ثانياً : والدته :أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة ، القرشية التيمية.
أسلمت قديماً ، ورسول الله ﷺ في دار اﻷرقم بن أبي اﻷرقم -1-.
قال ابن عباس رضي الله عنهما : (أسلمت أم أبي بكر ، وأم عثمان ، وأم طلحة ، وأم الزبير ، وأم عبدالرحمن بن عوف ، وأم عمار بن ياسر) -2-.
وفي قصة إلحاح أبي بكر رضي الله عنه على النبي ﷺ أن يظهروا بإسلامهم في مكة ، فناله أذى شديد من قريش ، ثم ذهب من بيته وهو يتكئ على أمه وأم جميل بنت الخطاب وتوجه إلى رسول الله ﷺ في دار اﻷرقم فقال رضي الله عنه : (بأبي أنت وأمي يارسول الله ، ليس بي إلا ما نال الفاسق -3- من وجهي ، وهذه أمي برة بوالديها ، وأنت مبارك ، فادعها إلى الله وادع الله لها ، عسى أن يستنقذها بك من النار. فدعا لها رسول الله ﷺ ، ثم دعاها إلى الله عزوجل ، فأسلمت) -4-.
هذا مقام الصديق في أضيق المواقف ، والبلاء قد نزل به حتى غشي عليه ؛ لا ينسى الدعوة إلى الله وبره بأمه ، والتلمس بين يدي النبي ﷺ أن يدعو أم الخير إلى اﻹسلام ويدعو الله لها بالهداية ، فيلبي النبي الكريم ﷺ استجابة ﻷمر الله تعالى وتلبية لرغبة صديقه اﻷكبر ، فتكون أم الخير من الرعيل اﻷول المبارك الذي حمل راية الدعوة في أيامها اﻷولى.
_________________________
1- طبقات ابن سعد : 3/ 210 - 211 ، 452/5 ؛ اﻹصابة : 454/2.
2- أخرجه الطبراني في الكبير : 51/1 ؛ وهو في مجمع الزوائد : 259/9 ؛ واﻹصابة : 429/4.
3- يعني : عتبة بن ربيعة.
4- ابن عساكر ، 136 - 137 وستأتي القصة بتمامها.
أنت تقرأ
ابو بكر الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم
De Todoو (ثاني اثنين إذ هما في الغار) لمؤلفه : عبد الستار الشيخ.