Chapter 3

2.6K 89 11
                                    

اطلق انين طويل من فمه وهو يذكر طعم شفاهه على شفاهه بينما تقلب مراراً بالفراش وهو يركل كانه يقاوم شيئاً ما ياكله الندم على ما فعله بينما كدمات وجهه تنبض كالجحيم
تذكر الشعر الاشقر الناعم والبشرة البيضاء الطرية كان يذكرتلك اللحظات التي يتم سؤاله بها عن علاقتهما فكان يجيب بلا مبالاة بنفس قدر الالم
"ما زلنا نحب ....على اي حال وهذه ال"على اي حال" تغطي ما لا نهاية من الالم"
زين كان بتالم اذا!
ولما لا يتالم فهو انسان ايضا كان يشعر بكل لحظات الضعف التي منحها لنايل لقد منحه ضعفا يضاهي القوة التي منحها له يوما كان يشعر بانه حي بقرب برائته وجماله الملائكي
نهض زين في فراشه وصورة نايل اليوم تلمع في راسه لم يعد كما كان كان شاحباً اكثر ونحيلاً  كان منهكاً فقط من شئ لم يعد زين يدركه  وهنا ادرك زين للوهلة الاولى وهو ينذكر ايام الابتدائية
حيث زين لم يكن زين يعرف ان وحدته قد تقوده الى الانتقام من كل الاشخاص النيرين من حوله ونايل كان احدهم كان كالقديسين يسير وحوله هالة من النور في تلك الظهيرة وقف زين يراقب نور نايل ويترقبه ليتبدد لكنه لم يكن يتبدد كان يبتسم دوماً يبتسم حتى لو كان تعيساً وهل كان زين سعيداً بهذا؟
لا!
شعر بشئ يتهاوى في داخله وشعور كاسح من الفراغ يحطم ضلوعه بينما يتذكر تلك الظهيرة
"هيي نايل"
تكلم زين بخفوت وخبث قبل ان يجيبه نايل بابتسامة
"مرحباً زين"
استمتع زين بتلك الابتسامه وهو يدرك نقاط ضعفه
اتكا زين بيده بينما اصبح قبالة نايل قبل ان يفتح زين فمه بالكلام خطف زميله فرانك بينما يقول له
"هل اصبحت شاذاً يا زين"
ابتسم زين ابتسامه جانبية قبل ان يكمل متجاهلاً فرانك
"اذا نايل"
اومأ نايل
"ما سبب اهتمامك بالفتاة فيكي"
"همم تعني فيكتوريا"
"نعم"
اصطبغ وجه نايل بلون وردي خفيف فزين يدرك بان نايل فتى يعيش على الانتظار فهو ينتظر لتحبه فيكي ليبدء بانتظار شئ اخر وهو على الاغلب ليس ان تضاجعه فيكي!
"انا اعتقد انني معجب بها زين"
قالها نايل بينما ينظر لعيني زين
ابتسم زين قبل ان ينطق ببساطة
"انها عاهرة"
راى زين في تلك اللحظة عينا نايل وهي تبتلعان وجهه من هول الصدمة التي قلبت ملامح وجهه البرئ كان زين يدرك ان نايل لا يفهم معنى ااكلمة لكنها كانت بذيئة كفاية لتدمع عيناه وهو يسأل
"هل انت متاكد زين؟"
"انا متاكد انها عاهرة ١٠٠٪"
"انها زميلتي زين"
شهق نايل بينما وضع يده على عينيه في تلك اللحظات اقتربت فيكتوريا وهي قلقة بينما اتجهت بالسؤال نحو نايل
"ما بك نايل"
همس زين لنايل
"لا تخبر احداً"
نظر نايل لفكتوريا وهو يرتجف بينما شعور النشوة اضطرم في صدر زين وشيطان الشر يلعب في قلبه
"انت عاهرة فيكتوريا"
فتحت فكتوريا فمها قبل ان تصرخ باكية
"اذهب للحجيم هوران"
ادرك زين انها فهمت معنى الكلمة نظر زين نحوهما وهو يقتات على شعور الاسى اللذيذ الذي يدمر روحهما النقية ابتعد فيكتوريا عنهما بينما ترتجف ونايل يحاول البقاء واقفاً عض زين على شفتيه بينما سحب نايل الى صدره والشعور بالنشوة يضطرم في صدره كاضطرام تانيب الضمير ولاول مرة يشعر بانه يحطم انسانا فقد قضى على حب نايل الاول ليتلطخ بدماء الحب الاول وجماله
شعر بيده ترتجف وهو يقبض على ذراع نايل شعر برغبته الحيوانية تعود شيئا فشيئا
-------------------
جلس زين القرفصاء وحيدا في غرفته وهو يهتز للامام والخلف في غرفته هو الان فتى في الثالثة عشر من عمره يقتله شعور الذنب لكنه لا يستطيع التوقف هناك دافع بداخله يدفعه للانتقام او كما يسميه
"كسر اللعبة ومن ثم البكاء عليها
"هيا زين والدك ينتظرك بالاسفل"
"حاضر امي"
"عزيزي هل انت تبكي"
"لا امي انا بخير"
حدثها من خلف الباب بينما ارتدى جاكيته وهو ينزل السلالم بسرعة
"هيا بنا ابي"
قطع زين تهامس والداه الذي كان حوله
"نعم انا اتٍ"
اخذ والده المفاتيح واتجه مع زين للباب
جلس زين بجانب والده في المقعد الامامي بينما اراح راسه على زجاج النافذة ليلف السيارة صمت مطبق
بعد عشر دقائق قيادة كسر السيد مالك الصمت
"زين هل انت بخير؟"
اجاب زين بحنق
"انا بخير"
"هل هناك ما تود الحديث عنه؟"
"ولما ساتحدث لك انت لا تهتم اساساً"
"زين انا والدك بالطبع اهتم"
"انا ذاهب للدكتور ادغار وافضل ان اتحدث له على التحدث معك"
"لما ترفضني؟"
"انت وغد انا مدرك بانك تخون امي"
تكلم زين باندفاع ولد اكبر من عمره بينما شعر بالكراهية تعميه ليس تجاه والده بل تجاه نفسه وعالمه ولا كلمة قالها هو متاكد منها
"هذا ليس صحيح"
قالها والده بينما انحرف بالسيارة عن الطريق
"لقد وصلنا"
دخل الى غرفة الانتظار البيضاء المزينة بكراسي احمر غامق ولوحات كلاسيكيه عتيقة اتجه ووالده الى السكرتيرة التي ابتسمت لزين وهي تصافحه
"انت على الموعد تماماً"
دخل زين الى غرفة الكتور ادغار المؤثثة ببذخ واثاث كلاسيكي فخم اتجه زين لجلس على الكرسي الضخم الذي يتوسط الغرفة ليجلس الدكتور ادغار على كرسي مماثل امامه
"مرحباً زين"
تكلم زين بلا مبالاة
"اهلا دكتور"
"كيف كان اسبوعك زين"
"كان فظيعاً"
قال زين وهو يشيح بصره
"لقد عاد كل شئ"
"مالذي فعلته هذا الاسبوع زين"
"ل-لقد كسرت الفتى هوران"
"لم تكسره زين بل انتقمت"
"انت كتلة هراء نفسي"
نظر زين من طرف عينه بكراهية
"زين الا ترى بانك مظلم كفاية "
عاد زين للمبالاته وتحدث كالمنوم مغناطيسياً

"انا اكره كوني زين"
"لا تستطيع"
"اود ان انتقم "
"زين هذه النزعة عليك ان تتخلى عنها"
"اود ان اؤلم نفسي ضميري لم يعد يكفي"
"زين ماهو الالم؟"
سال ادغار بصوت هادئ
ليسكت زين للحظات لينظر لادغار وهو يحاول الحصول على اجابة والشعور بالحيرة والضياع يزداد شيئاً فشيئاً
"ما الالم؟ احساس لا يريد الزوال ... انه احساس طموح"
"لكن السعادة انبثقت من شعور عميق بالالم"
تكلم زين بهدوء
"المشكلة يا زين انت ترفض جعل تلك السعادة تنبثق"
اغلق عينيه قبل ان يقول بهدوء
"لقد سئمت"
------------
ادار نايل عينيه بصدمة وهو يداوي جروح ليام بينما تذكر طعم شفاه زين وطعم
"الايام الخوالي"
سال نايل ليام بهدوء وهو يعقم زاوية فمه
"لما ضربته ليام"
"لانه مجنون يا نايل سياذيك عليه مراجعة طبيب نفسي"
"انا قد احب لورين و.."
"انت لا تحبه يا نايل"
"اشعر بالحنين له"
"قاوم الشعور نايل"
اصعب مافي الكون ان تقاوم ما تشعر به اصعب ما في الكون ان تقاوم من تحبه بكل ما تملك من عقل وكان نايل يقاوم مشاعره بضراوة
خرج نايل من الغرفة وهو يضع يديه بجيبه بينما قادته قدماه لاسفل شجرة في فناء السكن جلس وحيداً يحدق بالفراغ ويفكر بزين ااكثير من زين
-------------------
"همم نايل؟"
"نعم زين"
نظر زين للارض قبل ان ينظر لعيني نايل التي يذوب ببرائتهما
"عدني شئ واحد"
"سافعل"
"لا تتخلى عني"
"لن افعل اعدك"
ولاول مرة سمح زين ليده تلتف حول عنق نايل وهو يهمس له
"اعدك نايل ابق معي انا احتاجك"
--------------------
جفف نايل دموعه وهو مصر على ان يحفظ وعده حتى لو كان غبياً
لقد اخذه الامر وقتا طويلاً ليقضي على ذكريات زين لكن لا باس من اعادتها
حتى لو مات من اجله
فما الجديد في الموت فمنذ الازل ونحن نموت ومع ذلك لم يفقد الموت شيئاً من نضارته هنا يكمن سر الاسرار.
.
.
ارائكم بالقصة بشكل عام
فوت وكومنت
ارائكم وتعليقاتكم
احتاج الدعم بشدة

Red Wine (Z.H)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن