الفصل الثاني

195 11 0
                                    

وضعت الوردة على عتبة الباب الخلفي و جلست الى جانب حقائبي انظر الى حذائي المبتل. تخيلت كم سيكون مظهري مفزعاً عندما سأمر من هذه البوابة الفضية الكبيرة
(شارلوت!! ما الذي تفعلينه؟)
اعرف هذا الصوت جيداً! فرحت كثيراً ورحت ابكي فرحاً. كانت عربةً كبيرة ذهبية قد توقفت قريباً مني و اطلت من نافذتها صوفيا و خلفها دايزي و اميلي و كايتي. كان القلق بادياً على وجوههن و هن يحدقن بي.
(هذا فظيغ!) قلت و انا ابكي بحسرة:
(توقفت عند الباب الخطأ و انا مبتلة تماماً و ثوبي اتسخ).
في الدقيقة التالية رايتهن يركضن باتجاهي
قالت اميلي: (يا لك من مسكينة! انت فعلا مبللة كلياً).
(هيا اسرعي!) امسكتني كايتي من يدي و صرخت:
(هيا الى العربة!)
امسكت دايزي يدي الاخرى و مضينا سريعاً تحت المطر.
صعدنا الى عربة صوفيا و تبادلنا عناقاً طويلا. انه لامر رائع ان اراهن مجددا
اطلقت حينها كايتي ضحكة عالية و قالت:
(انظري! لقد تبللنا مثلك تقريباً يا شارلوت، ولكن كيف توسخ ثوبك؟) فقلت لها :
(كنت ابحث عن الباب الرئيسي عندما مرت تلك العربة اللعينة بقربي،لا بد انها رشتني بالوحل!)
تذكرت حينها الفتاتين اللتين كانتا في داخلها
(كان في العربة اميرتان لم ارهما من قبل، اظن انهما توأمان) لمعت عينا اميلي و صرخت:
(توأمان! سوف نمرح كثيراً)
(لا يبدوان مرحتين ابداً! قالت احداهما عني انني قذرة) استاءت صوفيا لما سمعته مني و اعترضت:
(هل تقصدين انهما راتاك و لم تتوقفا لمساعدتك؟)
تهجمت دايزي عند سماعها الخبر:
(هذا عمل رهيب! على الاميرة ان تساعد الاخرين دوماً) فقلت لهما (لا يهم)
لقد كنت سعيدةً جداً بوجودي مع صديقاتي حينها و لم يعد يهمني اي شي اخر!
سالت الفتيات: (هل تعرفن متى ستصل اليس؟)
فاجابت كايتي: (كانت خلفنا تماماً) استدارت الى المقعد الخلفي و نظرت من النافذة
(نعم ها هي تدخل الى الباحة! لقد توقفت للتو!)
ما هي الا لحظات حتى انحنت اليس فوق حافة النافذة بينما راحت صوفيا تخبرها كيف وجدتني. ثم نزلت اليس و دخلت عربتنا و قالت لي
(لقد طلب جدي من سائق العربة ان يحضر حقائبك و سوف ندخل سويا الى الابراج الفضية! يا الهي كم انتي مبللة!).
(اعلم، انه خطأي) قلت ذلك و خطرت لي فكرة مخيفة. هل سيصدق احد اننا اميرات؟ شعرنا في حالة مريعة، و ثيابنا مبتلة و احذيتنا مغطاة بالوحل! احسست بعقدة في حلقي:
(ماذا لو لم يدعونا ندخل المدرسة؟). قالت دايزي: (سوف يدخلون اليس على الاقل! فهي تبدو رائعة)
كانت دايزي على حق، اذ كانت اليس ترتدي فستاناً رائعاً من المخمل الازرق، و حذاءً حريراً من اللون ذاته. نظرت اليس الينا و ابتسمت ابتسامةً ماكرة و انطلقت الى الخارج قبل ان نستطيع منعها، و راحت ترقص تحت المطر قبل ان تعود الينا مبتلة بالكامل و قالت: (و هكذا اذا لم يدخلونا، سنبقى سوياً على الاقل! انظرن! عربة جدي تنطلق. حان الوقت لندخل الى الابراج الفضية من الباب العريض)

الاميرة شارلوت و الوردة السحريةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن