نسيم الجبل

109 4 3
                                    

الجزء3


صفيحٌ جبليّ في أعلى قمة الجبل ذاك.. هناك!!
هو مغطى بالشجيرات، اخضر تماما هو كرسمة كرتونيه مائلتاً للخيال من شدة اخضرارها.. تحيطها الجبال الاخرى كسلسله متلاصقه منها ما يبدو شاهقا جدا والآخر أصغر بكثير،

الصفيحه هي من عليّ ذكرها!! حيث هناك تبدأ حكاية هطول المطر

عليها كان مسكنه وحيدا وبعيدا، زوّاره سربٌ من الحمام والطيور المهاجره احيانا وأخرى أصدقاء حياةٍ عاشها هناك أما رفيقه المقرب فهو ذالك العصفور الخجول الذي يهب مسرعا لإيقاضه لرؤيه مشهد الشروق وكأنها المرة الاولى، تجاوره شجره عملاقه هي كعمر ذلك العجوز الذي يسكن بجوارها "شجرة التفاح" التي أوفت ببقائها صامده لأجله رغم ظروف بقاءها..
لا أنسى الماشيه أو كما أطلق عليها أسم "المهرج" لاتلبث حتى تقوم بحماقة ما لتجعله يسقط ارضاً من شدة الضحك، أما وقت الغروب فهو المفضل بكل تأكيد، منظر لا يُنسى ابدا، ما أن يقف على حافة ذاك الصفيح يهبُ عليه عليل دافئ يحمل معه رائحة عطرٍ زاكيه هو أشبه بحضن أول معشوقه، ليغمض بعدها عيناه لتُفْتح وبريق لامع بها ليرى الشمس تغيب تودعه سريعا لا للرحيل ولكن لميعادِ لقاءه غداً..
كيف لمرءٍ ان يتخلَ عن نعيمٍ مماثل له هو قد قطع وعدا لتلك الطبيعه هو لن يغادرها،وكذا هي تعاهده ان تبقى بجاوره لن تتغير

استيقظ كعادته ولكن اشراقة الشمس كانت سجينه سحب كثيفة تمنعها من العبور، عبوس وجهه وحزنٌ قد تكابله ما إن رآها، مازال الوقت مبكر لسحب تحمل معها أثقال مطر هذا ما كان يفكر به.

اليوم يبدو كئيبا أسود بسبب تلك السحب حتى ان اسراب الحمام لم تخرج، عاد لفراشه بعد ان احس بوعكه في صدره التعب لم يستطع الحراك ظل نائما على فراشه أمل ان تغادر السحب، وعكس ذلك هي بدأت باسقاط جمٍ من الامطار التي لم تنوي التوقف ابدا، على ايةِ حال هو ايضا لم يرد الخروج.

طيلة الوقت الى ان انتصب الظلام المطر لم يتوقف،
لتكون الإشراقه التي يُريد تحررت الشمس واطلقت اشعتها على نافذته الصغيره لتطمئنه هي تنتظر اطلالته الصباحيه ولكن العجوز لم يخرج، الجميع في انتظاره حتى الماشيه،
صمتٌ تام غير ان الرياح لم تهدأ عن طرق بابه لينتهي الحال بانتظار أمل الغد.

الغد التي اهْلك الكثير

هو لم يكن وحيدا تماماً فابناءه الخمس كانت لهم زياره خاصه كل عام، ولكن هذه المره كانت متقدمه جدا كتقدم هطول المطر
..
..
كان طريح الفراش لم يستيقظ من ذلك اليوم الكئيب، ليحمله ابناءه معهم دون استشارته فهو لم يقوى على الكلام غير ان عيناه تبراقان ليس بسعاده غروب يوم جميل ولكن لغياب قد يكون الاخير

تعادهوا بالابديه،ليهطل المطر..

لم يكن بالحسبان ان يوما سوف ترج الصفيحه بصخب الصمت ابدا ليكون الصخب مزعج، كل امر هو حاله هناك ولكن الحال لم يكن

اما العجوز فهو طريح فراش لم يتغير شي غير سريره الذي بدا اكبر بكثير تسكنه ارواح ذكرى معلقتا هناك
للأبد

تعاهدنا ليُكسر3

عند هطل المطرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن