فتحت مريام الباب وهي تحاول جاهدة ان تصل الى مقبض الباب وبعد ان فتحته كانت المفاجاة الكبرى الشخص الذي يقف خلف الباب وضل الاثنان ينظران الى بعضهما ولاينطقان باي شي ..
وقطع حبل الصمت فلاح بصدمة كادت ان تسقطه ارضا من شدة الصدمة التي اصابته بعد ان راى حالة مريام التي وصلت اليها ليجاهد بقول :مررريام !!!!!
ولكنها بقيت صامتة ولم تنطق اي كلمة في تلك اللحظة لم تنطق بذلك الكلام الذي نطقه هو منذ سنة ،لم تستطع ان تقول سوى كلمة واحدة :نعم...
هذه الاجابة من قبلها كادت ان تحطم قلبه الذي عانى سنة كاملة وهو يجاهد ويحاول ان يبعدها عن ذاكرته ولكنها كانت تابى الخروج من ذاكرته ،كانت ذكرياته جميعها حزينة ولم ينسى تلك الليلة التي هانهها بها بكل ما للقسوة معنى ..
واخيرا حاولت ان تتكلم بعد ذلك الصمت الذي كادها ان يصيبها بالجنون :ماذا تريد ؟ ماذا تفعل هنا ؟ ولكن هل يعلم احمد بمجيئك الى هنا ؟...
لم تسمح له بالكلام وكانت الصدمة واضحة على معالم وجهها وهو ينظر اليها ولايستطيع ان يبعد نظره عنها ولايستطع نسيانها تلك الفتاة التي جاءت هاربة مع اخيه من القرية هي الان تجلس على كرسي متحرك وهي مشلولة تماما عن الحركة ان عيناه لاتصدق ماتراه...
فلاح :انا جئت...
لم تسمح له بالكلام وقاطعته محاولة ان تنهي اللقاء بمغادرته بسرعة :الان لايفيد الكلام اخرج من هنا حالا لااريد ان اراك بعد الان واذ كنت تريد ان ترى احمد فاانتظر حتى اغادر هذا المكان وبعدها يمكن المجيئ الى هنا .هل فهمت ذلك ؟
قالت كلمتها الاخيرة معلنة عن رحيلها بعد ان تركها وفر هاربا عنها ،معلنا استسلامه للامر .اعلن حكمه النهائي في اتهامها في تلك الغرفة في سراب الليل الذي كاد ان يحطم كل نسمات الهواء بسكونه ذلك الظلام الذي رحل عنها دون ان يسال هل رحلت هي ام لا ،لا لم يكلف نفسه عناء السوال عن تلك الحبيبة الراحلة الهاربة بعيدا عن تلك الكلمات التي تلاحقها في ذلك الظلام .لم يستطع ان يوقف مرور ذلك الكم من الكلمات عليها لم يستطع ان يوقف نفسه عن قول ذلك الكلام الذي حطمها منذ زمن بعيد .جعلها تركض في شوارع مجهولة بعيدة عن الزمن ،تحاول ان تصارع الزمن للوصول للحقيقة ،تحاول ان تخبره بانه مخطئ معها ولكنها لم تستطع اخباره لان الزمن اعلن كلمته الاخيرة في ذلك الظلام ليوقفها في لحظة عن سيرها ويعثرها في دوامة الحياة ليجعلها تصارع الزمن من جديد...
اقفلت الباب في وجهه والدموع تملا عيناها التي بقيت منذ سنيين تختبئ خلف ذلك القناع المصطنع فرت ها بة الى داخل الغرفة لتطلق العنان لمشاعرها المكبوتة ولتقول :لماذا جئت ؟ هل جئت لتحطمني من جديد .لقد كنت قاسيا معي ،والحياة سبقتك في قسوتها معي .من اي اتجاه اسير اتعثر واجد نفسي اقع اكثر في دوامتها ولكنها تعود وتنقذني هي بنفسها من داخل هذه الدوامة .
أنت تقرأ
أبنة القروي
Romanceفتاة تعاني من الظلم والطغيان تعيش في احدى القرى البسيطة تعمل جبرا من والدها الذي يتمتع بكل قساوة الانسان فجاة يظهر ذلك الشخص الذي يريد تحقيق المنال ولكن فجاة تتصدى له ..ماذا سيحدث مع بطلة روايتنا الجديدة (مريام)... سوف نتابع احداث الرواية... بقلم...