رحلتي إلى الكنز !

182 7 0
                                    

كما يقال قديما :(( الكنز الحقيقي هو رحلة البحث عنه )) فالكنز ما هو إلا الأحداث و المغامرات التي تصادفك في رحلتك للبحث عنه، فحياة الإنسان عبارة عن ذكريات تجعله يواصل العيش لأجلها ...
جعلتني خطواتي أتبعها، جعلتني أمشي وراء حلم قد يكون مجرد حلم فقط، أفقد عقلي كلما اقتربت منها، دقات قلبي تتسارع، تأتيني أفكار و تذهب في لمح البصر... كلها أعراض مرض "العشق"
ها أنا أصل إليها وهي تواصل سيرها كأنها لا تعلم بوجودي خلفها تماما! أضع يدي على كتفها لأنبهها فتفاجئني بابتسامة إختفى نصفها خلف شعرها الأسود الذي حملته ريح تلك الأمسية الباردة، كل ما أراه أمامي كان جمالها وما كنت أعلم إن كان حقيقيا أم أنا أتوهم... عيناها كبيرتان ذات اللون الأسود، وشعرها الأملس الداكن، كل ما رأيته كان اللون الأسود و كل ما قرأته عن علامات الجمال أراه الآن في هذه اللوحة الفنية، (( سبحان من خلق الجمال وجعلني أراه و أحس به ))
-أهلا
-أهلا

- لم جعلتني أقطع كل هذه المسافة وراءك ؟!

ترد بابتسامة تحمل جوابا خفيا و كأنها تقول (( ما من شئ يأتي بسهولة! ))

-كيف مر الإمتحان ؟
-سيء !

أرى وكأنني قطعت كل هذة المسافة لأسألها عن إمتحانها فقط ! تدور في رأسي أفكار لكن شئ ما داخلى يرفض أن يخرجها، أكتفي فقط بحديث سطحي ...
كل منا يتحدث بألغاز و الآخر يحاول حلها ليفهم المضمون، تجيب على أسئلتي بأجوبة كاذبة ! وكأنها تقول لي (( تحاشى معي الأسئلة فلن أعطيك ما تريد ))
يزيدني غموضها إصرارا في المواصلة للبحث عن شئ ما داخلها، تعجبني إجاباتها المختصرة، نبرة صوتها الخافتة، كلامها العذب الخجول، دقتها في إختيار الكلمات و نظرتها المليئة بالثقة...
- هل نستطيع التحدث هذه العطلة ؟
-أجل

-متى ؟
-غدا !

- طبعا سأكون في إنتظارك على الفايسبوك ...

ثم طلبت الإذن مني للذهاب لأن الوقت تأخر و بدأت ظلمة الليل تسقط ، ذهبت و كان وداعها لي متواضعا، لم أكترث لأنني كنت على محك الإنتظار لحديثنا التالي غدا... أتتبعها بعيناي حتى أنني عشقت مشيتها
إفترقنا في تمام الساعة 17:36 من يوم الخميس 24 ديسمبر 2014 على أبواب عطلة الشتاء

شتاء دافئ!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن