إسم يتكرر دوما ، لا أدري هل أعرف هذا الإسم من قبل أم هي تفاصيل ستأتي فيما بعد ؟!
تبدأ القصص دوما مع بداية الخريف، حيث تتساقط أوراق الأشجار لتبدأ حكاية جديدة مع أوراق جدد...
لا أدري إن كانت إرادتي من ارشتدتني إليها أم هي الصدفة التي جمعتني بها، أو بالأحرى ما يسمى "القدر"...
قد يجعلك هذا القدر أحيانا تندم على أفعال لا بل أفكار زرعتها و تعلم أن تربة عقلك قد لا تستطيع إحتضان تلك البذور التي تحمل بين طياتها أحلاما قد تزهق بسبب "الإهمال"
كانت نظراتها تحمل عتابا :(( لم تتجاهلني و أنت تعرفني قبلا ؟!))
وكان الرد واضحا: (( إنه قانون الحياة )) ، أحيانا تجبر نفسك على تجاهل شخص ما لتجعله يقترب، فاقترابك منه قد يبعده عنك، إنها لعبة الحياة... كما تقول الكاتبة أحلام مستغانمي:(( سر عكس ما تتوقعه صحيحا))
لم يكفها العتاب بنظراتها الحادة فقد تجاوزتها إلى رسالة مكتوبة ! وكان ردي أنني لا أعرفها
كنت مترددا حول نواياها ؟! لما تريد تجديد الحوار و النظرات بيننا !
كان الجواب واضحا في عقلي، فالضمير أحياننا يعاتبنا على تصرفاتنا مع الغير فنحاول تصحيحها بأي طريقة لإرضائه ...
كنت قد تحدثت معها قبلا و دارت بيننا أوقات ممتعة و كلما حاولت الإقتراب منها أكثر حاولت الإبتعاد، ما جعلني أتحداها و أحاول من جديد... لكن بطريقة أخرى !
تعلمت يوما من إحدى دورات التنمية البشرية أن الإتصال المباشر للعيون يجعل التأثير الفكري و العاطفي أكبر، فكانت خطوتي الأولى هي "عيناها"
لسوء الحظ كنت أجهل أن النظر في عينيها يحرك ذاكرتي العاطفية و يجعلني أقع في حب دافئ لم يكن متوقعا في قلب الشتاء البارد !
تمر الأيام و الصمت يملأها، صمت الأفواه فقط... فقد دارت بيننا حكايات وروايات فقط عبر أمواج الرؤيا، كنت أنتظر خروجها بفارغ الصبر لأسمع صديقتها تناديها ...
كانت عيوني تنتظر بفارغ الصبر رؤيتها تحت شجرة الكرز التي كنت أسميها " القبر"، كانت تتواعد على ذلك المكان يوميا و تقف بجانب الشجرة و كأنها تترحم على شخص مدفون منذ زمن بعيد !
كنت دوما أحاول تخطي النظرات و الذهاب إليها لكن كانت تنقصني الكثير من الشجاعة !
سمعت يوما صديقي يقول : (( إذا أردت فتاة فأقصر طريق إليها هي صديقتها )) فأول شخص ستأخذ برأيه فيك هي صديقتها !
حاولت أن أتصل بصديقتها و أحادثها و بالفعل حظيت بفرصة صداقتها ! وكانت إعانتها لي كبيرة ... كانت أسئلتي تتكرر دوما، أبحث عن تفاصيل دقيقة قد ترسم لي الطريق إلى قلبها ( ماهو لونها المفضل؟ لما تأتي متأخرة صباحا ؟ هل تضع ماكياج ؟...) و الكثير من الأسئلة المربكة أحيانا...
أصبحت أصب كل تفكيري فيها، يوما بعد يوم أقع في حبها أكثر، حتى أصبحت رؤيتها تجعل ركبتاي ترتعدان ...
أحس أحيانا ببعض الغباء لأنني من جعلت نفسي ضعيفا ! أجل كما يقول تعريف الحب : (( الحب هو حالة من الضعف أمام من تحب )).
قصتي لم تبدأ بعد ... فما يخبئه لى الشتاء لا يزال مجهولا، ولا تزال خطواتي تحمل بعض التردد ولا تزال صاحبة القبعة الرمادية تخفي ما بداخلها بل تحاول إظهاره بطريقة أذكى مما نراه في مسلسلات الدراما ...
-أدعى "سامر" أبلغ من العمر عشرين سنة و بضعة أشهر، طالب في كلية الفنون الجميلة أحببت فتاة تدعى " سمر " تقلني بثلاث سنوات و تدرس بنفس الكلية، لا أدري إن كانت الصدفة من جمعت إسمينا أم هو قلبي من إختار لنفسه إسما يطابقه ! فالمقولة الشهيرة تقول : (( يجلس الحب دوما على غير كرسيه المنتظر ))
تمنحنا الحياة فرصا قد لا نستغلها، الحياة المثالية ليست مستحيلة بل تنقصنا قاعدة الشخص المناسب في الوقت المناسب في المكان المناسب، فاختيارنا للوقت الخاطئ قد يجعلنا نخسر المعركة، كما أن قراراتنا مهما كانت دقيقة تفشل عندما نتأخر بثانية واحدة...طالما آمنت أن الحياة ليست بجانبي، و أن المعجزات لا و لن تحدث أبدا، كل ما آمنت به هو إرادتي على أن أكون إلى جانب تلك الفتاة ! وكل ما كان ينقصني هو بعض الشجاعة أو بالأحرى بعض الجرأة لأستطيع مواجهتها و إخفاء ضعفي أمامها...
كنت قد رسمت مخططات عديدة، ولكن لم يحالفني الحظ في تنفيذها، إلى أن أتت تلك اللحظة التي أعادتني إلى نقطة الصفر، كانت تسير مع صديقتها على طريق خال في آخر النهار حيث بدأ سواد الظلام يغيم بعدما طال إنتظاري لها، تبعتها و أنا عاجز عن التفكير فيما سأقوله، كل ما أعرفه في تلك اللحظة أنني سأكون وجها لوجه مع الإنسان الذي ترقبته منذ زمن طويل ...
هاهو الزمن يمر سريعا و تأخذني خطواتي اليها و دقات قلبي تخبرني أن أتراجع وأنفاسي تدفعني للتقدم ... خطواتها تتسارع و كأنها تهرب من الموت أو كما أظن من الواقع، و اواصل التقدم إلى أن وصلت إليها ...
أنت تقرأ
شتاء دافئ!
Romanceأحيانا نتخذ قرار خاطئا و نحاول دوما أن نقنع أنفسنا أنه القرار الصائب ، ولكن ... ليس من حقنا أن نندم فللندم قواعد وقوانين تحكمه و قانونه لا يحمي المغفلين حتما ... روايتي تحكي أحداثا محصورة بين بداية و نهاية في نفس الفصل ،ألا و هو الشتاء ... قصة حب ب...