ساد الصمت من جديد وعاد هادي إلى حاسوبه ليظهر لمريم أنه منشغل بعمله، إلا أنه في حقيقة الأمر كان مشغولاً بالتفكير بها، مخاطباً نفسه: هو ذات الجمال الذي أبحث عنه، الجمال الهادئ الذي تنجذب إليه روحك لا بدنك، عفة، وأخلاق عالية، ولباقة في الحديث، و ، أوووه ما الذي حدث لك يا هادي، أفق إنها مجرد رفيقة سفر لا تعرف عنها شيئاً سوى اسمها، ويعود ليرد على نفسه، ولكنها بشكل مبدأي تناسبني، هل أجس نبضها؟ أو أفتح معها الموضوع؟ أو أممم ، أغمض عينيه وتذكر حديث والدته الأخير قبل سفره، وعاد ليحدث نفسه: ترى هل هذه فرصة منحها الله لي، إنها حلمي الذي طالما بحثت عنه، شريكة حياتي التي طالما تمنيتها، سأتجرأ وأفتح الموضوع معها... استجمع هادي كلّ قواه واخذ نفساً عميقاً واستدار قليلاً وهو منكس رأسه وعينه إلى الأرض وقال بصوت مبحوح متردد: لو سمحتِ، هل لي أن أسألك سؤال؟ فردت مريم بحياء: تفضل أخي، فقال وصوته بين خوف ورجاء: أنا في الحقيقة والواقع، آآآ، أنا متردد فيما سأقول واعذريني ولكن والله يعلم نيتي، قصدي هو رضا الله عز وجل. فأخذت مريم خيط الحديث وقالت: تفضل أخي، إن كنت أستطيع خدمتك فيما يرضي الله فلن أتردد. فقال هادي: بإذن الله، بصراحة، أنا قد عزمت على الزواج، وصار لوالدتي أكثر من عام وهي تبحث عن العروس المناسبة لي، ولكن لم يشأ الله لي التوفيق إلى اليوم، و لست مؤمناً بأن يبحث الشاب عن عروسه بنفسه بتصفح وجوه النساء، ولكن هل شاءت الأقدار أن يحدث كل هذا السيناريو لألتقي بكِ، اممم أنا آسف جداً ولكن وجدتُ فيك كل مواصفات الزوجة التي أريد، و بشكل مبدأي، وأتمنى أن أحصل على رقم والدك، أو أحد أقاربكِ لأتواصل معه لإتمام الموضوع، هنا أطرقت مريم رأسها وأدارت رأسها ناحية نافذة الطائرة، حتى تخفي دموعها التي كانت تنهمر كالمطر، يشعر هادي بأن هناك أمراً ما، فيبادر بالإعتذار، ولكن مريم تمسح دموعها وكأن شيئاً لم يحدث، وتعود لتواصل حديثها، وتقول : إسمع يا أخي، أولاً أشكرك كثيراً على حسن خلقك وعلى إطرائك لي، ولكن لك مني نصيحة أخوية، لا تحكم على أحد من ظاهره فقط، عليك أن تختبر من حولك قبل أن تمنحهم ثقتك، والإختبار يحتاج وقتاً، من ستقترن بها ستؤمنها على بيتك وحياتك وعرضك، والأهم ستؤمنها على قلبك، تريث قبل أن تقدم على هذه الخطوة وتوكل على الله، واجعل نيتك في زواجك رضا الله، وحتماً لن يخذلك، أنت شاب خلوق ولابد أنك ستحظى بتوفيقات إلهية. يطرق هادي رأسه ويقول: يبدو أنني أزعجتكِ بحديثي، فترد عليه مريم: لا أبداً، يبدو أنني أنا التي تجاوزت حدودي، فيستدرك هادي: لم أقصد ذلك،
أنت تقرأ
وقبرت حلمي
Short Storyوالطيبون للطيبات ❤❤ هكذا قالها الله ولكل شيء يقوله الله حكمة ❤❤❤ فيجب أن نصبر حتى يأذن الله بالحلال ❤❤❤❤