في إحدى السيارات التي تسير في الطريق تسكن قصتي
قالت راديكا التي تبلغ من العمر عشر سنوات في السيارة:أبي إلى أين نحن متجهون؟! ولماذا تحمل معنا ملابسي وبعض الأمتعة!
الأب:ياابنتي أنت تعرفين جيداً أني لن أخبرك حتى نصل..
تجاورهما الصمت لدقائق بينما الأب يسير وراديكا ينتابها الفضول إلى أين سوف يأخذها والدها!فهذه ليست من عاداته ولو كان قد حضر لها شيء مثل كل مرة لكان ابتسم وتبادل الحديث معها،ظنت أنه قد خطط لانتقالهما لمنزل جديد مثل ما أخبرها مسبقاً مرت دقائق معدودة وأوقف والدها السيارة في أحد المواقف..
فضولها كاد يقتلها أكثر وسارعت بأن نهضت من السيارة لترى ماذا هناك أهل المنزل كبير أو متوسط الحجم أم هو صغير؟!فورما اشتد حذائها ليلامس الأرض الوعرة ارتسمت البسمة على وجهها ثم أدارت رأسها يميناً بهدوء لتنظر للبحر!قالت في نفسها"حقاً!مالذي نفعله هنا؟"ابتسمت مرة اخرى فهي تحب الغموض وقالت في نفسها ربما المنزل هنا فهي تحب الغموض وذكية وبريئة جداً توفية والدتها نتيجة لمرض أصابها أصيبت بحالة من الاكتئاب عندما علمت بهذا فهي كانت صغيرة جداً وقلق والدها عليها فقد كان لا يثق بتربيته بينما هو يحبها جداً ومن الواضح أن وفاة زوجته أثر فيه كثيراً وجعله يفقد الكثير..
قال الأب وهو يشير لراديكا بالجلوس معه على أحد المقاعد:راديكا!تعالي هنا..
جلسو ينظرون للبحر بسرحان يراقبان تمايلات المياه وتراقص البحر مع ضوء القمر والمناظر المطلة على البحر أيضاً كان هذا يشعرها بالراحة والطمأنينة أكثر ويشعرها كذلك بأن والدتها مازالت على قيد الحياة فهي تحس أنها تجلس معهما على المقعد فقد عرفت الآن ماسبب وجودها هنا مع والدها فهو أحياناً عندما يتضايق يأتي معها إلى هنا ويحدثها عن والدتها..مرت دقائق وشعرت بشيء غريب في والدها فأدارت رقبتها بهدوء لتنظر له وهو مازال السرحان يسيطر عليه،كانت تريده أن يضمها ويتحدث معها كالعادة فشعرت بالحزن وأن هناك شيء ثم أشاحت بنظرها لبعيد..وهي تفكر..: ولكن مهلاً بما أن ابي قد جاء بي لهنا لماذا قد حمل معه امتعتنا اهل يعقل أنه هنالك شيء آخر! ؟انتابها الفضول لتسأله ولكنها بقيت صامتة وصابرة وسرحت مرة أخرى،أما هو أدار رأسه لينظر لملاكه الصغير السرحان..أراد أن يضمها إليه بقوة ولكنه إن لمسها حتى سوف تتحرك مشاعر وسوف تفسد خطته..قال لها وهو يحاول قدرما استطاع حبس دموعه من أن تسيل على وجنتاه كالطفل الصغير
قال :راديكا!أ..أريد قارورة ماء من السيارة قال وهو على وشك البكاء ولكنه تمالك نفسه ذهبت لكي تحضر القارورة وفورما ذهبت بدأت دموعه بالإنهيار ثم وقف وخطى الخطوة الأولى وهي الخيانة وخطى الثانية وهي عدم الوفاء وخطى الثالثة وهي الكره وخطى الرابعة والتي كانت مثل الصاعقة بالنسبة له وهي الموت،كانت فقط أربع خطوات تفصله عن الموت وأربع دقائق تمنحه لرؤية ابنته وقف مكانه ودموعه تنهار أكثر وصعد على الجدار الهبيط الفاصل للبحر وجعل يداه كالعلم في الهواء وفتح رجليه قليلاً وأغمض عينيه ولكنه سرعان مافتحها عندما أحس بابنته التي جاءت وهي تنظر إليه وتهمس:أبي! نظر الجميع إليه وهم يتحدثون عنه..قال بحزن شديد وهو ينظر لابنته التي عندما رأت وجهه المنهار شعرت بالحزن والبكاء،:
عزيزتي،أرجوك سامحيني،لأنني سأترك هذا العالم القاسي واهتمي بنفسك واتمنى أن تجدي من يهتم بك أكثر مني!قال ثم أعمض عينيه لكي لا ينظر لها..
أنت تقرأ
قابل للحب
Romanceتحكي القصة عن فتاة يتيمة توفية والدتها وانتحر والدلها حيث اسقط نفسه في البحر أمام عينيها وهي صغيرة،تأخذها عائلة وتربيها إلى أن تكبر ويعيشون سعداء إلى أن يرجع الماضي ويأتي ابن هذه العائلة مع ابنه ( أفين) ويتغير كل شيء تتذكر الماضي ويتغير الحاضر ومابا...