chapter7: هل هو سعيد برؤيتي؟

195 8 0
                                    

~~writer pov~~
دخل جميع الطلاب الى فصولهم بتكاسل فعيونهم مازالت تطالب ببعض من الراحة لكن ليس لديهم الوقت في امضاء اليوم في النوم
اذ كانوا يمتلكون خياران
اما ضياع اليوم في النوم
و اما ضياع المستقبل الباهر
تركز بصره على هياري الداخلة الى الفصل
لازالت تردي نفس الثياب الرثة التي ارتدتها البارحة برغم من برودة الجو الا انها لم تضع ذلك بعين الاعتبار
احيانا يظن بانها فاقدة للاحساس،لكن ارتعاش اطرافها يطرد هذه الفكرة من عقله تماما.
هو اراد توبيخها على اهمالها لصحتها و لنفسها
لكنه لا يستطيع
هو ليس باحد من افراد عائلتها و ليس بصديق لها
هو لا يعلم نوع علاقتهما ببعضهما للان
غريبان~عدوان~صديقان....
شكر ربّه حينما وجد شاشا يغطي جرحا يديها
فهي في التالي لم تكن بذلك الاهمال الذي يدفعها الى عدم تطهير و تعقيم جروحها
اتخذت المقعد المجاور له مكان لها لتجلس
وضع راسها على الطاولة و اغمضت عيناها غير مبالية بالاستاذ الذي همّ في شرح درسه.
فعل سيهون المثل فمزاجه لم يسمح له بالتركيز
فحّل مشاكل حياته و ما الذي يشغل باله كان اصعب من حل المعادلات و استنتاج القواعد.
حياته كانت عبارة عن لغز معقد بالنسبة له
كلما استفاق من نومه سيواجه شيئا يجعل هذا اللغز معقدا اكثر صعب التحليل
"حل هذه الاحجية تعيش في هناء مرتاح البال" هذه كانت القاعدة الرئسية للواقع الذي يعيشه.
مر اليوم بسرعة بالنسبة لهما فقد حلت الساعة الخامسة مما يعني انهما ملزومان على العمل على المشروع
-سنذهب الى منزلي
قال سيهون اوّل ما وطات قدماه ساحة الجامعة
-و بدون اعتراض
اضاف ليؤكد قراره و يبرز عناده فهو لن يكرر ما حدث البارحة بالاضافة انها مازالت ترتدي نفس الثياب.
اماءت هياري براسها و اتبعت خطواته الى ان وصلا الى المنزل.
ادخلها الى غرفته لتجلس على سريره المرتب و تنزل محفظتها من على كتفيها و تخرج كل ما تحتاج له و مستلزمات للعمل ليقاطعها سيهون بمدّه لملابس صوفية لها
نظرات بسخرية الى ذلك القميص و قالت
-و لما هذا؟؟لما انت مهتم الى هذه الدرجة؟
-هاه ، هذا ليس حبا فيك او قلق عليك فكما تعلمين انا مازلت محتاجا الى زميلتي في المشروع، انا لن استطيع اكماله لوحدي...اليس كذلك؟
-هكذا اذا،شكرا لك
طاولت اناميلها الى ذلك القميص و ارتديه كانت اكمامه طويلة جدا لكنها لم تهتم مادم يقوم بوظيفة تدفئتها ،كل التفاصيل الباقية لا تقلقها او تزعجها
مر وقت طويل،اعلن الليل وجوده بثوبه الاسود الذي يرمز الى فخامته مرصعا بقطع من الالماس اللامعة تتوسطه قطعة من قطع الاحجار الكريمة
انها الساعة الثامنة مساءا و الشابان مازالا منغمسان اما في قراءة الكتب و اما في استخراج المعلومات بواسطة الحاسوب، تحققت هياري من ساعتها
-يكفي هذا لليوم ساعود الى منزلي الان لازالت امتلك العديد من الواجبات الاخرى
-في هذا الوقت هل انت تمزحين؟
سال سيهون رافعا حابه الايمن
-ماذا؟؟؟هذا شيء عاد
-لكن الوقت متاخر كما تعلمين و هذا خطر عليك بما انك فتاة
-هذا الامر لن ياثر بي ،اعرف كيف اعتني بنفسي جيدا.
نزعت القميص من عليها و القت به على السرير امسكت بحقيبتها و فتحت الباب لتخطو الى خارج الغرفة
-اوه هياري هل ستذهبين الان اليس الوقت متاخر قليلا على الذهاب بمفردك.
سال تشانيول عندما لمح ذات الملابس الرثّة
-لا،ليس متاخر شكرا على سؤالك و اهتمامك، تصبحون على خير
-انتظري ساوصلك، فمن يعلم ما الذي سيحدث ان ذهبتي بمفردك،
-لا لا داعي لذلك استطيع الذهاب بمفردي
-هيا بدون اعتراض لن اتركك تذهبين لوحدك كما انني لست مطمأن لهذه الفكرة و هذان الاثنان كسولان جدا و انا على يقين انهما لن يقومان باصالك اذا طلبت منهما هذا
-حسنا،شكرا لك سيدي
-نادني تشانيول
-اوه حسنا
-هيا نذهب
كان الصمت مخيم على المكان طوال الطريق الى ان لاحظ تشانيول ان هياري تنفخ على يديها لتدفئة نفسها خلع معطفه و قدمه لها بابتسامة واسعة على محياه
-تفضلي
دفعت بده برقة وابتسمت له بخفة
-لا شكرا انت بحاجة له
-لكنك بحاجة له اكثر مني ،ارجوك ارتديه و لا ترفضي طلبي انا اشعر بالحزن حينما يرفض الناس مساعدتي لهم
ارتدت المعطف بسرعة و قالت بصوت منخفض و خجل
-انا اسفة على كل شيء انت لم تكف عن مساعدتي انا حقا اسفة
-ياا لا داعي للاسف انا احب ما اقوم به كما انني اعتبرك كسيهون اخت لي يجب علي حمايتها
-شكرا كثيرا
-هياري منذ متى و انت تعرفين سيهون....لا اريد ان تعتبرينني متطفلا ولكن انا حقا فضولي حول العديد من الامور و لا استطيع كبح نفسي عن ان اسال.
-ههه لاباس، ممم سيهون كان صديق طفولتي لقد بدات صداقتنا منذ العام الاول من عمري
رغم انني امتلك العديد من الاصدقاء الا انهم لم يكونوا كسيهون
فقد كان هونا يمتلك مكانة خاصة في قلبي و هو الوحيد الذي كان يفهمني بطريقة صحيحة و لا يسيء فهمي
لذلك اخترت سيهون ان يكون افضل صديق لي دون غيره و قد كنت صائبة في اختياري و لم اندم عليه
فهو الوحيد الذي ظل بجانبي و واساني حينما توفيا والدي في حادث سير......
-انا اسف
-هاه،لا تتاسف لقد اعتدت على الامر
-هل علاقتك انت و سيهون بخير فكما تعلمين انا اخشى من ان يتاذى سيهون، لا اريده ان يتالم و يجرح.
-هاه هي ليست جيدة و لا سيئة هي فقط قائمة على التجاهل
هو لا يتحدث لي الا لكي يسخر مني او يقذف بكلام جارح لذلك لا تقلق انا التي ستتحمل آلام هذه العلاقة لا هو
-انا اعتذر بالنيابة عنه
-لا تقل هذا انا لا اتحدث لك كي تشعر بتانيب الضمير من جراء ذلك الطفل انا لم اشتكي لك عن تصرفاته او عن كلامه لذلك توقف عن قول ذلك.
-كيف كانت علاقتكما سابقا؟
ابتسمت هياري بحنان لتذكرها ماضيها مع سيهون و قالت بتحسر
-لقد كانت افضل بكثير مما عليها الان.......
بل هي لا تقارن بعلاقتنا بالحاضر
كل شي كان سالما لقد كان كل الناس تحسدنا على صداقتنا فسيهون كان كظلي دائما ما يرافقني لم يتركني لثانية يعاملني كاخته حتى من عائلته كانت تعاملني كفرد منهم لم يشعروني بنقصي لوالدي ابدا لكن الان كل شيء تدمر كل ماذكرته اصبح من الماضي لم يعد له اثر و لا وجود
-هياري ما الذي جعل صداقتكما تنحدر الى هذا المستوى
-لا اعرف لكن تصرفات سيهون و اقواله توحي بانني السبب..... صراحة انا لا اعرف حقا
-هو اخبرني انك تركتيه
-انا لم اتركه هو الذي فعل
-لكن كيف سيحدث هذا اذا كان يلقي عليك اللوم و يقول بانك تخليتي عنه
-حسنا،انا اظن بان هذا معقدا كثيرا لكن كل شيء سيتضح عما قريب...اتمنى هذه
-كيف كانت حياتك في 3 سنوات الاخيرة
-وحدة
-و لما
-انا لا املك عائلة تواسني في ذلك الوقت
كما انني لا اريد اعادة نفس التجربة ان اتعلق بشخص جديد ثم يتركني
سيؤلمني لذلك قررت ان اعيش في وحدة
كنت اعلم ان هذا سيحزنني و يسلب سعادتي لكنه افضل من ذرف الدموع مرة اخرى في النهاية
لذلك انا اعتقد اني اتخذت القرار الصحيح بالاضافة الى انني لا احبذ فكرة تعلقي بشخص غير سيهون
-هياري هل انتي سعيدة بعودته
ذبلت ابتسامة هياري لتتحول ملامحها الى الجمود لتتوقف عن المشي و يتوقف تشانيول لا اراديا
-هل انا سعيدة،حزينة،خائفة،فزعة ام مستغربة هذا السؤال لم اجد له اجابة بعد لا انكر اني مرتاحة لوجوده حولي و لعودته فانا كنت ادعو لرؤيته مجددا حتى لثانية واحدة و ها هو الان بحذوي استطيع ان اراه لساعات دون توقف
اشعر احيانا بالحزن لمعاملته القاسية تجاهي
احيانا اجده جبانا لتجاهلي و عدم مواجهتي و احيانا اجده قاس بدون قلب حين يلقي بكلامه الحاد الجارح تجاهي
اشعر انه شخص مجهول بالنسبة لي شخص اخر ليس الذي اعرفه و الذي عشت معه حياتي باكملها
هو يغضب حين اخبره شيئا اعلمه عنه
يراقب افعالي و حركاتي باعين فاقدة للحياة
هو لم يعد ينظر لي كصديقة بل ينظر لي كزميلة مشروع حين تنتهي مدة العمل تتنتهي علاقتنا هناك، ساصبح من الذكرى ،هذا ان لم يكن يرد نسياني و سيواصل حياته سيلتقي بفتاة اخرى ستعامله احسن معاملة، ستعتني به ،ستتخذ مكاني، ستعوضني، ستكون بديلا لي
و انا ساكمل حياتي وحدي اذ اصبحت املك مشاكلا في الثقة وقطع الوعود فلا يهم كم مرة ستقول لي بانك سنظل بجانبي و لن تتركني و تعدني بذلك انا لن اصدق ذلك و لن اثق بكلامك
و الاهم من هذا من سيتجرا ان يقترب من فتاة مثلي بشعة،لا تمتلك ذرة من شيء يسمى انوثة،و ما يزيدها بشاعة طلتها السوداء الغير قابلة للتغير
انا فتاة تركها اصدقائها بسبب شكلها المخيف و المزري
انا فتاة خسرت كل من حولها بسبب برودها و جمودها
لكن هل تعلم ماذا
انا لم افتقد لهم لم اكترث بخسارتهم و رحيلهم
تركهم لي لم ياثر بي و لو قليلا
لكن سيهون لم يكن واحدا منهم بل كان عكسهم تماما فرحيله جعلني انهار و سبب هذا كله تعلقي به
لكن السؤال الاهم هل هو سعيد برؤيتي؟
ظل تشانيول صامتا فهو لم يسأل صديقه هذا السؤال رغم ظنه بان الجواب للسؤال سيكون "لا" و ذلك عائد الى التصرفات البادرة من سيهون الا انه اختار السكوت
-لا هو ليس سعيد بلقائي
هو دائما ما يخبرني بانه يكرهني بانه لا يريدني في حياته و ليس مستحق لي فيها
لكن هو لا يمكنه ردعي من التقرب منه مجددا،لقد قلت له سابقا انني مازلت قوية مازلت ساتحمل الكثير من المصاعب،لكن اظن ان قدرتي بدأت تنقص شيئا فشيئا ببطئ
ارادتي في ابقائه بجانبي بدات تضعف فتجاهله،تصديه لي،كلامه الجارح لم يساعد ابدا لذلك آمل ان اكسب قلبه مجددا قبل فواة الاوان قبل سقوطي.
تقدمت هياري الى الامام مواصلة سيرها الى منزلها ليتبعها تشانيول بخطوات مماثلة  لخطواتها
-هياري لماذا لا تتركيه وتواصلين حياتك كسائر الناس ان كان هذا الوضع يحزنك؟
-انا لست كبقية الناس انا مختلفة تماما عنهم فمن الذي سيظل متمسكا بشخص ينبذه و يحتقره
لا احد
الا انا فالشخص الذي اتحدث عنه لا يشبه احدا في نظري،لذلك سالازمه حتى النهاية حتى لو كان هو يمقت هذه الفكرة
و لكل قرار نتيجة و نتيجة قراري هو تلقي الالم منه و انا احب هذه النتيجة فكما قلت سابقا لهونا انا احب تعذيب نفسي سيكون يومي غريبا ان لم تسقط دموعي على وجنني،تورم عيوني و تزينها باللون الاحمر،ان يعتصر قلبي الما و القي بجسدي المتعب على فراشي باهمال،اغمض عيني غير مكترثة بوضعيتي و ان كان جسمي سيصرخ الما حينما استيقظ،هذا كله اصبح كعادة سيئة يصعب علي التخلص منها.
وجهي اعتاد امّا على الملامح الجامدة و اما على الملامح الحزينة
شفتي لم تعد تستطيع الابتسام كسالف عهدها ،هي لم تعد تعرف كيف ترتفع لتصبح اجمل ،هي تعرف فقط كيف تذبل و تنزل الى الاسفل
من يلومها اذا ذبلت ان كان من يسقيها قد نساها و لم يعد يرويها بكلامه المعسول و العذب ك،لم يعد يضحك لاجلها و اصبح يتناساها و لم يهتم الى امرها ابدا منذ زمن...و الان هذا هو منزلي شكرا لايصالك لي اسفة لقد اتعابتك معي تشانيول
-لا تشكريني هذا من واجبي و رجاءا لا تتاسفي لي مجددا حسنا
-هه حسنا الى اللقاء اراك عما قريب
-الى اللقاء شكرا على الوقت الذي قضيته معي لقد استمتعت بمحادثتك
-و انا ايضا لقد ارتحت كثيرا بعدما تشاركت مع احدهم همومي،اوه و قبل ان انسى تفضل هذا معطفك
-شكرا لك آمل ان تحذفي فكرة خروجك بهذه الملابس في هذا الطقس البارد من مخيلتك و ان ترتدي ملابس تناسبه و الان ساذهب
-حسنا الى اللقاء
اليوم كان هو اليوم الوحيد الذي شعرت فيه هياري بالارتياح بعد هذه المحادثة الصغيرة التي حصلت عليها،اليوم استطاعت ان تنام بسلام دون انزال قطرات من المياه المالحة كما هو المعتاد.
____________________________________

as strangerحيث تعيش القصص. اكتشف الآن