكرة سعاد بكل لحظه كانا يتخليان بها عن اطفالهم بسبب الفقر و لعنت نفسها الف مره و الفقر ملايين المرات مع كل دمعه تذرفها....اصبح الجميع يعلم ان زوجها محتال....فلم يتعاطى معهم احد و تجنبهم معظم الناس.....نظر لها و كانت عيناها مغرقتان بالدموع فقال بصرامه:سيموتان لو بقيا معنا..ساضعهما بالملجئ...هذا افضل

فقالت محاوله التمسك بالطفلين:تخلينا عن جميع اطفالنا و لم يبقى لنا الا هذان...ارجوك

صرخ بها يخبرها كيف سيجعلهما يحيان حياة محترمه...و ما كان منها الا الموافقه مجبرة على ترك اطفالها فحملتهما و هما نائما ووضعت الاثنان امام باب الملجئ وو لم تنسى ان تضع العقدان برقبتهما ...اما هو لم يجد ورقه بجيبه ....فاخرجت القلم من جيبها وقالت:اين الورق

فامسك القلم من يدها و كتب على يد الطفل صافي..و على يد الطفله البالغه من العمر سنه نور..استفاق صافي عليها فقامت باحتظانه و حفظ رائحته كي لا تنساها فهذه اخر مره ستراه بها....و قالت مهدهده عليه:نام يا صغيري... فما كان من الطفل الصغير الا ان يستسلم للنوم مطماننا لوجوده بحظن امه......و بعد ان دقت الباب و هربا شعرة سعاد باحتقار نفسها ...و احتقار جميع الناس....فالاغنياء سرقوا اموال الفقراء....و الفقراء امثالهم يحاولون الحصول على شيء و لو قليل منهم و لم يستطيعوا فاضطروا للتخلي عن ابنائهم .....تلك هي التعاسه التي خيمت عليهما.....بكت كثيرا....كثيرا لكن ما فائدة الدموع التي لن تنال استعطاف احد بهذا الزمن الاغبر...هربا بعيدا تاركين المنطقه كلها و رحلا لبلدة اخرى لعله يستطيع بها ايجاد النقود ليحيا...

الى ايروسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن