الفصل الثاني

1.9K 32 1
                                    

واستدارت دابون بسرعة تتاهب لرفض الفكرة ببرود ، ولكنها لهثت في دهشة عندما وجدت أوراقها الخاصة بالحجز في الفندق بين يدية .
ولم تملك الا أن تجيب في حرج :
"أوه ، اوه شكرا ربد أنها سقطت مني عندما كنت أخرج منظاري ، شكرا "
وابتسم الشاب وهو يقول:
"أن ذلك من حسن حظي يا آنسة "
وأضاف :
"سامحيني ، فلقد عرفت أنك تنوين الاقامة في آرل . أنها مدينة جميلة . أنني أسكن قريبا من هناك "
وحبست دابون أنفاسها ، ثم صاحت :
"حقا"
ونظرت حولها بسرعة ، ثم أضافت : أنني أوافق ، فهي حقا مدينة جميلة .."
وبدا على الشاب شيء من الحيرة وهو يقول :
"هل أنت متاكدة أنك لا تحتاجين الى أن أوصلك بسيارتي ، ياآنسة "
وأجابت دابون وهي تحرك يدها مستنكرة :
" أوه ،لا ! أنني حسنا ، استاجرة سيارة بالفعل . أنها ينبغي أن تكون هنا ، في مكان ما "
كان الشاب يصغي بانتباه . وبدا بعين فاحصة ينعم النظر في السيارات الواقفة ، ثم قال:
"هيا أعتقد أنني أعرف أين نجد سيارتك "
وعندما همت بشكره ووداعه ، أخذ يعلق بمرح :
" أنني أمضي معظم وقتي في آرل سوف اكون سعيدا للغاية لوقبلت دعوتي الى العشاء في احدى الأمسيات .وابتسمت دابون ابتسامة غامضة لا تعني القبول أو الرفض ، وهي تعتقد أنه سوف يقنع نفسه بأنها مجرد سائحة ، وأنه لن يقحم نفسه ليتوصل الى الأسباب الحقيقية لزيارتها .
وأنطلقت دابون بالسيارة غرب مرسيليا ثم الى الشمال متجهة صوب آرل عبر سهل لاكرو العظيم . كانت المنطقة تبدو موحشة ، ومع ذلك كان هناك محاولات للاستزراع تظهر بين الفنية والفنية . وتذكرت أسطورة كان مانويل قد قصها عليها . تقول الأسطورة " أن هرقل الجبار قابل ذات مرة شعبا من المردة العمالقة كان يعيش على السهل الذي تمر به الآن . واضطر هرقل الى أن يستنجدةبزيوس كيبر آلهة اليونان ، واستجاب الاله بأن أسقط كسفا من الحجارة على اولئك المردة ، وبذلك أنقذ هرقل من الموت ." ومن يومها ترقد كسارة الحجارة المتبقية من المعركة في المكان رغم السنين والحقب . أنها تذكر مانويل !
وسرت رعشة في عروقها . فلأول مرة منذ غادرت لندن سمحت لنفسها أن تتذكره ، وكانت الذكرى تعني آلام غائرة في أعماقها . وتحسست حقيبة يدها ، فوجدتها وأخرجت منها علبة السجائر ، واشعلت واحدة بأصابع مرتعشة . لم يكن من عدتها أن تدخن كثيرا . كانت تدخن فقط عندما تحس بالتوتر ، وهي لآن بحاجة الى شيء ما .
كانت الساعة بعد السادسة عندما بلغت آرل ، وكانت تحس بآثار السفر وبالاجهاد . واتجهت مباشرة الى الفندق ، وسجلت اسمها ، ثم صعدت الى حجرتها لتأخذ حماما سريعا بعد أن رفضت أن تتناول الإبعض الشطائر وافقت الادارة أن ترسلها اليها في حجرتها .
وعقب ذلك ارتدت ثوبا طويلا من الحرير وجلست الى جوار النافذة ، تطل على أحد الميادين الصغيرة ، وهي تتناول الشطائر ، وتشرب فنجانا من القهوة الفاخرة التي أعدتها صاحبة الفندق بعناية

ليالي الغجرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن