Chapter 5

8.6K 118 44
                                        

مر الوقت بطيئاً وطويلاً ووقعه يشتد عليّ بطريقة غريبة بينما اشعر بارتجاف اطرافي وذلك الارتباك الغربب وانا اشاهد مايكل يزداد سوءاً يوماً بعد يوم وشحوبه يزداد وخوفي يزداد من ان افقده حتى قال لي يوماً وهو يمسك يدي
"ان مت القي جثتي في الخارج انا انتمي هنا اريد ان اصرح خالداً للابد خالداً في الفضاء"
"يا الهي لا تقل هذا"
اصبح خوفي يقتلني من ان افقد مايكل لاعود للوحدة مجدداً احببت وجوده وتاثيره اللطيف على الجو العام
حتى انه بدا يشاهد الرسائل العائلية معي ارسل لي والداي الكثير خلال تلك المدة وغايل كذلك
بدات امي فظيعة في الايام الاولى من رحيلي لكنها تحسنت والدي رفض ان يرسل لي مضت تسعة اشهر دون ان اسمع صوته لكن غايل استمر بالارسال لي كل يومين ووعدني بانه سيستمر بذلك..
"نحن نقترب " قالها مايكل بلهجة مرتجفة وهو يساعدني على ارتداء الخوذة
امسك بيداي وكانها المرة الاخيرة قبل ان يقول بتوسل
"سنصمد وننجو"
"لا نجاة يا مايكل"
هززت راسي باسف
"لنامل"
اسند مقدمة خوذته على خاصتي ودموعه تنساب وهو يتحرك معي كاننا نرقص رقصة كلاسيكية اتجهت بعيداً وانا احدق نحو النقطة الزرقاء البعيدة في الافق واحدق نحو الكوكب الاحمر امامنا كنت هناك يوماً كنت شخصاً صغيراً على تلك النقطة والان انا ابعد من وصل الى مكان يوماً
تنفست بعمق لاتمالك نفسي للحظات قبل ان ابتسم بتوتر وانا اجلس في مكاني ليجلس مايكل في المقدمة بينما يتكلم مع القمرة بلهجة رتيبة
"نحن على بعد اربع كيلومترات من نقطة الذروة حتى المسافة التي نبعد بها عن الثقب اندروميدا والتي تساوي مليون كيلومتر وبعض الاجزاء  العشرية"
"ياذن لك بالانطلاق بتلك السرعة بعد دقيقتين.."
مضت دقيقتان ثقيلتان على كلانا بينما يرتجف كلانا حتى ابتسم لي مايكل دون ادراكي انها المرة الاخيرة التي اراها فيه وهو حاوي على الروح
ابتسمت له بتوتر
"ثلاث..اثنان..واحد"
اهتزت المركبة بعنف شديد جعل مخي يهتز في جمجمتي لنلتصق في كراسينا بحركة مفاجئة صحت بحدة بينما المركبة تفقد المسار بطريقة عجيبة ومايكل يكاد يفقد السيطرة تقريباً حتى تمكن اخيراً بشق الانفاس من بلوغ مرحلة الطيار الالي حتى بدات سرعتنا بالازدياد بسرعة ثابتة بينما بدات الامور تتغير فجاة وتصبح اكثر تعقيدا توسع مجال الرؤية بطريقة عجيبة لحظة بلوغ سرعة الضوءقبل ان تبدء الصور بالابتعاد عنا بدل الاقتراب شهق مايكل باستغراب حتى ازدادت السرعة اكثر ليبتلع الظلام عالمنا بينما بقه كل شئ خلفنا رايت مؤخرة راسي واللعنة وانا جالسة في مكاني
بقينا دقائق ونحن على نفس الحال قبل ان يتاهب مايكل وهو يدرك ان نهاية الرحلة حانت ونهايتنا كذلك ابتسم لي بينما دمعت عيناه فيستحيل الاتصال بعد هذه النقطة
لو عشت كل ايام حياتي اصف هول ما شاهدته لم تكن الكلمات لتكفي لوصف ذلك كله ابداً
ابداً
بقعة هائلة وضخمة من الضوء بينما احاطتها السحب اللامعة وفي وسط تلك السحابة عتمة حالكة تسحب كل شئ حرفياً
"يا الهي"
همست من بين ذهولي" وادركت ان مناورتنا لعبور تلك المنكقة ستكلفنا خمسين سنة على الارض مرت خمسين سنة ارضية على كوكبنا بينما نحن فقط نحاول بما بدا دقائق
اهتزت المركبة بعنف هذه المرة بشكل لم يسبق لها قبلاً اهتزت اعنف واعنف بينما ترك مايكل كل شئ واسترخى وهو يعود للجلوس في مكانه اهتزت واهتزت حتى سكنت وهي تقترب من البقعة اللامعة سكن كل شئ واعتقدت ان الامر انتهى
جذبت المركبة بسرعة وهي تتارجح يمينا ويسارا قبل ان تقلب راسا على عقب وصوتي يملا المركبة ومايكل يحاول الحفاظ على صمته حتى وصلنا هناك اخيرا اقتربنا اكثر من الفتحة المعتمة قبل ان نقترب ومجال تلك الفتحة يتسوع بشكل عظيم وغريب وبدا الظلام يتسرب لنا وبقعة الضوء تنحسر نظرت خلفي وانا اقدر حقاً مدى جمال كوننا بتلك النجوم المبعثرة في كل مكان وال ٧ مليار روح التي تنتظرنا على الارض لنموت او نصل الى شئ اخر اصبح الضوء خلفنا والظلام امامنا ادركت نوعاً ما باننا وصلنا هناك
افق الحدث..
انا ادرك بانه لو هناك من يشاهد ما يحدث سيرى اننا فقط توقفنا في تلك النقطة لتبدا بهتان الصورة لنختفي للابد لكن حقيقة نحن نموت هنا ننزل بسرعة وسرعة تزداد كل لحظة في المكان المعتم كليا رغم كل ما حدث وكل ذلك الجنون شعرت بنوع من السكينة وانا اتمنى الا بكون موتي مؤلماً فقط ان يحدث بسكينة وصمت لكن انتهى كل ذلك بينما السفينة انقلبت مرة اخرى حتى بدات تسحب للاسفل نحو المجهول في الظلام بقوة
قاومت الرغبة الجامحة بالصراخ واشعر كمن يمسك جسدي ويشده للاسفل اكاد اتقطع حرفياً شهقت بقوة وانا اسحب كل الهواء الموجود بالخوذة والدموع تتطافر بالم من عيناي
عيناي تكاد تخرج من محجريهما والصغط يزداد علي نظرت حولي للظلام المطبق وجسدي يتمدد طولاً والالم يتضاعف في كل ذرة من جسدي
التفت لمايكل الذي بدا وكانه يقاوم يقاوم شيئا احال وجهه للون الازرق الداكن دون ان يصدر نفساً واحد ودموعه تنساب رغما عنه
صليت في تلك اللحظة لكل اله اعرفه وبكل لغة اعرفها فقدت اردته ان يبقى حياً وعيناه معلقة بي بغرابة وعندما زفر اخيراً كانت روحهه التي زفرها فجاة انسحب اللون من وجهه ليصبح شاحباً وعيناه معلقة بي خالية من اي نوع من الحياة انسحب النور منهما وانا اشعر بان قلبي تمزق للتو اردت ان احقق امنيته واردته ان يبقى معي لكن عدت للانباه مجددا للاخيلة الضعفية التي ظهرت في الظلام
هل كانت تلك الاهرام؟
كدت اقسم بانني رايت الاهرام تواً ورايت نابليون قصيراً بملامح فرنسية حادة
وحتى دافينشي الذي كان ايطالياً طويلاً حسن المظهر شهقت لما رايته قبل ان يتبدل كل شئ لتصبح صوراً لاماكن داخنة  وحرائق مستعرة وسماء غريبة بثت في رعباً وزاد على المي ذاك ورعبي صوت فرانك الذي صدح مثيراً الدهشة والتساؤل
"هل ما زال حياً بعد خمسين سنه"
لكن صوته صمت للابد ضغط الظلام اكثر وروحي تكاد تخرج من شدة الضغط والصداع
كل ماحدث بدا وكانه احدث جلبة حقيقة لكن ذلك حدث في صمت مطبق بالخارج ونحن نسخق كحشرات
تحت سقفنا الكوني الجنون مجنون...
توقفت المركبة عن العمل فجاة ونور ضعيف بات بعيداً اغمضت عيناي مرتين وانا استسلم للنهاية ...
لكن النهاية لم تحن بعد صوت الاصطدام ذاك وصوت الاهتزاز العنيف جعلني ادرك بانني قد عدت ربما او انني قد مت ببساطة
اذكر تلك الاسئلة الطفولية تراودني
"هل الموت مؤلم؟" تسالت بفضول ان كان والدي مازال حياًً للان لكن التفكير بانه مات قتلني مئة مره
الارض الصلبة باتت تحتنا والنجوم اللامعة بغرابة في السماء السوداء فوقنا
هذه ليست سماءنا بدت كانها سماء النعيم الابدي في كتبنا المقدسة
جسد مايكل البارد يحدق في تلك النجوم اللامعة مثلي بينما عيناه مفتوحه وقلبه متوقف انه ميت منذ زمن  الان همست بضعف واشعر بالالم في ضلوعي من بين كل كلمة نطقتها
"انت نجمة الان يا مايكل"
صدق مايكل بمقولة الاغريق انه عندما يموت الناس فانهم ارواحهم تسحب لتنتقل لتصبح احد نجوم درب التبانة اللامع او لتجاور الهة الزرع والحصاد"العذراء" لكن لا عذراء في سمائهم ولا الجوزاء هناك ادارت راسها بالم وهي تنظر للمجاميع لكن الابراج لم تكن نفسها ابتسمت وهي تدرك بانها ليست على الارض ادركت انها ستموت بصمت حتى سمعت صوت وقع الخطوات السريع وصوت اجش يقترب قبل ان يتبخر وعيها
.
.
.
.
.
.
.
.
ارائكم وتعليقاتكم.
فوت وكومنت؟
محتاجة دعمكم

سؤال البارت :)
ما هو برجك؟
بعيدا عن الاعتقاد او الايمان بها...

The Black Holeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن