خرجا من الباب ومازال ممسك بيدها يتجه نحو سيارة شيفروليه بيضاء كبيرة الحجم فتح لها الباب وقال دون أن ينظر إلى وجهها بكل جدية
•إياد: تفضلي بالصعود!
•دانيلا: وكيف أثق بك!
يطلق ضحكة تكشف عن أسنانه المتراصفة كحب اللؤلؤ وهو يقول بسخرية
•إياد: بحق السماء مالذي سأفعله بطفلة مثلك.
تنظر متفاجئة من رده و تقول
•دانيلا: ماذا ؟ هل أبدو كطفلة ؟
يتجاهلها مبتسما فتضيف قائلة بحدة
•دانيلا: إذا لعلمك يا سيد عمري عشرين عاما و أدرس الطب بجامعة كاليفورنيا و سأصبح....
يقاطعها
•إياد: كفى ثرثرة و إركبي ليس لدي وقت أكثر .
تتمتم بينما تهم بصعود السيارة وعلامات الإستياء تبدو واضحة على وجهها
•دانيلا: يدعوني بالطفلة ثم يصفني بالثرثارة كم هو حقير .
تجلس على المقعد وتغلق الباب تنظر للمرآة الجانبية للسيارة فترى خصلات شعرها المتداخلة ترفع يديها و تسويها بعناية تلتفت إلى إياد تجده يضحك بسخرية
•دانيلا : ما المضحك في الأمر ؟
•إياد: لا شيء!
يشغل محرك السيارة وينطلق ، يفتح له الباب ثم يغلقه الحارس خلفه يتجه يمينا نحو الطريق الرئيسي للميناء، تنظر دانيلا من النافذة إلى الخارج ترى الناس في إكتضاض وسرعة ثم ترى محلات بيع كعك الدنوتز تغمض عينها و تبتسم تتذكر أيام طفولتها عندما تهرب من البيت لتلتحق بمارك الذي كان الصديق الوحيد ليشتري لها كعكة و يأكلانها خلف حديقة منزل آل جيبسون ما هي إلا لحظات حتى تأتي إحدى الخادمات تلهث و قد تعبت بالبحث عنها تمسكها من يدها بلطف و تمسح بقايا شوكولا الكعك من وجهها الذي بالكاد تلطخ كليا ثم تطلب منها أن تشكر مارك على الهدية و ترجع بها للمنزل مسرعة قبل حضور أمها في الأثناء يوقف إياد السيارة أمام الميناء حيث المراكب و السفن في حركه بطيئة كأنها تحزن لصموت البحر تستفيق دانيلا من دوامة الذكريات الجميلة تلتفت إليه وتقول
•دانيلا: إذا!! لنكمل موضوعنا أخبرني من أين لك بالصور؟
•إياد: قبل كل شيء دعيني أروى لك القصة و سوف تجدين الأجوبة المقنعة على أسئلتك ، فقط أريدك أن تتمالك أعصابك لأن الذي سأقوله لك لن يكون سهلا خصوصا أن القصة بها تعقيد وأنك لن تتوقعي أن أمك من كان السبب في .....
تقاطعه بسخرية كأنها تحاول تجاهله
•دانيلا: سخيف!! أمي إمرأة مثالية لن أتوقع منها إلا أشياء جيدة لا تتعب نفسك في ذمها أمامي أريد منك فقط أن تخبرني عن الضابط جاكوب والدي المرحوم تفضل أسمعك.
•إياد: تبا لها حتى أنها دلست إسمه! لعلمك والدك إسمه يعقوب.يلتفت إليها بحذر ثم يضيف
•إياد: ولم يمت مازال حيا يرزق.
تبتسم وعينيها في تياه ثم تضحك وهي تقول
•دانيلا: مالذي تقوله بحق السماء! من سيصدق هذا أتضنني طفلة كما قلت.
وتواصل الضحك بطريقة هستيرية تتوقف لحظة حتى تمتلائ عينيها دموعا تنزل على خديها تمسحها بأطراف أصابعها ثم تقول
•دانيلا: كنت أسأل أمي دائما عن أبي لم تكن تريد التحدث عنه ضننت أنها حزينة عليه كنت أود أن أعرف عنه كل شئ لأتمكن من رسم صورة واضحة له في مخيلتي فقط كنت أعرف أن والدتي طلقت قبل شهرين من ولادتي وقد تخلى عنا الإثنين.ثم تمتلائ عينيها دموعا وتقول بمرارة
•دانيلا: لقد مات في تفجير إرهابي نفذته مجموعة من المسلمين و...
يقاطعها إياد وهو يصرخ بغضب والدموع تنذرف من عينيه
•إياد: قلت لك والدك حي يرزق بل أبي من ذهبت روحه هبأ في هذا التفجير الذي نفذته عصابة من الروس إستأجرتهم أمك و سوف أدفعها الثمن غالي، نعم يا دانيلا عمك ضحي بروحه لينقض والدك
يتوقف عن الكلام ينظر إليها والدموع مازالت تنهمر ثم يكمل
•إياد: كانت أمك تتاجر بالأعضاء مع مافيا من الروس وقد....
تضع يدها على فمها من هول ما سمعته ثم تقول
•دانيلا: لا ، لا يمكن أن أصدق ما تقوله ، أنت فعلا كاذب تتلاعب بعقلي ل....
يقاطعها بلا مبالاة كأنه لم يسمعها هو فقط يريد أن يخبرها الحقيقة يردها أن تعرف حقيقة أمها ويواصل حديثه
•إياد: عندما إكتشف عمي ما تقوم به والدتك غضب كثيرا وقد رئ إصرارها في هذه الدوامة فطلقها و رغم أنه كان يجب أن يحيلها على القضاء
•دانيلا:يكفي أرجوك
•إياد: إلا أنه لم يفعل خوف عليك أنت غير أن حب أمك للمال لم يمنعها من إستأجار عصابة لقتل والدك لكن.....
تصرخ دانيلا عاليا وهي تبكي
•دانيلا: يكفي ، بحق السماء توقف عن الكلام .
وتهم بفتح السيارة تخرج مسرعة الخطوات متجهة للبحر تسقط على ركبتيها قرب الحافة وتصرخ عاليا
•دانيلا: لماذا كل هذا يحصل لي لماذا ؟
وتضع يديها على وجهها و تواصل البكاء في مرارة ، يراقبها إياد ثم يمسح دموعه يخرج من السيارة يتجه نحوها يمد يده لها ويقول
•إياد: هيا بنا يجب أن نغادر لدي عمل سأعطيكي رقم هاتفي يمكنك الإتصال بي عندما تهدأين حتى أن والدك يريد مقابلتك دانيلا، هيا إنهضي .
تمسح دانيلا دموعها تقف دون مساعدته تتجه للسيارة وهي تقول
•دانيلا: لا داعي سأخذ تاكسي .
•إياد: حسنا إذا هذا رقمي.
يأخذ ورقة يدون عليها رقم هاتفه ويضعها في جيب جاكاتها دون أن ينتظر موافقتها .
•إياد: إتصلي بي وقت ما شئتي يجب أن أرك مرة أخرى فوالدك يريد أن يقابلك وقد تسمعين منه الحقيقة سيكون أفضل .
تقف متسمرة لم تنظر إليه حتى عينيها تنظران للأرض تبدو شاردة الذهن تسقط دمعة من عينها تمسحها و تلتفت لتأخذ طريق العودة بدت تسير في ضياع فقد بقيت في صدمة من ما سمعته وهي في صراع داخلها هل تصدقه ، هل تستطيع أن تصدق أن أمها تقوم بهذه الأعمال الشنيعة ....