تنفست بعمق وانا اراقب خطواته تبتعد عني شعرت للحظات بانني سامحته لكنني قمعت الشعور باصرار قمعته كما كنت افعل طوال هذه السنين اردت ان اكرن قوية في ايامي الاخيرة وان اصمد دون ان يشفق الجميع علي
انا اشعر بالشفقة تجاههم فالعزاء ليس لمن يموتون بل لمن يبقون احياء
فقط اردت لو اتخلص من خوف ااني ساموت وانني لن اكون شيئاً بعد الان وددت ان ياتي الاجل اسرع وان اموت اسرع
رمقت الخاتم الذي بيدي بنظرة كره قبل ان افكر في قرارة نفسي ان غايل يستحق مني ان افي له بوعد اخير
فما هو مدى صعوبة توديع شخص تحبه لاخر مرة؟ وانت تعلم انك لن تراه ثانية لن تسمع صوته ثانية لن تبتسم له ثانية استطيع ان اخبر بان غايل قاسى كل هذه المشاعر في الساعة الماضية وهو يرى كم بامكاني ان اكون مجنونة احياناً وكم اكون قاسية وضعيفة
اليوم ساقضي المساء مع مايكل الذي قرر ان يتطوع بلا سبب
فكم هو غبي ليضحي بحياته فيها حبيبته الشقراء المثيرة وعائلته المحبة
وحضر ليلتها الى منزلي استقبلته استقبالاً حارا نوعاً ما فهو سيكون شريكي في الفترة القادمة على اي حال
"منزل جميل"
قالها وهو يدير راسه في ارجاء المنزل
"لن يعود ملكي بعد يومين "
قلت له وانا ارفع كتفيّ بعدم اهتمام ابتسم لي بالم وهو يجلس على الاريكة من امامي قبل ان اساله بتلقائية
"لما تطوعت على اية حال؟"
زم شفتاه وهو يتحاشى النظر لعيناي
"لا اعلم اعتقدته موتاً اسرع من هذا الذي ساقاسيه هنا"
هززت راسي بعدم فهم وانا اطالبه بالافصاح عن المزيد
"انا اعاني من سرطان الدم كما ترين"
فتحت عيناي بدهشة وانا اتمتم فقط كان تعيساً هو بقدر تعاتستي انه يعد الايام ليموت وهل هناك اسوا؟
"انا سعيد لانني سارافقك"
قالها لي وهو يحتسي من كوب القهوة امامه
"انا سعيدة بذلك ايضا"
اوما لي قبل ان يقول
"ولكن كل شئ سينتهي بسرعة لكلينا"
اغمضت عيناي بعنف قبل ان اهز راسي
"ليس عليك فعل هذا على اي حال"
"انظري انا اخبرت تيفاني بقراري كما انها لا تقدر على الاعتراض!"
"الا تحبها؟"
"الا تحبين غايل؟"
"انا وغايل حالة اخرى يا مايكل"
"اتعرفين لقد احببتها لكن وقتي حان لاتخلى عنها"
اكتفيت بالصمت انتظر منه ان يكمل حديثه
"انا كالقنبلة الموقتة اذا انفجرت ساوذي كل من احبهم وواجبي هو ان اقلل الخسائر "
"انا اقدر هذا"
ولم انم ليلتها فكرت بحياتي لو انني بقيت هل كنت ساتزوج او انجب اطفالا ارتباكي يزداد بمضي الثواني ارتجفت يداي وانا اجلس على اريكة غرفة معيشتي وانا اجد ان المنزل اصبح ساحرا فجاة بكل تلك التفاصيل الكئيبة لا شئ لدي لاخذه معي فقط ساخذ ما يهمني من هنا ساخذ صورة غايل تلك فعلى الرغم من قلبي الذي فطره ما زال شيئا في حياتي
اعني انا احياناً اتمنى ان يوجد شخص ما يعانقني ليجمع قلبي ليعود قطعة واحدة
جلست امام مكتبي وانا اناقش مع ميكل تلك الحقيقة
"ما هو الثقب الاسود؟"
سالني مايكل وهو يفتح باب النقاش تنفست بعمق قبل ان اتحدث
"تقنياً كل شئ في الكون ممكن ان يصبح ثقباً اسوداً انا انت وهذا المكتب"
"وعلى ماذا يعتمد"
ابتسمت وانا احيب مايكل فهو احد طياري وكالة الفضاء لاعلم له بتلك الامور
"يعتمد على نصف قطر سوارتزشايلد مثلاً بامكاني ان اجعل الارض ثقباً اسوداً اذا قمت بضغطها الى حجم حبة فول سوداني وبهذا تزداد كثافتها وبالتالي تصبح جاذبيتها هائلة "
"كيف يبدو هذا الثقب لورين؟"
"مايكل ما سنقد عليه قد يكون خطراً بشكل مخيف "
اوما بعدم فهم
"اضف الى موتنا المحتم وكسرنا قوانين الفيزياء نحن سندخل ثقبا يحني الزمكان هل تفهمني"
"وضحي ذلك"
"الثقب الاسود لا يسمح للضوء بالهروب هذه نقطة واضحة كما انه يشوه كل الاشياء التي تقع من حوله كما انه يشوه الوقت ذاته"
اوما لي لاكمل
"وما اعنيه بالتشويه انه عند اقترابنا منه وتاثرنا بجاذبيته سيكون فرق التوقيت مع كوكبنا هو ٥٠ سنه هل تدرك ذلك؟"
"اتعنين اننا لو بقينا على افتراض ساعة قبل ان ندخل الى نقطة افق الحدث ستمر خمسين سنة على الارض؟"
"نعم الساعة بخمسين سنة"
"ان هذا غريب"
عضضت على شفتي قبل
"سيكون لدينا اتصال معهم في بداية الرحلة "
في اليوم الاخير لي في منزلي تجولت به وكانني امعن النظر لكل زاوية فيه لمرة اخيرة قبل ان اضع صورة غايل في جيبي
كما وعدني وجدته يقف في باب منزلي وهو يبتسم لي بخمول قبل ان يحتضنني بسرعة وهو يقول
"انا اعدك ان ارسل لك ساطلب منهم ذلك"
"اترى عليك ان تستمر في حياتك"
قلت له وانا اترجاه في ذلك ابتسم لي قبل ان اضع في يده نصف الصورة المقصوص الذي كان يخصني
"احتفظ بيه غايل "
اخذه مني بينما دموع تجمعت في عيناه
"انظر ليس عليك البكاء ان توصلت لهذا وكسرت قلبي "
"بامكانك التراجع"
"عليك التوقف عن هذا انا ساذهب برغبتي ان حدثت معجزة ما وعدت ساراك هنا امام باب منزلي الساعة الخامسة مساءاً"
ابتسم لي بينما فمه معقوص ودموع تسيل على خده تمتم بكلمات وهو يقبض على يدي
"وداعاً لاشعاار اخر"
"احبك لورا"
صعدت سيارة والداي الذان قررا توصيلي في هذا اليوم بينما لا تزال والدتي تبكي في منديلها المزركش ووالدي يرفض الحديث لي
"اتعلمان امراً عليكما التوقف عن هذا قبل ان تندما انه يومي الاخير ارجوكما"
لم اتخيل يوما ان اسمع والدي يان بهذا الضعف
وهو يهز راسه رافضاً ان يجيبني من الاساس
"كما تشاءان قلتها بغيض وصلت الى بوابة المبنى الفخم والضخم ترجلت من السيارة دون اتكلم او انظر لاي منهما لكنهما تبعاني على اي حال وقف والدي امامي دون ان يتحدث فقط احتضنني ووالدتي وهو يقول بدموع حارة جعلت الدماء تحتقن في وجهه
"لن اسامحك يا لورين ابداً"
"ليس عليك ذلك"
"امسكت يداهما بينما اتعلق بهما وشريط حياتي معهما يمر للحظة اخيرة امام عيناي بكل تلك اللحظات الجميلة والتعسة يوم تخرجي كل عيدميلاد لي معهما وشعرت ان كل وداع قد قيل لي يوماً يقال في مرة واحدة
"وداعاً"
"سننتظرك على الغداء"
دمعت عيناي وانا اقف امامهما
"لن اتاخر"
"ارسلوا لي "
ترجيتهما بصوت ضعيف"
ابتسمت من وسط دموعي قبل ان دخل لاجد الفريق يصطحبني للمحطة ككبش لا حول له بالفعل كان مايكل امامي يراجع خطة الاقلاع للمرة الاخيرة مع الطاقم الارضي بينما البروفيسور ادغار يلقي بالتعليمات الاخيرة
اقترب مني بينما يتم اعدادي قبل ان يبدأ شرحه
"الرحلة حتى كوكب المريخ قد تاخذ ٩ اشهر لذا ستاخذان وضع السبات لتوفير المؤنة من تلك النقطة سينتهي السبات حتى تسافري بالسرعة المطلوبة انها رحلة بتذكرة واحدة"
"لا اريد اي مخاطرة عند افق الحدث هل تفهمينني؟"
اومات له
"سيكلفنا الامر كثيراً لن تصل اخبار الرحلة الى بعد ٤٥ سنة مع الاسف ساكون ميتا منذ وقت طويل"
وضع ذراعه على كتفاي قبل ان يقول تلك الكلمات التي ساتذكرها للابد
"انا اؤمن بكِ"
انتهى كل شئ تقريباً بتنا الان بملابسنا جالسان في المركبة ننتظر الاشارة
"الرجاء ربط الحزام"
قالها مايكل بلهجة رتيبة
بينما بدا صوته مختنقاً
"لا باس نحن فقط بامكانك الطلب بصورة عادية "
ابتسم لي وانا اثبت نفسي في مقعدي بينما فعل في المثل
قبل ان ينطلق الصوت الالي من الجدران صوت بارد يعد تنازليا
"عشرة..تسعة...ثمانية"
"قولي وداعا لورين لارضنا"
اغمضت عيناي وانا اهمس
"وداعاً"
"سبعة..ستة..خمسة"
شهقت بضعف وانا انتظر العد ان ينتهي
"اربعة..ثلاثة ..اثنان"
بات الامر وشيكاً
"واحد... بدا الاقلاع"
اهتزت المركبة بعنف شديد قبل ان التصق بكرسيي بشكل تام صحت من رئتي بينما بدا مايكل مركزا وهو يقوم بعمله ارتفعت المركبة بسرعة كبيرة بينما الارض تبتعد بسرعة اكبر حتى خف الصغط بعد دقائق بينما بدات اجسادنا بالطفو واصوات الطاقم الارضي تعالت من السماعات بالتصفيق والتهليل
"لقد غادرتم الارض رسمياً وانتما الان تتجهان نحو مدار المريخ بسرعة منتظمة
ابتسم مايكل براحة قبل ان يبدا بعملية الجاذبية الصناعية فقام بضبطها بطريقة اجهلها باعادة الجاذبية من جديد ابتسمت له بفخر بينما اتحرر من كرسيي وانا اخلع الخوذة لاعانقه قبل ان اقول له
"لقد قمت بعمل عظيم مايك"
"والان مالذي علينا فعله؟"
سالني وهو ينظر لي بينما هممت بالتحديق من النوافذ والارض بدت بشكل بديع بلونها الازرق وضوء الشمس الذهبي جعلها تبدو كجوهرة ساحرة عشت فيها يوماً اردت التحديق فيها للابد وانا اقف في مكاني ذاك
"بدات رحلتنا للمريخ الان"
جلست امام الكاميرا بينما اربط شعري للخلف وانا اتحدث
"مرحباً غايل مرحباً ابي وامي غادرنا بسلام ونحن الان متجهون للمريخ رسالتي القادمة ستكون بعد ٩ اشهر ارسلوا لي في تلك الفترة الى اللقاء"
فعل مايك المثل وهو يتحدث مع من يحبهم قبل ان يتجه ليقف امامي
"كيف بدا لك الامر؟"
سالته باستفهام
"كان فظيعاً"
ناولته احد الاقراص التي في يدي تناولت واحدا وتناول هو الاخر قبل ان نضع انفسنا في احد تلك الكبسولات
لعل وجود مايكل كان مفيداً فهذه الرحلة اقل وحدة بوجوده على كل حال"
تثاقل العالم من حولي وصورة الجوهرة الزرقاء تنطبع على شبكيتي في لوحة سيريالية
.
.
.
.
.
ارائكم وتوقعاتكم؟
فوت وكومنت؟
احتاج الدعم :)
أنت تقرأ
The Black Hole
Romanceصرخ الالم بجسدي بينما امسكت بمسندي الكرسي وانا اقاوم رغبة جارفة بالصراخ الما دارت عيناي بمحجريهما في جنون عظامي تحترق بينما المركبة تتقلب راسا على عقب بدات التنفس بسرعة لامنع نفسي من الصياح سحبت كل الاوكسجين الموجود في الخوذة اصبح الامر لايطاق خاصة...