ليتكِ لم تغادري مكانكِ، بصراحة لم أكن مرتاح لتغييرك الكرسي، ولكن لم يكن لي حق في أن أمنعكِ، ثم خفت أن تفهميني خطأً،
نكست مريم رأسها حزناً : أنا مدينة لك باعتذار، لقد تأذيت بسببي.
هادي: لا بأس عليكِ، لا تهتمي، الأهم صحتكِ وحمداً لله على سلامتكِ.
مريم: سلمك الله أخي، لو سمحت كم بقى على وصول رحلتنا؟
هادي: قرابة الساعة، حاولي أن تسترخي، كوني هادئة، كوني بخير،
حينها عادت مريم تسأل: أين ذلك ال ...
فقاطعها هادي: لا تذكريه حتى لا تغلي الدماء مجدداً في عروقي، لو لم يتكالبوا علي لقتلته، وأوصلته جثة لأهله، لعنه الله,,,
مريم متفاجئة لأنها لا تعلم بتلك التفاصيل : أخ هادي ، ألن تتعرض لأي مسائلة؟
هادي: وإن، لا أهتم،
فتقاطعه مريم وهي تبكي : ولكن ، لا... كل ذلك بسببي ،
فيطمئنها هادي: إطمأني ستكون الأمور على ما يرام، أليس الله معنا؟
مريم تتنهد : ونعم بالله .
هادي: عليك الآن أن تنامي قليلاً، أما أنا فسأكون حارساً أميناً عليكِ (قالها مبتسما) و واصل حديثه - لقد قبل احد المسافرين من الدرجة السياحية، والذي يقع كرسيه خلف الدرجة الأولى مباشرة بتبديل كرسيه معي، سأكون قريباً منكِ حتى تشعري باطمئنان، هيا ارتاحي الآن -
رفعت رأسها وقد اغرورقت عيناها بالدموع، وقالت: شكراً لك،، شكراً جزيلاً.
اتجه هادي إلى كرسيه الجديد، وهو يشعر نوعاً ما بالراحة، وكان يقاوم النوم بشدة إلا أنه وبعد صراع طويل من المقاومة، يستسلم للتعب وينام،
وإذا بالمضيف يوقظه : عفواً سيدي، أرجو منك ربط حزامك إننا نستعد للهبوط، فاعتدل هادي في جلسته، وشعر بوخز في قلبه، فقد تذكر أنه سيودع مريم، ولا يدري هل سيلتقي بها مجدداً أم لا، بل هو إلى حد الان لم يعلم عنها شيئاً، شرع هادي في ربط حزامه، ثم فجأة غير رأيه، ونهض من كرسيه واتجه ناحية مريم، وما إن وصل، نظر إليها فوجدها مستيقظة،
فبادرها : مريم ، هل أنتِ بخير؟
ارتبكت مريم من اندفاعه، ومن أنه يناديها باسمها مباشرة فأحمرت وجنتيها، ولم تستطع الرد، فواصل في حديثه: آسف جداً أن أناديكِ باسمك دون مقدمات، ولكنني عزمت على التقدم لخطبتكِ فأرجو منكِ إعطائي رقماً للتواصل.
في هذه اللحظة يتفاجأ المضيف بهادي واقفاً فيتجه إليه ويقول: أرجوك أخي الطائرة تهبط التزم مكانك واربط الحزام بسرعة أخي، لو سمحت. يسرع هادي إلى كرسيه وعينه للوراء وهو يخاطب مريم:مريم لا تنسي، قبل أن تنزلي أريد رقماً.
تبدأ الطائرة في الهبوط التدريجي، وتهبط بسلام، ما أن تحط الطائرة، ويعلن الكابتن وصولها بسلام، مع الطلب من المسافرين الإلتزام بالجلوس في المقاعد حتى تقف الطائرة تماماً،وما أن تقف يقفز هادي من كرسيه
أنت تقرأ
وقبرت حلمي
Short Storyوالطيبون للطيبات ❤❤ هكذا قالها الله ولكل شيء يقوله الله حكمة ❤❤❤ فيجب أن نصبر حتى يأذن الله بالحلال ❤❤❤❤