وجد فيرغوس نفسه يتساءل مجدداً من تكون كلويه فوكس .أصبح يعرف الآن أنها جميلة وذكية وتتمتع بحس دعابة بدأ هو يتعلمه منها . لكن رغم ذلك من تراها تكون هذه الفتاة ؟
راحت كلويه ترحب بـ بيتر أمبروس وقالت فيما هما يتصافحان :"بيتر أن سعيدة برؤيتك كيف حال جون و ولديك؟"
هز فيرغوس رأسه مذهولاً فـ كلويه ليس فقط المرأة التى ترتاد النوادى الليلية الراقية والتى تملك سيارة رياضية باهظة الثمن كما أنها ليست فقط مصممة أزياء تملك ماركة خاصة بها بل هى أيضاً على معرفة وثيقة برئيس الوزراء السابق و زوجته!
ابتسم لها بيتر أمبروس بإعجاب وهو يترك يدها ببطء و ببطء شديد جداً كما لاحظ فيرغوس وأشار إلى طاولة بعيدة حيث تجلس زوجته بأنتظاره :"جون برفقتى هنا"
ثم أكمل ساخراً :"أما الولدان فقد أصبح أحدهما فى العشرين والثانى فى الثانية وعشرين من العمر"
ضحكت كلويه بهدوء :"لقد مضى زمن طويل"
أكد بيتر كلامها :"وقت طويل جداً"
ثم تابع بنبرة أكثر جدية :"لا يمكننى أن أصف سعادتى بانضمام بول إلينا مجدداً"
تساءل فيرغوس فى سره : بول؟؟من هو بول؟كم يكره أن يكون جاهلاً لما يدور من حوله خصوصاً عندما يتعلق الأمر بامرأة تربطه بها ولو ظاهرياً علاقة حميمة .لكن السؤال هو:ما مدى عمق علاقتها بـ بيتر أمبروس؟
يعلم فيرغوس أن بيترأمبروس فى منتصف الخمسينات من عمره وهو متزوج من جون منذ أكثر من ثلاثين سنة .لكن بيتر لا يزال رجلاً جذاباً طويل القامة نحيف الجسم ذا شعر أشقر تتخلله بضع خصلات رمادية . فى الواقع لقد ساعده مظهره الأنيق هذا على تحقيق النجاح فى قيادة حزبه السياسى . ومن الواضح أنه و كلويه على معرفة وثيقة ببعضهما البعض .
شعر فيرغوس بعدم الارتياح مجدداً تماماً كما حصل معه فى نهاية الأسبوع الفائت حين قررت كلويه الانضمام إليه فجأة .أنه لا يريد فقط أن يعرف من هى كلويه فوكس بل يريد أن يعرف ماضيها أيضاً.
التفتت كلويه إليه بعد فترة قائلة :"آسفة فيرغوس كان يجب أن أعرفكما ببعضكما البعض منذ البداية .بيتر إنه فيرغوس ماكلاود .فيرغوس إنه..."
قاطعها فيرغوس بصوت خشن:"أنا أعرف من يكون كلويه.إنه السيد أمبروس"
ثم وقف ليسلم عليه بحرارة .كرر بيتر أسم فيرغوس مفكراً :"ماكلاود؟لَـمِ أشعر أن على أن أعرفك؟"
فأجاب فيرغوس بخفة :"لأن لدى موعد معك يوم الأربعاء"
فكر الرجل بعمق :"حقاً؟نعم بالطبع"
ثم أنفرجت قسمات وجهه ليكمل :"تذكرت الآن.أنت كاتب .أليس كذلك؟"
لم يصدق فيرغوس هذه المصادفة الجيدة إذ التقى بيتر أمبروس هذا المساء .لكن بيتر تعرّف إلى كلويه من بعيد فيما لم يكن ليميزه هو عن أى نادل يخدم إحدى الطاولات!ووجد فيرغوس أن من الغرابة أن يلتقى بيتر أمبروس صدفة اليوم ,بعد أن أنتظر أسابيع كى يتمكن من رؤيته.وذلك بالطبع بفضل كلويه فوكس ,المرأة التى فرضت صحبتها عليه ليلة السبت الماضى . من الواضح أنها تعرف أمبروس جيداً و...معرفة عميقة بالتأكيد
أكد فيرغوس بهدوء :"نعم , أنا كاتب"
هز بيتر رأسه :"أذكر أن سكرتيرتى قالت إنك بدوت غامضاً جداً فيما يتعلق بالسبب الذى يدفعك لرؤيتى"
ما من شئ سرى أو غامض . لكن فيرغوس لا يرغب فى أن خبر أياً كان عن مشاريعه.إنما الأشخاص المعنيين فقط.كلويه مثلاً ليست من هؤلاء "المعنيين" مهما كانت علاقتها بـ فيرغوس عميقة.
أرادت كلويه أن تحسم الموضوع وتنهى الحديث .فنظرت إلى الرجلين بعينيها الزرقاوين :"علينا ألا نشغلك عن زوجتك أكثر بيتر"
ظل أمبروس ينظر إلى فيرغوس لثوان قبل أن يلتفت ببطء إلى كلويه وهو يبتسم :"أنت محقة . حسناً سعدت كثيراً بلقائك كلويه "
ثم أضاف بلطف:"آمل أن أراك مجدداً فى وقت قريب"
ردت كلويه:"أتمنى ذلك أيضاً"
- أتطلع لرؤيتك مجدداً سيد ماكلاود
جلس فيرغوس ببطء على كرسيه وهو ينظر مفكراً إلى كلويه .إنها حقاً لغز غامض ! وهو ككاتب يود أن يحل هذا اللغز . أما كرجل فلم يعرف كيف يتصرف حيال الأمر .أخذ نفساً عميقاً ثم قال مجازفاً :"يبدو أن معارفك من الطبقة الراقية جداً كلويه"
عادت كلويه إلى تناول الفاكهة من صحنها وهى تحاول أن تتصرف بهدوء كامل .ألا أن هدؤها كان ظاهرياً فقط فبالرغم من محاولتها التحكم بأعصابها بعد ذلك اللقاء المفاجئ مع بيتر أمبروس إلا أن فيرغوس لاحظ أرتعاشاً خفيفاً فى يدها . قالت كلويه :"الأمر ليس كذلك. فـ بيتر لم يعد رئيس وزراء الآن"
- كلويه....؟!
ختمت كلويه الحديث :"فى الواقع أنا أعرف ولديه أكثر مما أعرفه هو وجون"
لسبب ما ساوره الشك فى صحة ما تقول. فالولدان اللذان تتحدث عنهما يبلغان العشرين والثانية والعشرين من العمر أى أنهما لم يعودا ولدين على الإطلاق
وبالرغم من جمال كلويه الذى يخطف الأنفاس وسحر جسدها الرائع وبالرغم من أنه أمضى سهرة كاملة برفقتها ألا أن فيرغوس يرفض أن يكون للكذب والخداع مكان فى حياته
نظرت كلويه إليه وهى تحاول ألا ترمش بعينيها ثم قالت لتأكيد كلامها ولئلا تنتظر إجابته :"أنت لا تصدقنى ,أليس كذلك؟"
شعر فيرغوس بالصدمة للحظات بسبب هجومها المباشر. وأخيراً أجابها بصدق :"لم أعد أعرف ما أصدق"
أعادت كلويه سكينها إلى الطاولة ونظرت إليه ببرودة :"أظنك كوّنت فكرة خاطئة عن وجود علاقة سابقة تربطنى بـ بيتر أمبروس...أم أننى مخطئة؟"
أجفل فيرغوس فقول الأمور بهذه الطريقة جعلها تبدو سخيفة . وبما أنه لم يصدق تفسيرها لهذه العلاقة .فقد خطر له أنها متورطة مع ذلك الرجل وإلا فمن أين لها أن تعرفه ؟كما بدا واضحاً أن جون لم تكن متحمسة كزوجها لإلقاء التحية على كلويه
حين تأخر بالإجابة تنهدت كلويه :"إذن . لست مخطئة فهذا ما تظنه أسمع فيرغوس قد أقوم بأشياء كثيرة لكن ما لا يمكننى تحمله أبداً هو أن أكون المرأة الثانية فى حياة أحدهم .هل تصدقنى الآن ؟"
نعم لقد صدقها فعلاً ! مع أنها أخبرته القليل عن نفسها إلا أن فيرغوس شعر فجأة بأن ما قالته للتو هو الحقيقة .كما شعر أيضاً أن علاقته بـ كلويه بغض النظر عن نوع تلك العلاقة قد خرجت عن سيطرته ولم يشعر بالارتياح لذلك أبداً.
فى ما مضى كان هو من يخطفى الأضواء .لكن كلويه وبالرغم من صغر سنها لم تفسح له مجال لذلك.أجفل فيرغوس منتبهاً وقال :"أنا أصدقك .لكننى أعلم أن هناك ما تخفينه عنى كلويه"
بدا توتر كلويه واضحاً مما أكد شكوكه .ألا أنها اعترفت وهى تبتسم :"نعم ثمة كثير من الأمور لم أخبرك بها .لكننى واثقة من أنك لن تهتم إذا عرفت كم كانت أمى ترانى جميلة ومميزة فى طفولتى وكم أصبحت تلميذة مزعجة فى المدرسة الداخلية وأننى كنت طالبة جامعية مجتهدة أو كيف أمضيت أوقاتاً رائعة فى باريس..."
ثم فكرت قليلاً قبل أن تتابع :"ألا تظن أن الأمور ستصبح مملة بيننا إذا عرفنا مسبقاً كل شئ عن بعضنا البعض؟"
- حسنا بالطبع .لكن ليس هذا ما قصدته"
أدرك فيرغوس أنه إذا ما أصر على معرفة ما يريده الآن فقد يخسر كلويه. لذا قال :"فى الواقع أمى أيضاً كانت ترانى ظريفاً ومميزاً فى طفولتى كنت أنا وبرايس ولوغان خلال طفولتنا مصدر الأذى والشقاوة فى ممتلكات جدى فى اسكتلندا أما فى الجامعة فلم أكن مجتهداً مثلك كما يبدو لكننى تدبرت أمرى بشكل جيد ثم تمتعت بحياتى خلال الأعوام التى أمضيتها كمحام , كما استمتعت أكثر فى الكتابة. لكنك محقة لسنا مضطرين لمعرفة كل شئ عن بعضنا البعض منذ اللقاء الثانى فقط"
صححت له كلوى بجفاء :"رسمياً أنه موعدنا الأول"
شعر بأن لقاءهما يكاد ينتهى بانصراف كلويه وتخليها عنه . فقد أحس فى الدقائق الأخيرة بأنها مستعدة للانصراف حالاً إذا ما أصر على عدم تصديقها . وتأكد له فجأة وبغض النظر عمن تكون هذه المرأة أو ما تكون عليه,أنه لا يريدها أن ترحل.لقد أسرته كلويه فوكس وسحرته بجمالها وهو لن يسمح لها بالخروج من حياته قبل أن يكتشف جزءاً من لغزها على الأقل.
راحت كلويه تراقب تعابير وجهه وهى تتغير بشكل سريع . بدا واضحاً أنه لا يعرف أن تعابيره تفضح الكثير من أفكاره أنه لا يصدقها بل لا يثق بها أيضاً!
لكن كيف يمكنها أن تلومه ؟ فهى تدرك أنه يشعر بالارتياب بسبب علاقتهما الغريبة المفاجئة كما أنه أصيب بالذهول حين تعرف إليها بيتر أمبروس واقترب من طاولتهما للتحدث إليها . لكن ذهوله لا يعد شيئاً أمام الرعب الذى أصابها هى حين أدركت أن بيتر قادم للتكلم معها .لكن لولا هذه المصادفة لما عرفت بموعد فيرغوس مع بيتر يوم الأربعاء القادم...
لابد أن بيتر يتساءل عن الأسباب التى تدعو فيرغوس للقائه . لربما أعتقد أن لذلك علاقة بالحملة الأنتخابية التى يقوم بها حزبه تحضيراً للأنتخابات العامة التى ستجرى فى العام المقبل . لكن كلويه فهمت أن لذلك علاقة بالموضوع كما فهمت أيضاً أن الوقت بدأ ينفد منها
سألته كلويه باهتمام فيما كان النادل يبدل لهما الصحون:"هل تفكر بالأنتقال إلى عالم السياسة فيرغوس؟"
ضحك فيرغوس بنعومة ثم هز رأسه ورد بحماسة :"بالطبع لا.لا أذكر بذلك على الأطلاق فأنا أحب أن أتمتع بخصوصيتى"
- لكنك حصلت بالتأكيد على قسط وافر من الشهرة لأنك كاتب
أكد لها فيرغوس برضى :"ليس إلى درجة مقلقة . هل تظنين أن حياتى الشخصية قادرة على مقاومة تفحص وتدقيق العامة . كما يحدث عادة مع السياسين؟"
رفعت كلويه حاجبيها الداكنين :"لا أعرف .هل تظن ذلك ممكناً؟"
ضحك فيرغوس مجدداً :"لا.أنا لم أتزوج بعد ولا شك أن الصحافة ستقول إننى منحرف . وحين يتبين أنهم مخطئون سيروجون لفكرة إحتمال زواجى من كل امرأة أنظر أليها"
ثم هز رأسه قائلاً :"لا أعتقد أننى سأتحمل ذلك"
لقد رسم فيرغوس صورة رهيبة عن أى شخص يدخل معترك السياسة . لكنه رسم الصورة الصحيحة فبالرغم من محاولات والديها لحمايتها من أثار الفضيحة فى طفولتها .إلا أنها شعرت بالكارثة التى حلت بحياتهم الشخصية . فبعد الفضيحة التى تصدرت عناوين الصحف منذ ثمانى سنوات راحو يفقدون الخصوصية بسرعة رهيبة . هزت كتفيها وقالت:"عفواً لكننى تصورت أن سبب لقائك بـ بيتر أمبروس الأسبوع المقبل..."
قاطعها فيرغوس وهو يستند إلى الوراء فى كرسيه مفسحاً المجال للنادل :"إنه جزء من الأبحاث التى أقوم بها"
فكرت كلويه فى أن تقديم الطعام جاء فى وقت غير مناسب . فى الواقع لقد أقتربا لتوهما من الموضوع الذى يهمها . لكن طعامهما حضر الآن
أنتظرت بفارغ الصبر ابتعاد النادل وحين أبتعد تاركاً إياهما بمفردهما للأستمتاع بعشائهما قال فيرغوس مبرراً:"أنا أيضاَ جائع"
حاولت كلويه العودة إلى موضوعهما فيما هى تأكل قطعة من السلمون من دون أهتمام إذ فقدت شهيتها بعد حديثهما مع بيتر أمبروس :"كنت تخبرنى عن الأبحاث التى تقوم بها من أجل كتابك الجديد...."
أنهى فيرغوس مضغ الطعام قبل أن يجيبها :"لا أعتقد أننى أخبرتك أن الأبحاث تتعلق بكتاب ما!"
عبست كلويه فى وجهه فقد أدركت أنه يحاول التملص من الإجابة . ما الذى يدفع كاتباً ما لإجراء بحث إن لم يكن من أجل كتاب جديد؟كما أنها تعلم بالضبط عما يريد البحث!
قالت بأستخفاف :"أن كنت لا تريد التحدث فى موضوع البحث فما عليك سوى أن تقول ذلك بصراحة "
فأجاب فيرغوس على الفور :"لم أقصد أن أكون فظاً . كلويه .لكننى حقاً لا أريد التكلم فى موضوع البحث "
قاطعته ممازحة:"لقد بدوت كذلك معى "
شعرت كلويه بالتوتر . لقد حاولت محاصرته من جميع الجهات لتدفعه إلى الكلام عن أنفسهم كثيراً وهى لم تلتق رجلاً مثله من قبل
تنهد فيرغوس :"فى الواقع إن عمل الكاتب غريب جداً بالنسبة إلى ّعلى الأقل.لقد أكتشفت خلال خبرتى أن من الأفضل أن أكون متكتماً فلا أناقش مواضيع كتبى مع أحد باستثناء وكيلى طبعاً"
ثم أبتسم وتابع يقول :"حتى وكيلى لا يحصل سوى على رؤوس الأقلام أى ما يسمح له فقط بإقناع الناس بأفكارى"
كانت كلويه تعلم ذلك
تابع فيرغوس :"فكرى مثلاً بآخر تصميم قمت بابتكاره أنا واثق من أنك لن تودى مشاركته مع أحد أيضاً"
- هذا لأنى أخشى أن يسرق أحدهم الفكرة....هل تعتقد أننى قد أسرق فكرة كتابك فيرغوس ؟ أؤكد لك أننى لا أعرف حتى كيف أبداً بكتابة رواية
سألها فيرغوس :"إلا تعتقدين أن فى داخل كل شخص منا كاتباً ينتظر الظروف الملائمة ليظهر؟"
فكرت كلويه : تباً له...إنه يحاول تغير الموضوع
- لقد أخبرتك للتو أننى لا أعرف كيف أبدا حتى بالكتابة . لذلك فأنا مهتمة لأنك تستطيع ذلك
ثم أضافت بصوت أبح :"لكننى أعرف أمراً واحداً . وهو أن لكتابك التالى علاقة بالسياسة
رد فيرغوس مراوغاً:"ربما . أخبرينى كلويه, هل لديك أخوة أو أخوات؟"
أجابت وقد شعرت بالاحباط :"لدى أخت أكبر منى"
إنه عنيد كالصخر ! مع أنها تعرف مسبقاً بأن ليس لديه أخوة أو أخوات إلا أنها سألته:"وأنت؟"
قال مؤكداً :"كلا . وماذا عن والديك؟ ألا يزالان على قيد الحياة؟"
أجابته بلهجة بدت وكأنها توبيخ :"أطال الله عمرهما ! فهما لا يزالان فى الخمسينات من العمر "
لا تود التحدث عن والديها ولا سيما عن والدها مع هذا الرجل بالذات . أيا تكن المعلومات التى يريدها فيرغوس عن والدها فلن يحصل عليها منها
-ماذا عن والديك أنت؟
جاء رده مقتضباً :"هما على قيد الحياة لكنهما مطلقان"
وفجأة وجه إليها نظرة حادة من عينيه البنيتين :"أخبرينى كلويه لِـمَ أنت شديدة التحفظ بشأن حياتك الخاصة؟"
شعرت كلويه بتصلب فى داخلها كرد فعل دفاعى على هذا الهجوم المفاجئ الذى يخلو من اللباقة . لكنها كانت تمكنت ظاهرياً من الحفاظ على رباطة جأشها أو....هذا ما أملته.أجابت برزانة :"لم ألاحظ ذلك"
أومأ فيرغوس وهو يحدق إليها ثم قال ممازحاً :"هل تعلمين كلويه ؟ أشعر بأنك تحاولين إخفاء أمر ما"
إلا أن نبرة صوته بدت حادة كالفولاذ
أجبرت كلويه نفسها على الحفاظ على هدوئها أمام نظرته المسمرة عليها .
وحدقت إليه بدورها بعينين لا ترمشان قائلة بسخرية :"مثل ماذا؟"
هز كتفيه ساخراً :"لعلك متزوجة أو مخطوبةأو على علاقة بأحدهم أو....ربما كنت قاتلة تبحث عن ضحية جديدة"
لم تنخدع كلويه بكلامه ولو للحظة واحدة . لقد أضاف الأحتمال الأخير لإضفاء المرح على الموضوع لكن ما يهمه فى الواقع هو الإجابة عن الأحتمالات الثلاثة الأولى...هل يظن حقاً أنها كانت لتأتى وتجلس برفقته الآن لو أن أحد هذه الاحتمالات صحيح؟وعندما لم تجد رداً مناسباً أبتسمت قائلة :"أحسنت..أنا قاتلة أبحث عن ضحية جديدة "
لكن فيرغوس لم يبادلها الأبتسام . بل نظر إليها عابساً ثم قال بهدوء :"لا أظن أن العلاقة بيننا تتقدم كلويه "
إنه على حق ! إذ أنهما لم يقيما علاقة من الأساس ليس بالمعنى الذى يقصده هو على الأقل . إلا أن كلويه علقت قائلة :"ظننت أن هذا ما تريده"
أجاب فيرغوس ببطء :"أليس من الغرابة ألا تحرز أى تقدم فى علاقتنا مع أننا أمضينا ليلة السبت الفائت معاً ؟ فى الواقع نحن نتصرف كأننا غريباً عن بعضنا تماماً "
بدا كلامه صادقاً تماماً وأدركت كلويه أنها الملامة فى هذا كله . فبسببها هى لم يتمكن من التآلف والأنسجام معها . لكن كيف يمكنها أن ترتاح معه وهى تعلم أنه يخطط لتدمير حياة والدها ؟ فهى تعرف بالضبط موضوع كتاب فيرغوس القادم .إذ ينوى استخدام تلك الفضيحة التى طالت والدها فى عمله منذ ثمانى سنوات كمحور أساسى لقصته الجديدة.
ومن المقرر أن تنزل هذه القصة إلى الأسواق قبل أسابيع فقط من ترشيح والدها فى الأنتخابات الجديدة .نهاية الفصل الرابع
أنت تقرأ
روايات احلام/عبير :ليل الغرباء
Romanceالروايه الثانيه من سلسلة كارول مورتيمر ( لا تبتسمي ... ليل الغرباء... لماذا تهربين؟) الملخص هل يصبح الخيال حقيقة؟ تناهى إلى مسمعى فيرغوس صوت أنثوى عذب من مكان ما قرب باب غرفة نومه . ـ لقد جلبت لك فنجان قهوة عبس وأبقى عينيه مطبقتين . فلا يمكن أن يكو...